باركت جلالة الملكة رانيا العبد الله أمس في الطفيلة الخطوات التي حققتها المبادرة التنموية الشاملة للمحافظة التي يتم تنفيذها من خلال مؤسسة "نهر الأردن/ برنامج تمكين المجتمعات" بالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
واستهلت جلالة الملكة زيارتها إلى الطفيلة بجولة في جمعية "أبناء الطفيلة للتربية الخاصة" يرافقها وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور جعفر حسان، ووزيرة السياحة سوزان عفانة، ومحافط الطفيلة السيد سليم الرواحنة، ومديرة "مؤسسة نهر الأردن" فالنتينا قسيسية، ومدير الجمعية عبدالله الحناقطة.


واستمعت جلالتها إلى شرح موجز من نائب المدير العام للمؤسسة مدير برنامج تمكين المجتمعات المهندس غالب القضاة حول المبادرة التنموية الشاملة لمحافظة الطفيلة التي تنفذها المؤسسة لأول مرة على نطاق محافظة بأكملها.


وتضم المبادرة ثلاثة محاور هي: محور بناء قدرات الجمعيات الخيرية والتعاونية، ومحور تأهيل الهيئات المحلية العاملة في مجال الأسرة والطفل، ومحور تأهيل قدرات الهيئات العاملة مع الشباب وتدريب الشباب.
والتقت جلالتها رئيسة مجلس أمناء مؤسسة نهر الأردن و44 ممثلاً من 30 جمعية من جمعيات المجتمع المحلي في الطفيلة مرشحةً للحصول على منح لاقامة مشروعات تنموية وتطويرها. واستمعت جلالتها الى عرض حول المشاريع التي جاءت استجابة للاحتياجات الشاملة لمحافظة الطفيلة، كما استمعت إلى نتائج الشراكة الاستراتيجية لمؤسسة نهر الأردن وتلك الجمعيات والهيئات التي انبثقت عنها ورش تدريبية في التخطيط الاستراتيجي وبناء القدرات المؤسسية للأفراد.


وفي مداخلة لها، أعربت جلالة الملكة عن سعادتها بوجودها بين أهالي الطفيلة قائلة "إن للطفيلة مكانة خاصة عند سيدنا وعندي، وأهل الطفيلة يتميزون بالكرم والعطاء وحب البلد".
وقالت "ما سمعته اليوم هو ترجمة لرؤية سيدنا في أن يكون للمواطن الدور في تحديد احتياجاته، وإيجاد الحلول، والعمل على تنفيذها من خلال الشراكات مع قطاعات المجتمع العام والخاص ومؤسساته التعاونية والخيرية والتنموية".


وأكدت جلالتها على أن الشراكة والتكامل يحققان النجاح، مشيرة إلى ضرورة إبقاء حلقات التواصل مفتوحة بين جميع الشركاء.
وتعقيباً على مداخلات الحضور في فتح مجالات تسويق منتجات المشاريع المدرة للدخل في الطفيلة، قالت جلالتها "ضمان تسويق المنتجات يعتمد على مدى دراسة احتياجات السوق قبل بدء الإنتاج لضمان الطلب قبل العرض وعدم كساد المنتجات".


وأكدت جلالتها على ضرورة الترويج للأماكن السياحية في الطفيلة مثل محمية ضانا لتصبح وجهةً سياحيةً وجاذبة للفرص الاستثمارية.
وأمام جلالة الملكة، أعلن وزير التخطيط والتعاون الدولي عن دعم جميع المشاريع التي تم اختيارها من قبل مؤسسة "نهر الأردن"، مشيراً إلى أنّ المنح ستصل الجمعيات المنفذة لتلك المشاريع قريباً وأنّ الوزارة ملتزمة بدعم المشاريع القائمة الناجحة وتوسيعها.
وضمن جولة جلالتها في الجمعية، اطلعت الملكة رانيا العبدالله على ورشة حرف يدوية لذوي الاحتياجات الخاصة، واستمعت إلى شرح عن الجمعية وأهدافها والخدمات التي تقدمها لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في الطفيلة.


وشاركت جلالتها 20 سيدة من المجتمع المحلي في ورشة بعنوان "اللعب هو عالم الطفل" وهي ورشة تنظّمها المؤسسة ضمن محور تأهيل الهيئات المحلية العاملة في مجال الأسرة والطفل، ويتم خلالها تعليم السيدات طرق تنمية قدرات ومهارات الأطفال باستخدام اللعب.


وضمن محور الأسرة، تعمل مؤسسة نهر الأردن على ضمان بيئة آمنة للطفل ضمن محيطه، وتطوير أداء الهيئات والأفراد العاملين مع الطفل مباشرة. ونفذت المؤسسة دورات متخصصة لحوالي عشر هيئات محلية في هذا المجال.
وللاطلاع على شراكة مؤسسة نهر الأردن مع الهيئات التي تعمل مع قطاع الشباب، زارت جلالة الملكة رانيا العبدالله مركز شابات الطفيلة، واستمعت من مجموعة من الشباب إلى شرح عن أدوارهم في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والرياضية.
وأكدت جلالتها على ضرورة توفير البنى التحتية الملائمة للنشاطات الرياضية، وتعزيز ثقافة اللياقة البدنية بين الطلبة.


وتجولت في المركز ترافقها مديرة المركز رائدة العمايرة. وشاهدت جلالتها مجموعة من المستفيدات يشاركن في دورة في مختبر الحاسوب وهو المركز الوحيد في الطفيلة المخصص للفتيات.
وفي غرفة الحرف اليدوية، شاهدت جلالتها منتجات لسيدات شاركن في ورش عمل مختلفة.
يذكر أن جلالة الملكة رانيا العبدالله أسست "نهر الأردن" في العام 1995، وهي مؤسسة أردنية غير حكومية وغير ربحية.