الكثير من الناس اليوم باتوا يعتمدون على التسوق على الإنترنت. إذ بات هذا أمراً شائعاً في الكثير من الدول وخاصةً في أوروبا وأميركا. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة ما زالت مستهجنة أو غريبة في العالم العربي إلا أن الكثيرين بدأوا باختبار هذه الظاهرة الجديدة وبعضهم أدمنوا عليها.


البداية


التسوق الإلكتروني عملية يشتري خلالها المستهلك البضائع من المصدر مباشرةً دون تدخل وسيط وذلك عبر الشبكة العنكبوتية. وكانت شركة "إنترشوب" الألمانية أول من وفّر خدمة التسوق على الإنترنت لعملائها وذلك في عام 1994. وفي عام 1995 انطلق موقع أمازون Amazon الإلكتروني وتلاه موقع إي باي eBay عام 1996. ولعل هذين الموقعين هما الأشهر عالمياً من مجال التسوق الإلكتروني.


فئات ومعوقات


على الرغم من ازدياد شعبية التسوق على الإنترنت إلا أنه ما يزال محصوراً بالفئة المقتدرة من المجتمع وذلك لأنه يحتاج إلى جهاز كمبيوتر واتصال مع الشبكة العنكبوتية بالإضافة إلى حسابٍ بنكي وبطاقات اعتماد. كما أن هذا المفهوم من التسوق يحتاج إلى حدٍّ أدنى من الدراية التكنولوجية التي يفتقر إليها الكثيرين لأسبابٍ عديدة، مما يحدّ من انتشار طريقة التسوق هذه بشكلٍ واسع.


من المعوقات الأخرى أن الكثير من الدول لا تزال تفرض رسوماً جمركيةً عالية على تداول الطرود البريدية وقد تمنع دخولها حتى لأسبابٍ أمنية وهذه أسبابٌ تعيق حركة التسوق الإلكتروني4

.
آراء


هناك الكثير من الآراء المتضاربة حول التسوق على الإنترنت بين مؤيدٍ ومعارض ومشكك. فيقول مازن شلق الشاب المغترب في ألمانيا أنه مدمنٌ على التسوق على الإنترنت لأنه مريح وسهل وغالباً ما تكون الأسعار أرخص بنسبة 50% عن أسعار السوق التقليدي. وتتفق دينا التي تعيش في ألمانيا أيضاً مع مازن، إذ تقول أن التسوق الإلكتروني من أفضل ما أنتجته التكنولوجيا الحديثة لأنه يوفر الكثير من الوقت والجهد. كما يمكن العثور على بضائع غير موجودة في الأسواق والمحلات بالإضافة إلى أن موقع التسوق يعطي الكثير من التفاصيل حول المنتج التي قد لا يعرفها بالضرورة البائع في المحل أو ليس لديه صبرٌ كافٍ لسردها على المشتري.


أما نادين مبيض فتقول أنه على الرغم من سهولة التسوق الإلكتروني الذي يمكن القيام به بكبسة زر، إلا أن له سلبيات تعقب عملية الشراء، كأن يكون المقاس غير مناسب أو أن تبدو القطعة في الواقع مختلفة عن الصورة. كما أن عملية الاسترجاع أو التبديل تأخذ وقتأ طويلاً.


وبالنسبة لسهير سليمان التي تعيش في دبي فإن التسوق على الإنترنت لا يعنيها بشيء، بل ترفضه أيضاً فهي تفضل متعة التسوق التقليدي والدخول من محلٍ إلى آخر ومعاينة البضائع بالنظر واللمس والتجريب. وترى في التسوق الإلكتروني مفهوماً غريباً يجبر الشخص على الجلوس لساعاتٍ طويلة أمام شاشة الكمبيوتر بدلاً من الخروج من المنزل للتبضع و"تغيير الجو".


أما ميا شهدا فاكتفت بالقول أن التسوق على الشبكة العنكبوتية لن يضيف إلى حياتها شيئاً لأنها بالأصل تعيش في بلدٍ لا يوفر هذا النوع من الخدمات.


مواقع


هناك الكثير من المواقع التي أصبحت تهتم بالمتسوق العربي بشكلٍ خاص وتوفر العديد من الخدمات الحصرية التي لا تقدمها متاجر التسوق التقليدي كإمكانية حجز البضائع لمدةٍ معينة أو شراء الماركات الثمينة بأسعارٍ مخفّضة. ومن هذه المواقع نذكر: Sukar,theoutnet.com وfashionation اللذين يستهدفان المتسوقين في منطقة الشرق الأوسط تحديداً.


إيجابيات وسلبيات


لا شك في أن التسوق على الإنترنت شأنه شأن الكثير من الأمور له إيجابيات وسلبيات. فمن إيجابياته أن سهل ومريح بالنسبة للمتسوق فلا يضطر للتنقل من مكانٍ إلى آخر في الحر أو البرد ويوفر عليه عناء الدخول في زحمة المرور أو البحث عن مكانٍ لركن السيارة. كما أنه يعطي تفاصيل دقيقة عن كل منتج من ناحية المواصفات والأسعار.


أما السلبيات فتكمن بخطر تعرض المتسوقين إلى سرقة معلوماتهم الشخصية كأرقام حساباتهم البنكية بالإضافة إلى تحمل مصاريف الشحن والتوصيل التي قد تتجاوز ثمن القطع المشتراة أحياناً.


لكن لا يبدو أن سلبيات التسوق الإلكتروني كبيرة كفاية لهزّ عرشه أو إقصائه عن ساحة التسوق. فمستخدمي هذه الخدمة يزدادون يوماً بعد يوم. فهل ستكونين واحدةً منهم؟