لا تزال بعض الأعمال الدرامية السورية تعتمد على "الكاركتيرات" في أداء الشخصيات. هذه الظاهرة ليست جديدة، بل قديمة قدم الدراما في سوريا. ولا أحد ينسى "الكاركتير" الذي كان يمثّله دريد لحام من خلال شخصية "غوار الطوشة" الذي بقي في ذاكرة المشاهد حتى اليوم.


ومن "الكاركتيرات" التي ما زالت ماثلة في ذاكرة المشاهد "حسني البورزان" الذي كان يؤديه الراحل نهاد قلعي. ويعتقد كثيرون بأنّ الشخصية هي الكاركتير، إلا أنّ هناك اختلافاً كبيراً بين الشخصية المؤداة وبين الكاركتير الذي يدخل في تفاصيل الشخصية من حركات وكيفية النظر وكيفية المشي... ويعتمد الكاركتير على حركة معينة يؤديها الممثل بشكل دوري. وفي الموسم الرمضاني 2010، يلاحظ المشاهد أنّ هناك الكثير من الكاركتيرات في الأعمال الجديدة.

 

سامر المصري وسائق التاكسي
الممثل سامر المصري اعتمد في تأدية شخصية "أبو جانتي" سائق التاكسي على العديد من الحركات الخاصة بسائق التاكسي الحقيقي. ويلاحظ المشاهد أنّه اهتم كثيراً بتفاصيل الشخصية من كيفية قيادة السيارة إلى وضع "تعليقة المفاتيح" على خصره. ومن سمات هذه الشخصية أيضاً أنّه شخص متفائل جداً يقوم بتأليف الأغاني حسب كل زبون يركب معه.

 

مصطفى الخاني وقصة الناموسة
ومن الفنانين الذين ساهم الكاركتير في نجاحهم وشهرتهم الممثل مصطفى الخاني الذي قام بتكرار كاركتير شخصية "النمس" في الجزء الخامس من مسلسل "باب الحارة". كان كثيرون يعتقدون بأنّ الخاني سيضيف جديداً إلى كاركتيره هذا العام، خصوصاً بعد التطورات الجذرية التي شهدتها الشخصية في هذا العمل الجاهيري. لكنّه لا يزال يبحث عن "الناموسة" في الجزء الخامس مع أنه أصبح غنياً ويملك محلاً تجارياً بعدما كان يعمل في رش الحشرات في الحارة.

 

أيمن رضا و"التلطيش"
أيمن رضا من الفنانين المتجددين في "الكاركتيرات" التي يقدّمها في كل عمل يقوم به. والأمر ينطبق على شخصية "أبو ليلى" الي يجسدها في مسلسل "أبو جانتي ملك التاكسي". يطل هنا بكاركتير الشخص المتزوج لكنه يحبّ كل نساء العالم. ومن سمات كاركتيره أنه يقوم بتأليف كلام "تلطيش" كي يُسمعه إلى كل فتاة يلمحها، خصوصاً أنّه يعمل في محل لبيع أدوات الخياطة، أي أن معظم زبائنه من السيدات والفتيات.

 

وائل شرف و"العكازة"
ومن الممثلين الذين ساعدهم الكاركتير في شهرتهم وائل شرف الذي جسد دور "معتز" في جميع أجزاء "باب الحارة". ويلاحظ المشاهد أنّ كاركتير شخصيته يتطور في كل جزء. في الأجزاء الأولى، كان "معتز" يحمل "عصا" بشكل دائم، وهذا ما انتقل إلى الواقع بشكل سريع لتباع "عصا معتز" في الأسواق العامة. لكن وائل شرف استطاع في الجزءين الثالث والرابع الخروج من هذه السمة. ويلاحظ المشاهد أن "معتز" في الجزء الخامس هذا العام اعتمد في تدعيم كاركتيره على حمل "المسدس" في يده... فهل سيتأثر الجمهور بكاركتيره مرة أخرى ويقلّده في حمل السلاح كما فعل مع "العصا"؟

 

سلوم حداد الزوج الضائع
الفنان سلوم حداد اختار هذا العام أن يدخل "لعبة الكاركتير" من خلال تجسيد شخصية "سامر" في مسلسل "تخت شرقي" مع المخرجة رشا شربتجي. وبرأي المتابعين، فإنّ سلوم حداد نجح في التأثير في الجمهور العربي من خلال تأديته هذا الكاركتير المنتشر بشكل كبير في المجتمعات العربية. إذ يعاني من عدم إنجاب الأطفال في الوقت الذي يغرم بفتاة أخرى، ويحبّها على زوجته التي تعاني من سنّ اليأس.

ومن الكاركتيرات التي تأثر بها المشاهد كثيراً كاركتيرات مسلسل "ضيعة ضايعة" خصوصاً شخصية "أسعد" التي جسدها الممثل نضال سيجري وشخصية "جودة" التي جسدها الممثل باسم ياخور حيث اعتمد على حمل فرشاة الشعر في يده أينما ذهب.
أما الفنان محمد خير الجراح فيعتبر أن "الكاركتيرات" التي قام بها مؤخراً في "باب الحارة" بتجسيده شخصية "أبو بدر" قد ساهمت في انتشاره عربياً. كما أنه يستعد اليوم لتصوير عمل كامل بثلاثين حلقة يتناول المواقف الكوميدية التي تحصل في حياة "أبو بدر". وسيحمل العمل اسم الشخصية نفسها، على أن يتولى مؤمن الملا إخراج العمل بعد نجاح الشخصية عند الجمهور العربي.


ويلاحظ المشاهد أنّ معظم "الكاركتيرات" تكون للممثلين الشباب، فهي بعيدة عن الممثلات. لكن هناك محاولات قام بها عدد من الممثلات لدعم شخصياتهن وأدوارهن في الأعمال الدرامية، ومنهن الممثلة أمل عرفة. جسّدت هذه الممثلة العديد من الأدوار والشخصيات التي يدخل في تركبيتها الكاركتير ومنها شخصية "دنيا" التي طبعت في ذاكرة المشاهد العربي. أيضاً كانت هناك عدة تجارب للفنانة شكران مرتجى خصوصاً في مسلسل "دنيا" ومسلسل "جميل وهناء".