تفكّر المغنية مي سليم بمنطق المستقبل، وتخطو خطواتها بثبات، وترى بأنّ الأيام ستوجد لها مخرجاً مميزاً، وتعتبر نفسها محظوظةً كونها ولدت في الإمارات، وتشعر بأنّها مصرية رغم أنّها أردنية الجنسية، وتحمل دماء لبنانية لجهة والدتها. مي سليم وحوار لـ "أنا زهرة":

أردنية الجنسية، وإماراتية الإقامة ومصرية الهوية... ماذا أضاف لك كلّ هذا التنوع؟
أشعر بأنني محظوظة كوني ولدت في الإمارات حيث تعرّفت إلى الطابع الخليجي رغم أنني لم أعِش مع أهل البلد. وعلى الرغم من أنّ أمي لبنانية أيضاً، إلا أنّني أعيش في مصر وأشعر بأنني مصرية مئة في المئة. والناس في مصر يعتبرونني منهم إلى درجة أنّني أُعامل معاملة المصريات، إذ كانوا يسمحون لي بالغناء معهم. في حفلات أكتوبر، غنّيت أمام الرئيس، علماً بأن النقابة تتعامل معي معاملة المصريين أيضاً. وهذا الأمر جعلني أنتمي إلى مصر عاصمة الفنّ.

ألم تجعلك إقامتك في الخليج ترغبين في الغناء بلهجة البلد أسوةٍ بباقي الفنانات؟
ليتني أقدّم شيئاً مماثلاً، لكنّني صدقاً لا أود السير مع الموجة. أرغب بكل أمانة في أن أقدّم شيئاً مفصّلاً على قياس مي سليم، أفهمه وأقتنع به. لا أود التقليل من قيمة اللكنة والبلد اللذين أغني بهما. أتمنى أن أؤدّي أغنيةً لكل بلد، تعبيراً عن حبّي لكل الشعوب.

ما هو برج مي سليم؟
أنتمي إلى برج العقرب. يصاب الناس بالهلع حين يعرفون برجي، في حين أنّ أصحاب هذا البرج "غلبانين أوي، بس أنا شوية عصبية".

قبل عام فقط، لم تكن مي سليم تجرؤ على طلب عمل فني مفصّلاً على قياسها. وبعد فيلم "الديلر"، بدأت قصة جديدة مع النجاح. أخبرينا عنها؟
إصرار "البني آدم" على تقديم شيء بكامل اقتناعه يجعله يبلغ النجاح. أعترف بأنّني كنت مقيّدة في بداياتي. وكان هناك من وقف وراء اختيار أعمالي. لكن حين نضجت، بدأت أقدم الأعمال والأشياء وفقاً لقناعتي، وهذا هو الفرق بين مي سليم 2008 ومي 2010.

ما هي عوامل نجاح فيلم "الديلر"؟
أنا محظوظة بالعمل مع نجم لا يختلف عليه الوطن العربي. ومع أنّني لا أقلّل من قيمة السيناريوهات التي عرضت علي سابقاً، إلا أنّه في "الديلر"، شعرت بـ "سماح" كشخصية واقعية موجودة. وجدت أنّ السيناريو قوي، فأحببته ونجح الفيلم والحمد لله.

كتبوا كثيراً عن "قبلات" وهميّة تضمّنها الفيلم وعن مشاكل في الأفيش، ماذا حصل لاحقاً؟
الرد القاطع على ما حدث وقتها هو عدم التعليق: قالوا بأنّ صورة مي سليم لن تنزل في أفيش الفيلم. وحين سُئلت عن هذا، أجبت "لا تعليق". والكل يعرف مدى قوة شركة "المتحدة" للإنتاج، فتفاجأ مَن كتب بأنّ صورة مي سليم لن تنزل في الأفيش، إذ نزلت في مستوى حجم النجوم الباقين. وحين تحدثوا عن "القبلات" التي تضمّنها الفيلم، قلت "لا تعليق"، ونزل الفيلم من دون قبلات. أنا لا أرد إلا على النقد البناء فقط.

تبدين شخصية قوية عكس مظهرك الخارجي الذي يبدو مرهفاً؟
أنا عكس شقيقتي ميس التي تبدو على النقيض مني. هي مرحة على التلفاز، وهادئة في البيت. وأنا خجولة أمام الكاميرا، وأفكّر قبل أن أتحدث، وجوابي على الأسئلة يأتي بقدر السؤال الموجه إليّ، فكل شيء محسوب لدي. لكنّني شقية جداً في البيت على عكس ميس.

قصدتِ مصحة المدمنات لتتقني دورك في "الديلر"، ما هي حقيقة المدمنين التي رأيتها بأم عينك؟
شاهدت الكثير من الأفلام، ورأيت الكثير من الحالات. لكنّني حين رأيت الواقع، وجدت شيئاً مختلفاً للغاية. وجدت أشخاصاً تفضح عيونهم إدمانهم, وآخرين يبدون طبيعيين للغاية, لكنّني في الواقع قابلت شخصاً واحداً فقط. كان يبدو طبيعياً وشديد التركيز على حديثي معه. لقد قال لي: أنا بحاول أترك الإدمان والتدخين, أنا ندمان, عايش وميت من الداخل. لكنّه بدا نحيلاً بعض الشيء ويدخّن السجائر بشكل هستيري. لا أريد الحديث عنه كثيراً والمتاجرة بقصة شاب فتح لي قلبه.

عندما خرجت من المصحة، ما هو أول سيناريو تبادر الى ذهنك؟
قلتُ حين أتزوّج، سأحافظ على عائلتي بكل قوّتي كي لا تسلك هذا الدرب. وقلت "ربنا ما يكتبهاش على حد يا رب".

لو لم تكوني فنانةً، هل كنت اتّجهت إلى تصميم الأزياء؟
أرغب في ارتداء فساتين من بنات أفكاري، لكن ليس لدي الخبرة الكافية للعمل في هذا المجال. لا أتبع الموضة بكل قواعدها، فليس معقولاً أن أرتدي فستاناً قصيراً جداً لمجرد محاكاة الموضة.

"الراقصة" هو الدور التمثيلي الذي قمت بأدائه في الفيلم, ماذا حرّك في الأنثى النائمة في مي سليم؟
لو شاهدت الفيلم، لعلمتِ بأنّ مي سليم لم تكن لتتعرى في العمل, على الرغم من أنّ هناك مَن قال: لو مي لبست فستان "سواريه"؟ لكنّني صدقاً، لم أكن أرغب في ذلك, لأنّ الشخصية التي كنت أؤديها كان يجبرها زوجها على الرقص، وكانت تقول له في الفيلم "خلي عندك شوية نخوة". فوجدت أنّه لا مكان للتعري هنا.

إلى أي مدى نجح الفيلم في إيصال رسالته إلى الناس؟
هناك الكثير من المشاهد التي حُذفت من الفيلم. وأنا حزنت لذلك. كان المخرج يرى شيئاً في حين كنت أملك وجهة نظر أخرى. وأعتقد بأنّ حذف بعض المشاهد قلّل من قيمة الفيلم، فالمشاهد كسلسلة، يُبنى بعضها على المشاهد الأخرى.

لو خيّروك بين أغنية لأم كلثوم أو هيفا أو ميس، أيهما تختارين؟
أريد أن أكون مي سليم فقط

ما هي مشاريعك بعد نجاح "الديلر"؟
أطرح أسئلة على نفسي من قبيل: هل سأظلّ مواظبة على نجاحي, أم على التصدي لأعدائي, أم سأكون مي سليم؟ الأهم أنّني أرغب في أن أكون مي سليم. يُكتب عني إيجابياً، فأفرح. وأحزن إذا نالني أحد بسوء. وأظل هكذا مع صديقاتي وأصدقائي، وأدعو الله أن يبعد الغرور عني.

لكن أليس هذا مستحيلاً بعدما أصبحتِ معروفةً؟
أدعو لربي. ولو استجاب لي، فهذا خير وبركة. وإن لم يستجب، فهذا يعني أنّ "ربنا غضبان علي". الله يجازي الانسان الذي يسير في الدرب السليم.

كيف تميّزين بين من يسمعك نفاقاً أو خبثاً أو استسلاماً أو حباً؟
لو وضعت ما ذكرته في بالي، لما تعاملتُ مع كل البشر. الجميع يكتنف الخير والشر في باطنه. وأنا لو فكرت في ما قلته، لم أكن لأرد على اتصالك.

بماذا تفكّرين في رمضان؟
الجمعة الجميلة، والعائلة، وأخواتي الأربع، وأخي وماما وطبعاً المرحوم والدي.

ما هي أسماؤهم؟
"ما بلاش"، تكفي ميس، فأخي لا ذنب له إن كانت أخته فنانة

هل هو رافض لعملك في الفنّ؟ وكيف اقتنع لاحقاً؟
كان رافضاً في بداية الأمر وقال لي: لا تعملي ما تخجلين به أمام أبنائك مستقبلاً قبل أن تخافي مما تخجلين به أمامي. اليوم، وعلى رغم أنّه لم يشاهد الفيلم لأنه يقيم خارج البلد، إلا أنّه يقول لي إنّه سعيد وفخور بأنّني بدأت أصبح من نجوم الصف الأول.

ماذا عن ألبوم "لينا كلام بعدين"، وانضمامك إلى "روتانا"؟
أنا سعيدة بانضمامي إلى شركة "روتانا"، والتقائي بسالم الهندي. وأوجّه كلّ الشكر للدعم الذي حظيت به من تركي شبانو. وأتمنى التوفيق من الله، وأن يفخروا بتعاقدهم معي.

ما هي طقوسك في رمضان؟

الصلاة. وأنا مثل كل البنات, أحبّ "اللمة"، وجلسة الأهل، والأقارب، والأحباء خصوصاً أنّني لا أجلس معهم دائماً بحكم عملي. وأتذكر بأنني أسهمت في رمضان المنصرف بأغنية "حبيب الناس" الخاصة برمضان وما زالت تُبثّ حتى الآن على الإذاعات.

ما هي مشاركاتك الدرامية في رمضان؟

مسلسل "المكتوب على الجبين" أول بطولة تلفزيونية حيث سأقف أمام حسين فهمي الذي غنت له السندريلا الراحلة سعاد حسني "يا واد يا تقيل". المسلسل سيناريو وحوار محمد حموي, وإخراج حسين عمارة, وإنتاج محمد فوزي. وأجسّد في العمل شخصية نسمة بنت وهبان، وهي أرملة تتخلّى عن تقاليدها مجبرةً. ويلعب بطولة المسلسل محمود الجندي, ودلال عبد العزيز ومحمد عبد المنعم. وكل عام وأنتم بخير في مناسبة رمضان الفضيل".