ينطبق المثل القائل "أن تسمع بالمعيدي خيراً من أن تراه" على الممثل عمرو سعد الذي حلّ ضيفاً على برنامج "بلسان معارضيك" مع الإعلامي طوني خليفة. عمرو سعد الذي حصد الإعجاب وحظي جماهيرية خلال فترة قصيرة، وبعدد محدود من الأفلام، على رأسها "حين ميسرة" و"دكان شحاتة"، شكّل حواره وتصريحاته وطريقة كلامه صدمةً لمحبي الممثل الشاب. إذ بدا "متعجرفاً" يتطاول على كبار الصحافيين لمجرد أنهم انتقدوه. كأنّ المطلوب من الصحافة العمل على "خدمة" هذا الممثل الذي لا يزال في بداية طريقه. بدا كأنّه النجم الذي أجلس كل فناني مصر في بيوتهم، وتربّع وحده على قمة المجد من دون منافس. وحمل سيفه ليطهّر الوسط الصحافي من الفساد. فقد اعتبر أنّه يمشي ضد التيار، وأنّه كما يوجد فساد سياسي، يوجد فساد إعلامي، ويريد هو أن يصلح "حال الصحافيين". كما اعتبر نفسه "النجم" الأوحد الذي ينطق بلسان أبناء الأحياء الشعبية والفقيرة والناس البسطاء. ورفض أن يعترف أنّ بقية الفنانين على مر التاريخ هم أيضاً أتوا من مناطق شعبية وأنّه ليس "فريد عصره وأوانه".

واعتبر أنّ الإعلام أبرز معارضيه ومنهم الصحافية ايرس نظمي، وكمال رمزي وصفوت الدسوقي. ولم يتوانَ عن وصف ما كتبته ايرس نظمي عن أدائه في فيلم "الكبار"، بأنّه "حاجة ساذجة". كما اعتبر الفنان حسين فهمي والمخرج يوسف شاهين من أبرز معارضيه. ورد على ما كتبه صفوت الدسوقي بأنّ نجوميته زائفة تعتمد على عكاز، قائلاً إنّ كلمة نجم لا تسعده لأنّ النجم زائف وبعيد عن الناس في حين أنه هو من وسط الناس وابن الأحياء الشعبية. وعندما قاله له المخضرم خليفة إنه التقى في برنامجه "دمعة وابتسامة" بعمالقة الفن الذين أتوا من الطبقة الوسطى والأحياء الشعبية، رد عليه سعد بكل غرور بأنّهم "ليسوا مثله".


سعد الذي بدا واثقاً من "نجوميته" التي صنعها المخرج خالد يوسف، تطاول على الإعلام والإعلاميين ولم يوفر طوني خليفة من "عنجيته". تكلّم معه بلهجة "آمرة" طالباً منه أن لا يقاطعه عندما يتكلم، مهدّداً أنه قد يظهر في برنامج آخر ويضع اسم طوني ضمن معارضيه. عمرو سعد الذي أثارت تصريحاته الإستياء منذ فترة حين قال إنّه عرض عليه المشاركة في أكثر من فيلم عالمي، ورفض ذلك مبرراً أنّه يريد أن يصل إلى العالمية بفيلم مصري، معتبراً أنّ عمر الشريف ممثل إميركي مهم، ومؤكداً أنّه لا يريد هذا النوع من العالمية. ورفض أن يدخل في مقارنة مع أبناء جيله من الفنانين كخالد النبوي، وأحمد السقا وأحمد عز لأنّ المقارنة فاشلة. وعندما سأله طوني إن كان هو أفضلهم، علّق قائلاً: "هم أحلى بالشكل".


ونفى سعد أن يكون وجود هيفا وهبي في فيلم "دكان شحاتة" السبب الوحيد لنجاحه، مؤكّداً أنه لو لم يشارك هو في الفيلم، لما نجح وأنّه لا يستطيع أي ممثل محترف أن يؤدي دوره في "دكان شحاتة" لأنّه يملك طابعاً خاصاً أو "قالباً خاصاً". كما رد على طوني عندما قال: "الله خلقلك وكسر القالب؟".


ونفى أن يكون المخرج خالد يوسف وبّخه عندما حاول أن يوجّه هيفا وهبي أثناء تصوير الفيلم، مؤكّداً أن الحادثة من اختلاق الصحافة.
في نهاية الحلقة، وجّه سعد رسالةً للفنان حسين فهمي جاء فيها: "إلى الأستاذ العزيز حسين فهمي، تعلّمت أن أحترم التاريخ وأتعلّم منه من دون انبهار أو عبادة مع التقدير لتاريخك".


وتأتي رسالة سعد رداً على انتقادات حسين فهمي له حين صرّح بأنّ عالمية عمر الشريف لا تعنيه، فأجابه فهمي بأنّ هناك كباراً لا يمس بقيمتهم.
يذكر أنّ عمرو سعد أرسل منذ فترة خطاباً لجريدة "الوفد" المصرية رداً على مقال نشر فيها بعنوان "نجومية زائفة تعتمد على عكاز" للناقد صفوت الدسوقي. ولم تنشر الصحيفة خطابه، فقام فوراً بإرساله إلى جريدة "المصري اليوم" التي قامت بنشره وجاء فيه: "أما عن تشبيهك للمخرج خالد يوسف بالعكاز، فقد خانك التعبير الذي أساء إلى خالد نفسه وإلى مئات المخرجين. فالمخرج ليس عكازاً. المخرج قد يكون طائرة تحلّق بك حول العالم، أو تصل بك إلى مكان آخر في وطنك عبر رحلة داخلية. ومن المحتمل أن تسقط بك في المحيط، وعلى الله الستر. فهل من العيب أن يعتمد الممثل على المخرج، أو أن يساهم المخرج في صناعة تاريخ الممثل؟". وأسهب سعد في ذكر عدد من صنّاع السينما في مصر، وطلب من الصحافي أن يتخيّل السينما من دونهم. ليقول في النهاية: "وربما ذهبت أنتَ شخصياً لتصبح محرراً في صفحة الوفيات".


ثم قام صفوت الدسوقي بالرد عليه في مقال بعنوان "أنصحك بركوب المترو لتعرف حجم نجوميتك"، وردّ فيه رداً قاسياً على سعد ووصفه بـ "ممثل العشوائيات". وجاء فيه: "?يظن ممثل العشوائيات أنه وصل إلى قدر ومكانة أحمد عرابي، فيقول? ?إنه سعيد وفخور بأنه قادم من وسط الناس الذين جعلوه بطلاً? ?كي يمثلهم?? ولا أعرف من هم الناس الذين انتخبوا الفنان المبدع?".
ونصحه الدسوقي في نهاية المقال أن يركب عربة مترو الأنفاق ليعرف حجم نجوميته.
من جهة أخرى، يشارك عمرو سعد في مسلسل "مملكة النحل" الذي يعرض حالياً، لكن يبدو أنّ سعد الذي يعتبر نفسه صاحب "قالب خاص" في التمثيل، لم يستطع أن يحظى مسلسله بإعجاب المشاهدين أو النقاد، فلم ينل نصيباً من المتابعة سوى ما كتب عن خلافه مع الممثل محمد نجاتي حول من هو بطل المسلسل.