استطاع يحيى الفخراني أن يشير ضمن أحداث مسلسل "شيخ العرب همام" إلى الوحدة الوطنية التي كوّنها شيخ العرب في الصعيد من خلال تعيينه الأقباط في مناصب قيادية. إذ أنّ المسؤول المالي لديه كان قبطياً.
وعلى رغم العلاقة الطيبة بين الأقباط والمسلمين في المسلسل، إذ يضع شيخ العرب همام ثقته التامة في بولس المسؤول عن خزائن الشيخ همام، بل منحه الصلاحية لإدارة الخزائن، إلا أنّ هذا الأمر أثار غضب بعض الأقباط في مناطق معينة من صعيد مصر نتيجة الأحداث والصراعات الطائفية التي تشهدها تلك المناطق.
ويرفض بعض الأقباط الشخصيات التي ظهرت في المسلسل، مؤكدين بأنّها صورة غير حقيقية، ومشيرين إلى أنّ العلاقة بين الأقباط والمسلمين من قبائل الهوارة في تلك الفترة كانت متوترة. وبالتالي، فالمسلسل يحاول تجميل الصورة لكنها غير حقيقية على حد قولهم.

 

في المقابل، هناك عدد كبير من أقباط "فرشوط" المنطقة التي ينتمي إليها "الشيخ همام"، أثنوا على المسلسل، خصوصاً أنّه استطاع كشف عمق العلاقة التاريخية بين قبائل الهوارة والأقباط.
ويصف شيخ العرب همام الأقباط في المسلسل بالمهرة في الشؤون الحسابية، ويعاملهم معاملةً حسنة، ويحسن رعايتهم واستقبالهم، ولا يفرّق بين قبطي وأفراد عائلته من الهوارة.


ويعمل هؤلاء في دأب متواصل لإنجاز حسابات همام الواسعة والمتعلقة بمعاملاته مع الفلاحين وشركائه. ويباشر الشيخ همام كل أعمال موظّفيه، ويراجع حساباتهم، ويملي أوامره وتعليماته ومكاتباته. واعتاد الشيخ همام إقامة مجالس عامة لسماع شكاوى أهالي المنطقة من الفلاحين لحلّ مشكلاتهم، ويستمع جيداً للشكاوى، ويحقّق فيها، ويصدر حكمه على أوراق صغيرة تحمل اسمه وتوقيعه.
ولم يكتفِ الشيخ همام بتعيين الأقباط في الحسابات فقط، بل أيضاً في مهنة الصرّاف الذي يختص بحمع الضرائب من الفلاحين، وكان بولس أشهرهم وأقربهم إلى قلب الشيخ همام. وكان بولس يقوم بتسديد الأموال والغلال المطلوبة من الشيخ همام لحكومة القاهرة، حتى أنّ بعضهم أطلق عليه تسمية "وزير مالية همام".