"بالتعاون مع شامبو برسيل للعباية"

 

تعتبر العباءة الخليجية من التراث الرمضاني القديم، وغالباً ما تفضّل النساء ارتداءها خلال الشهر الكريم لأنها مريحة وفضفاضة وبالوقت نفسه مليئة بالأنوثة والأناقة، لكن هل العباءة الخليجية هي حكر لشهر رمضان؟ أم أنها تراث راسخ لم يتزحزح؟ وما هي الموديلات الرائجة منها؟
تمشي فاديا شحادة بثقة وتتأمل العباءات المعروضة على واجهات المحلات. تقف محتارة، فكلّها تواكب الموضة ومناسبة للشهر الكريم. تعتبر الشابة أن العباءة هي إرثٌ لا يمكن الاستغناء عنه ويكثر اللجوء إليها خلال أيام الصيام المباركة لأنها عملية ومريحة في الوقت نفسه. تعتبر فاديا أن العباءة تواكب موضة الثياب بقصّاتها وألوانها الرائجة والأكسسوارات التي تزيّنها. توافق مصمّمة العباءات نجوى سنو مع رأي فاديا، التي تملك محترف "أصيلة" في وسط بيروت، وتعتبر أن العباءة بالنسبة إلى العرب هي من الأولويات والضروريات التي يكثر شراؤها خلال الشهر المبارك. وتلفت إلى أن الموديلات الأكثر انتشاراً منها هي المشغولة يدوياً وتتضمّن الطَرق البعلبكي (يسمى الطَرق البعلبكي نسبة إلى شهرته في مدينة بعلبك البقاعية، وهو تنفيذ يدوي وحبك بالإبرة على أطراف القماش وينفذ العاملون فيه وردة الأويا وتحتاج للكثير من الوقت لتنفيذها) وكلما مضى الوقت على الطَرق البعلبكي كلما أصبحت القطبة أكثر ثمناً. وقد تختلف كمية الطَرق البعلبكي على العباءات وتبدو وكأنها لوحات منقوشة تغطي القماش بأكمله.


تطوّر
ينتج محترف أصيلة عباءات شرقية متميّزة، وزبائنه من مختلف الدول العربية، تلفت المصممة الشابة إلى أنّ عدّة تطوراتٍ دخلت إلى عالم العباءة وواكبت العصر، ومنها الطَرق البعلبكي الذي دخل على الجلابيات وأقمشة التول. مشيرةً إلى أن الأقمشة حالياً قد تغيرت، فبعدما كان المخمل رائج في رمضان في السنوات السابقة، وبما أن الشهر الفضيل يحلّ خلال فصل الصيف في هذه الأيام، فإن الأقمشة الأكثر استعمالاً في العباءات حالياً هي الحرير والفوال لكي تشعر المرأة بالانتعاش وتخفف الأقمشة من درجة الحرارة. توضح سنو أن العباءة تشهد إقبالاً كثيراً عليها خلال شهر رمضان، لكن يمكن للمرأة أن ترتديها في عدّة مناسبات والقيام بالزيارات وقد تمرّ المرأة بفترة حداد وترتدي العباءة لنحو 40 يوماً وتبدو أنيقة فيها.


أنواع
تتوفر العباءة اليوم بعدّة أشكال وأنواع، وقد تستغرق كل واحدةٍ منها وقتاً طويلاً لتنفيذها، وتبدأ سنّو بالتحضير للشهر المبارك قبل 8 أشهر من قدومه، وتنفذ عدّة موديلات منها كلاسيكية وأخرى مواكبة لموضة اليوم، لكن يجب في النهاية أن تكون العباءة غير شفافة ومحتشمة. تشير سنّو إلى أن بعض النساء الممتلئات لا يرتدين إلا عباءات، لأنها تغطّي عيوب أجسادهن، وتظهرهن أنيقات ويشعرن بالسعادة بذلك.


قديمة
يضمّ محترف أصيلة بعض القطع القديمة جداً والتي يبلغ عددها نحو 2000 قطعة من مختلف دول العالم مثل الهند والسعودية وسوريا ولبنان والأردن ويبلغ عمرها نحو 200 سنة، لأن المحترف لديه إلمام بكل ما هو قديم ويحاول أن يبرزه للعالم. وتشدّد سنّو إلى أن غالبية العباءات لديها تقوم على التطريز القديم مع الروح العربية الأصيلة والمعاصرة، ويحاول العاملون في المحترف أن يحافظوا على قصّات وأشكال العباءات التراثية في مختلف الدول الخليجية مع إدخال الروح العصرية عليها، لأن كل دولة تمتاز بعباءاتها وقصّاتها.


أعمار وألوان
في السابق كانت النساء الكبيرات في السنّ هنّ اللواتي يرتدين العباءة، أما اليوم فهي ثوب لكل الأعمار وتلقى إقبالاً كبيراً من قبل الصبايا اللواتي يعشقن روح الأصالة والتصاميم الشرقية القديمة. تشير سنو إلى أن العباءة سابقاً كان يطغى عليها اللون الأسود أما اليوم فهي تبتعد قليلاً عنه وتتواجد بألوان فرحة وقويّة مثل الأحمر والبرتقالي والموف والأبيض والزهري وقد تتداخل الألوان مع بعضها البعض لتنتج قطعةً لا مثيل لها. تشدّد سنّو على تنسيق الحجاب مع العباءة لأنهما عنصران مكمّلان لبعضهما البعض، وواكب شكل الحجاب أيضاً التطور وتوفر بعدّة أقمشة وألوان مليئة بالحياة.
يبقى أن العباءة تراثٌ قائمٌ وصامدٌ بوجه تطوّر موضة الثياب، واليوم غالبية المصممين الأوروبيين يستوحون تصاميمهم من العباءة الخليجية ويتوجّهون فيها إلى مختلف النساء حول العالم وتلقى أفكارهم إعجاب الكثيرين لأنها فريدة من نوعها ولأن التراث الشرقي حافل بالأفكار النيّرة.