يحسب للمغنية ميريام فارس هذا العام أن تكون عودة الفوازير على "يديها"، بعد غياب عن الشاشة دام أكثر من 15 عاماً بسبب مرض شريهان. ويحسب أيضاً لميريام مغامرتها "الكبرى" في دخول عالم الفوازير الذي يعتبر عملاً يصعب تقديمه وخوض غماره كونه يتطلب موهبةً استثنائية في التمثيل والرقص والغناء والإبهار الذي يعتبر أهم عوامل نجاح الفوازير.

عامل الإبهار وحده كفيل بتسمير المشاهد أمام شاشة التلفزيون كما كان يحصل مع فوازير شريهان التي استطاعت في إحدى الفترات أن تجلس المصريين في بيوتهم لدى بثها، ووصلت شهرتها إلى كل العالم العربي قبل البثّ الفضائي.

هذا الإبهار كان يحمل توقيع مخرج مبدع اسمه فهمي عبد الحميد استطاع أن يسبق عصره في إظهار صورة بهرت المشاهدين عبر كل المواسم التي قدّمها سواء مع نيللي أو سمير غانم أو المبدعة شريهان. في حين غاب الإبهار عن فوازير ميريام فارس التي "جُنّد" لها ثلاثة مخرجين لم يفلحوا بأن يبهروا المشاهد ولو قليلاً، خصوصاً في فقرة "الرقصة الشعبية منين" الذي يخرجها طوني قهوجي. وهو الأمر الذي يعتبر سقطة كبيرة له، هو الذي يخرج سهرات برنامج "ستار أكاديمي" الذي تقدّم فيه لوحات غنائية امتازت بإبهار عالي الجودة وإضاءة مميزة في حين غابت هذه "اللمسات" عن استعراضات ميريام التي صوّرت فوازيرها على مسرح الأكاديمية.

فقد اكتفى قهوجي باستخدام إضاءة عادية في اللوحة الراقصة التي تحمل أيضاً توقيع المخرج يحيى سعادة كمخرج فني للفوازير. وهذا الإسم الشهير في عالم الفيديو كليب لم يضف شيئاً لصورة ميريام.

كما أنّ قيام ميريام بإعادة تأدية الإعلانات التي قدمها طارق نور منتج الفوازير، يبدو إقحاماً غير مبرر في فقرة "اسم المنتج ايه"، ولا يضيف لميريام ولا للفوازير أي شي. إذ تعيد ميريام تقديم إعلان في نسخته الأصلية قدم بطريقة أكثر إتقاناً وإبهاراً كما حصل في إعلان "بستك بستك نو". ولا يزال الكثير من المشاهدين يذكرون الإعلان الذي قدم منذ سنوات، وكان مبهراً جداً على عكس الذي قدّم في الفوازير.

من جهة أخرى، يلاحظ في مقدمة الفوازير ونهايتها أنّ أغلب الملابس التي تظهر فيها ميريام هي باللونين الأبيض والأسود، ما يقلّل من الإبهار البصري الذي يتوافر عبر الألوان الكثيرة والمتعددة. كما أنّ ملابس فارس التي حملت توقيع المصمم فؤاد سركيس تفتقر إلى الذوق والأناقة التي ينبغي أن تكون ميزةً في ملابس الاستعراض. إذ كانت نيللي وشريهان تصرفان عليها بسخاء وبذخ، وخصوصاً شريهان التي كانت تحضر ملابس الفوازير من لندن، وباريس وإيطاليا، وتدفع من جيبها الخاص عليها. وكانت أزياء شريهان تتحوّل موضةً تقلّدها كل النساء وتصير حديث الأوساط النسائية. ولعلّ أشهر فستان ارتدته شريهان هو فستان الزفاف الذي ظهرت به في مقدمة فوازير "ألف ليلة وليلة" ووضعت على رأسها تاجاً مائلاً. وفي السنة التي قدمت فيها هذه الفوازير، ارتدت أغلبية العرائس الفستان نفسه، وكنّ يتصلن بشريهان ليطلبن منها استعارة التاج المائل.

كما افتتح محل تجاري في شارع النيل في مصر، حيث عُرضت ملابس الفوازير، وكانت نساء الخليج يقصدنه خصيصاً. هذه الأمور تفتقر إليها فوازير ميريام التي لا ذنب لها في ذلك، كونها صوّرت في أقل من شهرين، وهذه فترة تعتبر قصيرة جداً بالنسبة إلى عمل استعراضي بجحم الفوازير. وكان الأجدى أن تؤجل الفوازير إلى العام المقبل، حتى يتم التحضير لها بشكل كاف وأفضل، وحتى لا تسقط ميريام في الإمتحان على رغم اجتهادها وقدرتها على تقديم الاستعراض.

 لكنّها تحتاج إلى وقت أطول في التحضير، إضافة إلى حاجة الفوازير لمخرج له باع طويل في عالم الاستعراض، وليس مخرجاً يحاول طارق نور فرضه بالقوة على عالم الاستعراض. فالاستعانة بثلاثة مخرجين لـ "خدمة" ميريام وفوازيرها لم تجعلها حديث الموسم الرمضاني هذا العام، بل تدل على افتقارهم إلى الخبرة في العمل الاستعراضي.

من جهة أخرى، وفي مفاجأة تعتبر إصابةً في الصميم، تناقل بعض المواقع أنّ لحن مقدمة الفوازير مأخوذ عن أغنية بعنوان "I’m a bee" للفريق الأميركي "Black Eyed Peas" من دون الإشارة إلى ذلك بل كتب أنّ الموسيقى لأسامة الهندي. والطريف أنّ إعلاناً تجارياً لأحد المنتوجات يستخدم أيضاً اللحن نفسه في أغنية الإعلان.