اعتبر المخرج نجدت أنزور أنّ ما تردّد حالياً حول قيامه بسرقة مشاهد من بعض الأفلام الأميركية في مسلسله "ما ملكت أيمانكم"، ليس إلا طعناً بنجاح المسلسل. ونفى في الوقت عينه أن يكون اقتبس هو أو الكاتبة هالة دياب مشهداً من أي فيلم أميركي. وأكد بأنّه يمكن أن يكون هناك توارد أفكار بين قصة المسلسل والأفلام العالمية، ويمكن أن يكون هناك تشابه أيضاً مع الأفلام العربية التي تتناول موضوع التشدد الديني والإرهاب.


وكان بعض المتابعين والنقاد قارنوا بين ما شاهدوه حالياً في "ما ملكت أيمانكم" وبين أفلام عدة أوّلها "كراش" (الاصطدام) للمخرج الكندي بول هاغيس، وفيلم "السكرتيرة" للمخرج ستيفن شينبرغ. وهناك مشاهد أخذت حرفياً من فيلم "كراش"، وأخرى اقتُبست بشكل شبه حرفي من فيلم "السكرتيرة".


وتردد أنّ وجه التشابه بين "كراش" و"ما ملكت أيمانكم" هو مشهد حيث تتعرّض ساندرا بولوك وزوجها المسؤول والمرشح للانتخابات، لسرقة سيارتهما مع مفاتيح البيت من قبل شابين من أصول أفريقية، فيحضر الزوج عاملاً لاستبدال القفل، لكنّ الزوجة تطلب تغيير القفل ثانية، نظراً إلى أنّ العامل "مكسيكي" يضع وشماً على رقبته، ووجهه يوحي بالإجرام وهي لا تثق به. وتشكّ بأنّه سينسخ مفتاح البيت، ويعطيه لأمثاله من المجرمين. ويطلب الزوج منها الهدوء. بينما يكون حوارهما مسموعاً من فريق العمل الخاص بالزوج، ويغادر الشاب المكسيكي مبتلعاً الإهانة، ويبقى الزوج خائفاً من وصول خبر سرقة سيارته إلى الإعلام. وقال النقاد إنّ هناك تشابهاً كبيراً بين هذا المشهد وما شاهده الجمهور في الحلقة الثانية من المسلسل حين تتعرّض غرام (رنا أبيض) لسرقة سيارتها مع مفاتيح البيت من قبل شابين سوري وعراقي. ثم تطلب من زوجها فاضل، وهو رجل أعمال يستعد لدخول البرلمان، تغيير مفاتيح البيت. وتتدخّل غرام حين تشاهد الشاب يعمل على تغيير المفتاح وتطلب من زوجها أن يغيّره مرة ثانية، فيتصل بالشركة لإرسال عامل آخر، لأنها غير مرتاحة لهذا العامل ذي الوجه الذي يوحي بالإجرام. وتخبر زوجها أن العامل سينسخ المفتاح ويعطيه لأفراد جماعته. بينما يكون الزوج مرعوباً من وصول الخبر إلى الإعلام أيضاً.


واللافت أيضاً أن الاقتباس لم يقتصر على الحوار بل على حركة الكاميرا أيضاً، كما في مشهد "كراش". وهنا نرى زاوية الكاميرا نفسها وحركتها وتقطيعها، وحركة ووجوه الممثلين منسوخة بالحرف. ما يجعل السرقة تتعدى المشهد والسيناريو لتطال الإخراج أيضاً.


هذا الاقتباس تكرّر في مشاهد عدة أيضاً في حلقات المسلسل. ويبقى السؤال مفتوحاً: هل كان الأمر فعلاً توارد أفكار وفق ما أكّد أنزور، أم أنّ هناك اقتباساً قام به أنزور والكاتبة هالة دياب من دون الإشارة إلى ذلك في الإعلام؟