في وقت تترنّح فيه أغلبية مسلسلات رمضان تحت المماطلة والتطويل لتدخل المُشاهد في دائرة الملل كما يحصل في "بالشمع الأحمر" ليسرا الذي لم تتضح ملامحه العامة بعد، و"حكايات بنعيشها" لليلى علوي الذي جاء أقل من المتوقع، تتسارع أحداث "زهرة وأزواجها الخمسة".

لكن هذا التسارع ليس لحساب النص بل لصالح ملابس غادة عبد الرزاق وماكياجها، اللذين يشكّلان بطلي العمل على ما يبدو. إذ يطغى الأسلوب الاستعراضي على حركات عبد الرازق، وتعرض ماركات ملابسها "السينييه" على المشاهدين، وتحرص على إبراز أكسسوراتها وماكياجها أكثر من أدائها للدور.

تبدو غادة متكلّفة ومتصنّعة في "دلعها"، والعضّ على شفتيها، وقد خرجت عن نمط أدائها التمثيلي الذي كانت تبرع فيه. وكما يصرّح بعض المقرّبين منها، فإنّ غادة أصيبت بـ "عقدة" هيفا وهبي بعد مشاركتها فيلم "دكان شحاتة". علماً بأنّ كواليس الفيلم شهدت حرباً خفية بينها وبين هيفا على مَن هي الأكثر إثارةً. كما أنّه قدّم هيفا بطلةً أولى، فحظيت باهتمام الصحافة أكثر من غادة التي تملك باعاً طويلاً في التمثيل. بعد ذلك، أتت تصريحات غادة في برنامج "بدون رقابة" لتأكيد إصابتها بـ "عقدة" هيفا.

إذ صرّحت أنّها أكثر إثارةً من المغنية اللبنانية، وأنّها لو قدّمت دور بيسة الذي لعبته هيفا في فيلم خالد يوسف، لكانت أجادت تقديمه أكثر. هذه العقدة ظهرت واضحة في "ورشة" التجميل التي قامت بها غادة لتبدو أكثر جاذبيةً من هيفا التي لا تزال الفنانة الأكثر إثارة حتى اليوم. إذ أجرت غادة عمليات تجميل عدة لأنفها، ونفخت شفاهها، إضافة إلى رفع حاجبيها ليتغيّر وجهها تماماً في العام الماضي. يومها، ظهرت في مسلسل "الباطنية" بإطلالة قريبة من "لوك" هيفا لناحية صبغ شعرها بالأسود الفاحم، واستخدام عدسات ملونة كتلك التي تضعها هيفا. مع ذلك، يحسب لها الدور الذي قدّمته في "الباطنية" الذي لم تكن بطلته الأولى، بل كانت البطولة جماعيةً.

وهذا العام، جاء مسلسلها "زهرة وأزواجها الخمسة" كأول عمل يقدمها كبطلة أولى، لكنّه خلا من نكهة غادة عبد الرازق التي أحبها الجمهور في أدوار عدة، وإن كانت ثانوية وعلى رأسها دورها في "عائلة الحاج متولي" حيث لعبت دور الزوجة الثانية نعمة الله. وهذا الدور فتح لها أبواب النجومية وإن كانت نجومية الصف الثاني لكن بجدارة. لكنّ انتقالها إلى البطولة المطلقة في "زهرة وأزواجها الخمسة"، أفقدها أداءها التلقائي الذي غلبه الماكياج الكثيف، وخصوصاً أحمر الخدين الصارخ، إضافةً إلى "الدلع" المفتعل في المشاهد التي تجمعها بالممثل باسم ياخور. دلع لا يناسبها وخصوصاً في مشهد من الحلقة العاشرة حين أظهرت غيرتها عليه في المطعم بطريقة مبالغ فيها. لقد فقدت غادة عبد الرازق نكهتها "البلدي" التي أحبها الجمهور بها.