" بالتعاون مع شامبو برسيل للعباية"

 

نعيش اليوم في عالمٍ تتداخل فيه الحضارات والثقافات أكثر وأكثر، وهذا التداخل يشمل جميع نواحي وبالتأكيد الملبس ليس باستثناء. فكما تأثرنا كعرب بموضة الغرب وأخذنا منها ما يلائم عاداتنا وأذواقنا هم بالتالي أخذوا عنا الكثير من أساليب الموضة. فأصبحنا نرى الكوفيّة والنقشات الهندسية العربية والتطريزات الإسلامية تغزو عروض الموضة في أوروبا وآسيا وأميركا. وبالتالي كان دخول العباءة التقليدية في التصاميم الغربية أمراً طبيعياً ومتوقعاً.


تمازج
قد لا تكون العباءة العربية التقليدية حاضرة في ذهن المصممين الأجانب كما هي في ذهن المصممين العرب، وقد لا ينظرون إليها بالطريقة ذاتها وذلك لأنهم ربما لم يعيشوا في المنطقة ولم يمتزجوا بشكلٍ قوي مع تراثها وثقافتها، ولذلك ربما تأتي التصاميم غريبةً بعض الشيء على العين العربية. لكن روح العباءة تبقى حاضرة بشكلٍ أو بآخر.


تصاميم
من الجميل أن نرى تصميماً يذكرنا بالعباءة التقليدية مضافاً إليه نكهة غربية. وبعض المصممين الأوروربيين يعشقون النقوش العربية ويقدمونها في معظم مجموعاتهم وأبرزهم المصمم الإيطالي أوسكار دي لا رينتا، الذي قدم الكثير من القطع المستوحاة من التطريزات والرسوم الشرقية والتي انتشرت بشكلٍ واسع في أوروبا وأميركا واليابان ولاقت استحسان متذوقي الموضة.
وحتى بعض المصممين الشرق آسيويين مثل لي سانغ بونغ، استوحوا تصاميم من العباءات وأضافوا إليها بعضاً من تراثهم فجاءت كمزيجٍ بين العباءة العربية والكيمونو الصيني أو الياباني.
وحتى بعض المصممين الأجانب في الدول العربية وخاصةً الخليجية نراهم انتقلوا من تصميم الفساتين إلى تصميم العباءات على الرغم من صعوبة التعامل معها لغير المحترفين والمحافظة على رسالة الاحتشام التي تقدمها العباءة. والسبب في إقدام الغرب على تصميم العباءة يعود إلى أنها قطعة غريبة بالنسبة لهم Exotic وفيها أنوثة فائقة بالإضافة لكونها عملية وأنيقة في نفس الوقت.

ألوان
حافظت العباءة لوقتٍ طويل على اللون الأسود والذي ما زال اللون السائد حتى اليوم، لكن نرى ألواناً أخرى أكثر زهواّ وبريقاً بدأت تدخل في تصميم العباءة وربما ساهم الغرب في هذه الناحية من حيث ابتكار عباءاتٍ بألوان مختلفة تخرج عن نطاق الأسود. كما ظهرت تصاميم تجمع بين لون العباءة الأسود ونقوشٍ وتطريزاتٍ ملونة مستوحاة من حضارة الصين أو أميركا اللاتينية أو الهنود الحمر. فكانت مثالاً مميزاً على التمازج بين الثقافات. الأمر الذي لم تفلح فيه الكثير من المؤتمرات والندوات العالمية. فحتى الموضة يمكن أن تقدم رسالةً سامية تجمع بين الشعوب.

للمزيد: