بعدما كانت عروس المهرجانات والاحتفالات والمناسبات الفنية والاجتماعية والوطنية، وبعدما كانت حفلاتها حديث الشارع السوري، تغيب المغنية أصالة نصري عن حفلات صيف سوريا ومهرجاناته للعام الثالث على التوالي، عدا إحيائها حفلةً خيريةً قدمتها في شهر شباط (فبراير) الماضي في "دار الأوبرا" وسط دمشق. وعلى الرغم من اعتزازها بوطنها، إلا أنّها لم تقدّم أي مشاركات أو حفلات كبيرة كما في السابق، خصوصاً بعدما باتت الحفلات الفنية في سورياً تشكل جزءاً هاماً للجمهور.


غياب أصالة عن الساحة ـ بحسب المتابعين ـ يعود إلى أسباب عدة، من بينها إقامتها بين القاهرة ودبي. أما السبب الآخر فهو ما حصل في العام 2008 حين قام نقيب الفنانين في سوريا صباح عبيد بمنع بعض الفنانات من الغناء في دمشق. وهو الأمر الذي رفضته أصالة بشكل قاطع، لكنّها لم تكن تعلم أنّ أحدهم سيصطاد في الماء العكر من خلال تصريحاتها. إذ سرت شائعة حينها تفيد بأن المغنية السورية ممنوعة من الغناء في بلدها. وهذا ما جعل أصالة تردّ من خلال الصحف والمجلات على هذا القرار الذي لم يكن يوماً من قرارات نقابة الفنانين. وهذا ما جعل الخلافات تنشأ بينها وبين بعض المتعهدين في سوريا أيضاً. إذ كان أي متعهد حفلات يفكر طويلاً قبل إقامة أي حفلة لأصالة في سوريا، خوفاً من أن يكون قرار المنع صحيحاً وتتم معاقبته.
ومع بداية العام الحالي، جاءت جمعية "بسمة" الخاصة بالعناية بالأطفال المصابين بالسرطان لتجمع المغنية السورية بجمهورها مجدداً، وتعلن عن نقطة بداية جديدة لأصالة في دمشق. إذ قدمت أمسيةً على مسرح "دار الأوبرا" عاد ريعها لدعم الجمعية، وقد اعتبره كثيرون بوابةً لإعادة المياه كما كانت بينها وبين جمهورها وأهلها.


وبعد أشهر على إعلان أصالة عن عودتها إلى الجمهور السوري، سألت "أنا زهرة" بعض المتعهدين عن سبب عدم دعوتها لإحياء حفلات هنا قبل سنوات، فكان الرد من سمير بشارة المتعهد المعروف. بشارة الذي كان يُشرف على كل حفلات أصالة في سوريا، قال بأنّه "لا يوجد دخان من دون نار"، لكن لا أحد يعلم بحقيقة قرار النقيب.
من جهة أخرى، تضيف سارة العاني المتعهدة الفنية وصاحبة إحدى الشركات الفنية، أنّ أصالة تلقّت هذا العام العديد من الدعوات لإقامة الحفلات، لكنها كانت ترفض لأنّها لا تريد أن تقدّم حفلةً من دون إصدار جديد.


أصالة التي تكره أن يحصرها الناس في بلد واحد ويلزموها بالتقيد بلهجته، تتمتع بشعبية كبيرة في سوريا. خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم قبل حفلة دار الأوبرا في شباط (فبراير) الماضي، استطاعت أن تبني خيوط ود مع صحافيين تلتقي أغلبهم للمرة الأولى، وأعلنت وقتها بأنّها على وشك البدء بتصوير فيلم يخرجه زوجها طارق العريان. ويقارب الشريط السينمائي سيرتها الذاتية، لكنّه يفرض عليها أن تكون حاملاً. لذلك، تسعى أصالة إلى الحمل بطفل قبل البدء بتصوير العمل. كما ربطت مصير الفيلم بإمكان حصول الحمل. إذ ستباشر التصوير حالما يقع الحمل. أما إذا لم توفّق بأمومتها الجديدة، فقد تلغي فكرة الفيلم كما ألغت فكرة إنجاز برنامج تلفزيوني كانت صرحت سابقاً عن تقديمه، وذلك خشية من مقارنتها بإحدى المذيعات الفنانات.


ولم تنكر أصالة بأنّها تتقاضى أجوراً عالية للظهور مقابل اللقاءات التلفزيونية، لكنها وجهت دعوة إلى "التلفزيون السوري" وتلفزيون "الدنيا" لإجراء مقابلات معها من دون أجر. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تأخرت حفلات أصالة في سوريا كل هذه الأعوام وبعد هذه التطمينات بأنّه لا خلاف بينها وبين أحد في دمشق؟ خصوصاً أنّها تحتفل اليوم بنجاح ألبومها الخليجي الجديد "قانون كيفك" الذي احتل مراكز متقدمة في الخليج العربي.