لم تكن تعلم أنّ أغنية "يارا" لفيروز هي السبب في تسميتها. وعندما علمت، زاد عشقها لأغنيات فيروز وللفن والإبداع. بدأت مشوارها الفني من خلال مشاركتها في البرنامج العربي الشهير "إفتح يا سمسم". يومها، وقفت أمام الكاميرا وكانت لا تزال في الثامنة من عمرها. ابنة الممثلة القديرة ثناء دبسي والممثل والمخرج سليم صبري امتلكت قدرات فنية عالية من خلال انتمائها إلى هذه الأسرة الفنية التي انضم إليها أيضاً زوجها الممثل والمخرج ماهر صليبي. تعشق عملها. لكنّ نهمها لم يُشبع بالتمثيل فقط، فانتقلت إلى التأليف. 

إنّها الممثلة يارا صبري التي التقتها "أنا زهرة" وتحدثت عن عملها الجديد "قيود الروح" الذي تشارك فيه تمثيلاً وتأليفاً مع الكاتبة ريما فليحان. والعمل من إخراج ماهر صليبي وإنتاج "شركة الفردوس للإنتاج الفني" لصاحبتها الممثلة لورا أبو أسعد. تؤكد يارا أنّه بعد تجربتها الأولى العام الماضي من خلال الإشراف الفني على مسلسل "قلوب صغيرة"، أحبّت أن تكمل مسيرة إبداعها. إذ ترى أنّ الفن ليست له حدود، ويجب على الفنان ألا يقف عند حدود معينة، بل أن يتعرّف إلى نفسه أكثر وينمي مواهبه. وعن قصة المسلسل، قالت إنّ أحداثه تدور حول ثلاث عائلات لا تعرف بعضها، ويسرد العمل تفاصيل حياتها، ثم يجمعها القدر وتتقاطع مصائرها، فتتوالى الأحداث وتنمو علاقات الحب وعلاقات انسانية بين هذه العائلات التي تختلف في الكثير من الأشياء لكنها تتشابه في وجه آخر. تراهن الممثلة السورية على العمل لأنّه "أخذ الوقت والجهد منها ومن الكاتبة ريما فليحان" واعتمدتا على خط إنساني وقصص واقعية حصلت بالفعل.


وعن مشاركتها في برنامج "الممثّل The Actor" الذي عرض على تلفزيون "الدنيا" ضمن لجنة التحكيم، قالت إنّ اختيارها عضوة لجنة تحكيم في اللجنة، هو بهدف التنوع الفني. فرئيس لجنة التحكيم سامر عمران هو أستاذ أكاديمي في المعهد العالي للفنون المسرحية، بينما الفنان باسل خياط عضو اللجنة كان من خريجي المعهد. أما صبري، فتقول إنّها ليست خريجة المعهد وتم اختيارهم على هذا الأساس ليكون هناك معايير علمية في انتقاء الطلاب والمشتركين في البرنامج. وتضيف أنّ هذه التجربة الأولى في سوريا، إلا أنّها تعتبرها مغامرة كبيرة وخوضها ضروري رغم علمها قبل بدء البرنامج بأنّ ردود الفعل ستكون متباينة. وهذا ما حصل بالضبط. ووصفتها بأنّها كتجربة أولى مقبولة رغم عللها الكثيرة.


ولدى سؤال "أنا زهرة" عن معايير اللجنة في قبول المشتركين، أكّدت صبري بأنها حاولت قدر الإمكان التركيز على حضور المشترك وطريقة تفكيره عندما يطُلب منه أداء مشهد معين. كما حاولت التركيز على الجانب العفوي وغير المصطنع لدى كل مشترك. وعن الانتقادات التي طالت لجنة تحكيم البرنامج بسبب الطريقة التي تنتقد فيها المشترك، ردت يارا بأنّها كانت نوعاً من الاستفزاز، وكان جزءاً من الاختبار. من خلال ذلك، استطاعت لجنة التحكيم أن تتعرف إلى تعابير وجه كل مشترك والتركيز على ردة فعله الطبيعية.
وعن رأيها في مستقبل المسرح والسينما في سوريا وواقعهما اليوم، أكدت بأنّ المسرح والسينما هما سلسلة مترابطة، ووصفت وضع المسرح في سوريا بالكارثي لأن السينما حسب رأيها بدأت تنتعش من خلال الإنتاجات الخاصة وإن كانت خجولة. ورأت أنّ الأمل موجود طالما أن صاحب القرار يقوم بخطوات عملية، لكن يجب أولاً التخلص من الروتين الموجود في مديرية المسارح حتى يتم تشجيع المهتمين بالمسرح على تقديم المسرحيات.


أما عن حياتها الخاصة وحياة ولديها كرم ورام، فتحدثت عن منزلها بأنه متأثر جداً بالفن، خاصةً أنّ أخاها عازف وشقيقتها رسامة، مشيرةً إلى أنّه من الطبيعي أن يكون لهذا المحيط تأثيره في الطفل وطريقة تفكيره في الحياة. وتكمل أنّه بالنسبة إلى ابنها كرم، فقد حدّد طريقه من الآن وهو دخول المعهد العالي للفنون المسرحية. لذلك، وجدت يارا أنه من الضروري أن تقدم له خبرةً علمية في هذا المجال من خلال التمثيل في "قيود الروح". وعن تأثيرها كفنانة في ولديها، أكّدت أنه حين كان كرم صغيراً، كان يشعر بالاستياء من نظرات الأطفال إلى والدته كونها ممثلة ومعروفة. وهذا ما كان يسبّب لها الكثير من الإرباك.


وعن تأثير زوجها في نجاحها وتأثيرها في نجاحه، أجابت أنّه عندما يكون الزوجان من الوسط نفسه، فهما بحاجة إلى تقديم الدعم لبعضهما على الأقل معنوياً. أما تأثيرها في ماهر، فيُترجم عندما تساعده في اتخاذ قرار سريع لأنّ المخرج ماهر صليبي من الأشخاص الذين يحسبون ألف حساب للقرار الذي يريد اتخاذه على حد تعبيرها. أما هي فتقول عن نفسها إنّ لديها حسّ المغامرة أكثر من زوجها.
وعن الزواج في الوسط الفني ومدى فشله، قالت إنّ 70% من زيجات الأشخاص العاديين فاشلة، ما يعني أنّ الزواج الفاشل لا يقتصر فقط على الوسط الفني، وأضافت أنّ مؤسسة الزواج تحتاج إلى أشخاص على دارية بأهداف هذه المؤسسة وكيفية التعامل فيها مهما كان عملهم. وعن علاقتها بزوجها، قالت إنّهما متقاربان جداً في الفن والموسيقى وكل شيء وحتى الروح والمبادئ الجوهرية.


من جهة أخرى، تشارك يارا هذا العام من خلال عملين فقط هم "قيود الروح" و"تخت شرقي" الذي اعتبرته من أجمل المسلسلات التي تُقدم حالياً. إذ يناقش مواضيع عديدة وحياتية، وربما يكون العمل الأول الذي يقدّم مشاهد جريئة في حياة الأزواج.


وعن رفضها المشاركة في أعمال أخرى، أشارت الممثلة السورية إلى أنّ هناك أموراً تتعلق بالعمل ككل، وهناك ما يتعلق بالدور. وأحياناً ترى أنّ العمل مهمّ لكنها لا تجد دورها فيه مناسباً، وبالتالي لن يقدم لها شيئاً حسب رأيها. أما عن العمل في مصر، فقالت إنّ هناك العديد من العروض في السينما وحتى الدراما المصرية. لكن الفرصة لم تأتِ بعد ووصفت تجارب الفنانين السوريين في السينما والدراما المصريتين بالناجحة.
أخيراً، ختمت لقائها مع "أنا زهرة" بالحديث عن طموحها الذي يتمثل في تقديم شيء حقيقي للفنّ في المستقبل وقضاء شيخوختها هي وماهر متجوّلين حول العالم.