هبة مشاري حمادة صارت الاسم الأكثر تداولاً في الأوساط الفنية مؤخراً، لا سيما في الكويت منذ عرض لها مسلسلي "أبلة نورة" مع حياة الفهد و"فضة قلبها أبيض" مع سعاد العبد الله. اقتران اسمها بأبرز نجمات الكويت والوطن العربي في عملين مختلفين، ليس سهلاً على الإطلاق. ها هي تعيد الكرة من جديد، فتلتقي العبد الله في "زوارة خميس" الذي يبدو أنّه سينافس نفسه بسبب قوة وضخامة إنتاجه. من هي هبة مشاري؟ سؤال سيظل مطروحاً طالما استطاعت أن تجذب المجتمع الخليج الذي مل المزح الزائد، وبات ينتظر رمضان ليشعر بأنّ قضاء ساعة أمام التلفاز لا يضيع وقته أو يصرفه عن العبادة.

 

بين "أم البنات" العام الماضي و"زوارة خميس" هذا العام، هناك ثابت واحد هو التعاون مع سعاد العبد الله، أخبرينا عن هذه التجربة الجديدة
مسلسل "زوارة خميس" الذي تقوم ببطولته النجمة سعاد العبد الله هو طرح يعتمد على المشاركة الجماعية. لقد وجدت بأن المتلقي الذكي بات يفضل تلقي القصة من شخصيات متعددة ومختلفة. لذا قمت بطرح القصة في بطولة يتقاسمها الجميع. وفي مسلسل "زوارة خميس" مفاجأة ستحدث في منتصفه، لكنني لا أود حرق متعة المشاهدة. سأبقي الأمر سراً حتى يحين وقته.

 

رغم حداثة وجودك في الساحة الأدبية، كيف نجحت في كسب ثقة نجمات كبار مثل سعاد العبد الله؟
لقد كلّف العمل على مستوى الإنتاج كثيراً, وسعاد العبد الله رغبت فيه بعدما وجدت أنه يتضمّن بعداً اجتماعياً مهماً سيفيد الناس. بيني وبينها تناغم كبير على مستوى التعامل الشخصي والعملي. وقد كان تعاوننا السابق في "أم البنات" بمثابة اختبار تم اجتيازه ولله الحمد.

 

إلى أي نوع ينتمي مسلسل "أميمة في دار الأيتام"؟
هو عمل تربوي يحمل في مضمونه مفاهيم تربوية وأخلاقية، مع طرح حلول لكل مشكلة. وهو متّصل الى درجة معينة لأنّه يحمل التشويق في إظهار قصة جديدة بأحداثها كل يوم. وأعتقد بأنّ "أميمة في دار الأيتام" سيجذب فئة المراهقين كثيراً.

 

لقد حققت قفزة في الدراما الخليجية من خلال نصوصك، لكنك ظهرت فجأة. أين كنت؟ وماذا كنت تعملين؟
تجيب ضاحكة: لقد تواجدت العام المنصرم في رمضان بمسلسل "فضة قلبها أبيض" و"أبله نورة" . قبلهما، كنت أعيش حياتي طبيعية. وأنا أحضر الماجستير في الجامعة، استهوتني الكتابة. ومنذ بدأت، صارت الكتابة الدرامية هاجساً في حياتي لا أستغني عنها.

 

أفكارك المطروحة أجلست النسوة الكبيرات في منازلهن لأنها أحيت فيهن ذكريات قديمة، من أين لروائية في الثلاثين من عمرها أفكار لم تتعايش معها؟
صدقاً يا عزيزتي، هناك فرق كبير بين الكاتب الإجتماعي والكاتب الدرامي. الكاتب الاجتماعي لا بد من أن يكون قارئاً نهماً، بينما الكاتب الدرامي يجب أن يكون مستمعاً جيداً.

 

بين مسلسل "زوارة خميس" و" أميمة في دار الأيتام" أين تجدين نفسك أكثر؟
كل عمل كتبته بروح مختلفة تماماً. في "زوارة خميس"، جمعت كل الأصناف التي قد تجتمع في عائلة: شاب معقد وآخر حزين وأخرى مظلومة الى آخره . بينما في "أميمة في دار الأيتام" كتبت بحسّ المراهقة والطفولة. بصراحة، أجد صعوبة في التفريق بين ميلي إلى أحدهما على حساب الآخر. أحببت الاثنين وتعايشت مع ظروف قصتهما وواقعهما.

 

ما هي مصادر بحثك حين تنكبّين على كتابة عمل ما؟
لقد خرجت من حياتي بخلاصة تفيد بأنّ المشاهد لا يرغب في رؤية نفسه أو غرفته أو حياته. بل يريد رؤية الأشياء بطريقة إيجابية. والمجتمع الخليجي اعتاد الغنى والثراء، لذا أجده يميل بحكم هذا إلى متابعة كل ما يحمل البساطة والسلام, كأن يشاهد عائلة تتناول طعامها على الأرض وسط اجتماع عائلي جميل. لقد باتت هذه المفاهيم والتقاليد نادرة في أيامنا هذه. الخليجيون لا يعيشون في قرية أو في مكان يسمح لهم بالتحليق كما يحدث في القاهرة أو الشام. والكاتب لا بد من أن يتحرر من جغرافيته وينزل إلى الشارع.

 

لكن الكاتبة الكويتية المعروفة "فجر السعيد" كتبت مسلسل "الإمبراطورة" الذي صوّر الغنى والجاه والمال. ومع ذلك، فقد نال استحسان الناس كثيراً وما زال يعرض حتى الآن؟
مع احترامي للكاتبة الرائعة فجر السعيد, دعيني أحكي عن تجربتي الخاصة. نجاح فجر السعيد كان مختلفاً عني. ذائقة المشاهد من أصعب الأشياء، فهو تارة يميل الى الترف، وطوراً الى البساطة. لكنّه في النهاية ينجذب الى الحبكة الواقعية والحوار الممتلئ المفيد الغني.

 

هل تسمع سعاد العبد الله وحياة الفهد بتاريخهما الغني، توجيهات الكاتبة الناشئة هبة؟
لقد وصلت سعاد وحياة الى مستوى فني كبير, لكل منهما قاعدة جماهيرية ضخمة لا يستهان بها، والعمل معهما حلم لأي كاتبٍ. لقد وجدت منهما المساعدة والتقبل وسعة الصدر. والعمل معهما مكسب حقيقي أفتخر به.

 

إذا يسهل عليك ضمهما في عمل واحد مستقبلاً؟
هذا حلم كل كاتب، لكنّه بالطبع أمر صعب.

 

أخبرينا قليلاً عن طقوسك في الكتابة؟
الكتابة بالنسبة إليّ ممارسة يومية أحبّها, وأعتبرها تسلية. وإذا انتفت صفة التسلية عن فعل الكتابة، فلن أمارسها.

 

لكنّ عملك لا يحمل مكاناً للتسلية. أنت مطالبة بوقت للكتابة وآخر للتسليم، والتدقيق، والمتابعة فأين التسلية في الموضوع؟
بالطبع يحدث هذا، ويسبّب قلقاً وضغطاً. أعتبر هذا الأمر حالة تعب عامة.

 

ماذا عن حياة هبة مشاري الخاصة؟
أنا كاتبة روائية أحب عملي, وفقني الله بأعمال نقلتني سريعاً الى ما أنا عليه الآن, متزوجة ولدي ثلاثة أبناء.

 

كل عام وأنت بخير في مناسبة رمضان الفضيل، فما هي طقوسك في هذا الشهر؟
حالة إيمان وهدوء نفسي, لكن بالطبع يرافقني القلق لمعرفة ردود الفعل العامة في ما يخص أعمالي.