اعتبر المخرج المثنى صبح بأنّ الحملة التي تشنها بعض المواقع الإلكترونية ضد مسلسل "القعقاع" غير صحيحة ومغرضة ذات أهداف غير شريفة. وأكّد بأنّ المسلسل أقره الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ سلمان العودة وآخرون.
وبدأت الحملة ضد مسلسل "القعقاع بن عمرو التميمي" قبل عرضه بمقال كتبه السوري ياسين عبد اللطيف يفنّد فيه بعض المشاهد التي توصف بأنّها تعيد إنتاج الفتنة الكبرى بين السنة والشيعة في التاريخ الإسلامي.
ويبدو أن عبد اللطيف قد اعتمد نسخة السيناريو بصفته عضواً في لجنة قراءة النصوص في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وسرعان ما وجد بعض كتاب المواقع الالكترونية ذات التوجهات السلفية صيداً ثميناً فبدأوا حملتهم ضد المسلسل متهمين القائمين عليه بترويج الأفكار الشيعية قبل أن يشاهدوه كاملاً.


ولعل أقسى المقالات هجوماً على المسلسل أتت من صحيفة النبأ الكويتية التي اعتبرت في مقال للكاتبة مزنة الحمود أنّ المسلسل ترويج للأفكار الشيعية عبر مسلسلات التاريخية لأنها خير وسيلة لإقناع الكثيرين والتأثير فيهم من دون الحوار المباشر، وحتى يتم التأثير على الجيل الحالي عبر تأثرهم بأحداث المسلسلات حسب تعبيرها. واعتمدت مزنة الحمود على مقال ياسين عبد اللطيف.
ودارت نقاشات حامية الوطيس في المواقع الحوارية الإلكترونية بين مؤيد معارض لعرض المسلسل، غير أن غالبية الآراء ركزت على ملاحظات عبد اللطيف، واعتمدت عليها في توجيه نقدها اللاذع للمسلسل.


ومما جاء في مقال عبد اللطيف الذي يبدو أنّه المرجع الوحيد للنقد الموجه ضد مسلسل "القعقاع" التالي: "ظننت حين بدأت أقرأ مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي أني أمام دراما تاريخية ترصد حياة بطل من أبطال الفتح العربي في صدر الإسلام، و يأتي إنتاج مثل هذا العمل من قبل المحطة الخليجية زُلفى للأسرة الحاكمة، لأن الأمر يتعلق بالأنساب القبلية المتصلة، وقرابة الدم التي تجري في الأصلاب الزكية، من ذلك الماضي التليد، إلى الحاضر المجيد".


وأكمل الكاتب: "لكني وجدت في النص المسرود حقيقة أخرى غير التي ذكرت، مسؤول عنها الكاتب والجهة المنفذة، إذ وجدت أنّ النص يتناول بجسارة الجاهل كل ما وصلت إليه يده من أخبار وروايات عن عصر الرسول، والخلفاء الراشدين من دون تمحيص أو تجريح أو نقد لها. كما لم يستطع عرض الأحداث والوقائع الكثيرة في تسلسل نقدي متصل ٍلإعطاء ملامح تلك المرحلة. بل لجأ إلى حشد روايات شتى من المصادر الصافية، وغير الصافية في أغلب الأحيان، وهي ذات هوى وعصبية مذهبية، تثير الحفائظ والحميات والفتن حالياً".


يذكر أنّ مسلسل "القعقاع بن عمر التميمي" يعد واحداً أكبر الإنتاجات الدرامية العربية. إذ تم تصويره في سورية والمغرب والهند، وأقيمت له أربع مدن سينمائية، وهو من إنتاج قطري سوري مشترك ويشارك فيه عدد من نجوم الدراما في العالم العربي.
وينحدر آل ثاني حكام قطر من سلالة القعقاع بن عمرو التميمي حسب كتب الأنساب العربية المتداولة، وقد أطلق أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اسم القعقاع على أصغر أبنائه الذكور.