للعام الـ 17 على التوالي، يكمل المسلسل السعودي الكوميدي الأول "طاش" حجز مكانته على الخارطة الرمضانية. إذ يعتبر من المسلسلات الرمضانية الأساسية في السعودية. كما تخطت جماهيرية هذا العمل المملكة، لتطال الخليج حيث يحظى بجمهور عربي ولو كان قليلاً. لكن يبقى العمل السعودي الوحيد بامتياز حيث استطاع الثنائي ناصر القصبي وعبد الله السدحان تخطي الخطوط الحمر وتقديم نقد لاذع عبر المواسم السابقة لهذا العمل.


وكانت بداية الموسم 17 بداية موفقة و"حساسة". إذ تحول المواطن السعودي إلى "درجة عاشرة" بعدما كان صاحب الامتيازات والمناصب العليا، ولم يعد يردّد أغنية "إرفع رأسك أنت سعودي غيرك ينقص وانت تزودي" الذي سبق أن قدّمها ناصر وعبد الله في موسم سابق من المسلسل كتعبير عن "جودة" المواطن السعودي، وفوزه بأرفع المناصب في المؤسسات والشركات على عكس "الأجنبي". لكن يبدو أنّ المعادلة انقلبت على عدنان "المتسعود" الذي حصل على الجنسية السعودية، ثم تحولت إلى كابوس جرّدته من صلاحياته الوظيفية وحتى الإجتماعية. وانتقل من مدير إلى حارس أمن في الشركة، وختم القصبي الحلقة رداً على زميله وهو يقول "إرفع رأسك أنت سعودي" بقوله "ما ظنيت!".


يؤخذ على المسلسل الذي يعتبر من أنجح الوجبات الرمضانية على مستوى الخليج، الصورة التي تتكرر في كل مواسمه وتظهر السعودي شخصية سطحية عبر شخصيتي "حمود" و"محميد". ويظهر الثنائي حمود ومحميد إلى جانب والدهما وهو على فراش الموت ويخبرهما عن وجود "أخوال" لهما في لبنان ليكمل الأب الصدمة بقوله: "يوجد لديكما خال اسمه بطرس". ويعطيهما عنوان أقاربهما في لبنان ليسافر إلى هناك بحثاً عن الخال "بطرس" والوجه الحسن في لبنان. ومنذ وصولهما إلى مطار بيروت، يظهران في صور تسيء إلى السائح السعودي الذي يأتي إلى لبنان. و"يبدع" القصبي الذي يجسّد شخصية الساذج وهو يبحث عن الوجه الحسن، ويتمنى أن يأخذ معه وجهاً حسناً واحداً إلى الرياض، فيما يتخيل صورة لخاله اللبناني "بطرس" الذي لم يره، تشبه صورة الممثل السعودي على المدفع.


الحلقة تقدم جرعة كوميدية "محلية" إذ لا يفهمها سوى السعوديين، لكن إصرار بطلي العمل على إظهار السعودي كشخصية سطحية، يضع علامات استفهام حول أسباب "تسويق" هذه الصورة التي تترسّخ موسماً بعد آخر، خصوصاً أنّ الحلقة خالية من أي مضمون!