يوماً تلو آخر، تثبت المخرجة رشا شربتجي بأنّها صاحبة رؤية إخراجية مختلفة عن باقي المخرجين في سوريا وحتى في العالم العربي. بعدما نجحت في الأعمال الاجتماعية التي أخرجتها في السنوات القليلة الماضية سواء المسلسلات السورية أو حتى المصرية، ها هي تسجّل اليوم نجاحاً جديداً. إذ أثبتت أنّها قادرة على شد الجمهور حتى ولو أخرجت مسلسلاً ينتمي إلى البيئة الشامية. وهذا ما حصل معها في العمل الذي نفذ سابقاً مع مخرج ونجوم مخضرمين وهو "أسعد الوراق" الذي شكل لها تحدياً كبيراً بإعادة إحيائه من جديد.
اليوم وخلال عرض الحلقات الأولى من العمل، يلاحظ المشاهد الجهد الواضح الذي بذلته المخرجة وفريق العمل على الصورة بشكل خاص وعلى أداء الممثلين والكوادر بشكل عام. علماً بأنّ العمل الذي ينتمي إلى البيئة الدمشقية القديمة يتطلب جهداً كبيراً في نقل تلك المرحلة بتفاصيلها إلى المشاهد. وما يعُرف عن رشا بأنها تهتم بأدق التفاصيل في عملها وفي الكادر.


ولا شك في أنّ اختيار الممثل تيم حسن لتجسيد شخصية "أسعد الوراق" في العمل كان من أهم الأمور الصائبة. فعلى رغم أّنه لا يشبه الممثل الراحل هاني الروماني الذي قدم دور "أسعد" في النسخة القديمة، استطاع الممثل الشاب أن يؤثر في الجمهور من خلال بساطته.
العمل الذي قامت شركة "عاج للإنتاج الفني" بإعادة إنتاجه مجدداً، يشهد اليوم حالة هدوء وترقب بعدما أصبح المسلسل الرقم واحد في المتابعة الجماهيرية مع عرض حلقاته الأولى.


وعلى ما يبدو، فإنّ العمل سيحقق في الأيام القليلة القادمة نجاحاً كبيراً. إذ يتوقع المتابعون أن يطيح "أسعد الوراق" مسلسل "باب الحارة" الذي تربع على مدار أربع سنوات على عرش المتابعة الجماهيرية الأكبر. إذ تكتمل عناصر نجاحه من وجود مخرجة حقّقت نجاحاً لافتاً في السنوات الماضية هي رشا شربتجي، ومن خلال ممثلين يعتبرون من نجوم الصف الأول في سوريا والعالم العربي وهم: تيم حسن، وأمل عرفة، ومنى واصف، وفراس ابراهيم وغيرهم بالإضافة إلى كادر فني احترافي معروف على مستوى العالم العربي.


"أسعد الوراق" من أشهر المسلسلات التي حققت متابعة جماهيرية كبيرة في سبيعنيات القرن الماضي حين قدّمه المخرج السوري علاء الدين كوكش كسباعية تلفزيونية بالأسود والأبيض، مقتبسة عن قصة "الله والفقر" للأديب السوري الراحل صدقي إسماعيل. يومها، حقّقت السباعية نجاحاً كبيراً لدى عرضها، ولا تزال تحتفظ بمكانتها لدى الجمهور السوري حتى اليوم.


لكن ربما يكون هناك بعض الخوف من أن يقع المسلسل في مطب الإطالة التي تعتبر نقطة ضعف أغلب أعمال الدراما الرمضانية كونها محكومةً بثلاثين حلقة. علماً بأنّ القصة المكتوبة لا تتجاوز صفحاتها الستين.