ستيفان شاب وسيم، حساس وموهوب. بالإضافة إلى كل هذه الصفات هو متواضع لدرجة لا يتكلم فيها كثيراً عن نفسه. ولكن لموقع " أنا زهرة " كان لا بد لخبير الماكياج في قناة Canal + الفرنسية وفي الأفلام السينمائية، أن يحدثنا عن حياته المهنية ومشواره في عالم الماكياج، التلفزيون والسينما.

قلّبنا معه دفاتر الماضي وألبوم صوره، فتعرّفنا أكثر عليه. عاش ستيفان إيل في مقاطعة Franche Comté الفرنسية يحلم بالأضواء والنجوم. هو الذي لطالما تمنى أن تكون الحياة دائما كما في كوميديا موسيقية على الطريقة الأميركية. لذلك كان كلما تطلع إلى الجبال المقابلة لبلدته، يتمنى أن تتحقق أحلامه...

ولكن الحلم تأخر قليلاً والعودة إلى الحياة العادية جعلته يبدأ مجبراً في كلية الفنون في مدينة Strasbourg ستراسبورغ، حيث تعلم الرسم وكيفية توزيع الأحجام والنظريات حول الألوان...ولاحظ أثناء دراسته الفنية هذه أن الوجوه ملازمة لكل أعماله سواء كانت جميلة، بشعة أم مستبدة.

يتابع ستيفان حديثه لموقع " أنا زهرة " متذكراً ويقول: وأخيراً، أتيت باريس مدينة كل الأحلام! ربما لذلك دخل إلى مدرسة الماكياج ITM، حيث حالفه الحظ أن تكون أستاذته السيدة عايدة تيفات. كارانج التي نقلت له شغفها ومهارتها، كما نقلته إلى عالم " الخبريات " حيث يلتقي أورسون ويلز، آلان ديلون، جاين فوندا، وفاي دونواي.

وبسرعة تألق نجم " ستيفان " وبدأ يُطلب للعمل في السينما حيث قام بوضع الماكياج على وجوه كبيرة في عالم الفن السابع الفرنسي والهوليودي مثل فيليب نواريه وسابين آزيما وجيف غولدبوم وبوب هاسكينز.

وقع الحياة تسارع بالنسبة لهذا الخبير الموهوب، لكنه كان دائماً يشعر أثناء عمله على بلاتوهات السينما وكأنه في داره.

بعدها أتت مغامرة التلفزيون مع Canal+ وعمله مع أشهر مذيعين في فرنسا Antoine De Caunes و José Garcia وهما أيضاً من الممثلين الشعبيين المفضلين لدى الفرنسيين. في ذلك الوقت وأثناء عمله اليومي على تجميل هذين النجمَين، لم يكن ستيفان إيل يعرف أن تحويله اليومي لوجهيهما من خلال الماكياج سيرسم كاراكتيراً خاصاً لكل منهما وسيجعلهما يدخلان أسطورة التلفزيون.

في موازاة ذلك أصبح " ستيفان " مدرساً في مدرسة الماكياج التي عرفها طالباً. وجاء دوره لروي " الخبريات " والنكات إلى طلابه، وأيضاً لنقل خبرته في هذا المجال.

قصة التلفزيون الجميلة التي يعيشها سيتفان مع Canal+ تتواصل مع مذيعين مخلصين له ولماكياجه كالجميلة دافني رولييه Daphné Roulier والصحافي مارك أوليفيه Marc Olivier Fogiel واللاذعة آريان ماسونيه Ariane Massenet.

وفي برنامج Grand Journal يلتقي ستيفان بوجوه ونجوم من عالم السينما والغناء. ويتحدث بتأثر عن تجميله لرومان بولانسكي وإيزابيل روزاليني وإيد هاريس وآنا تومسون وآليس كوبر وتطول قائمة النجوم حتى تطال آلان دلون وهيو غرانت وغيرهم الكثير.
ويضيف ستيفان أن الماكياج بالنسبة له هو عبارة عن طقس ضروري يسمح للنجوم بالوصول إلى عالم الأضواء. وأثناءه يسقط النجم قناع الممثل ليصبح شخصاً عادياً يعترف بخوفه، ضعفه، كما يخبر عن حياته الحميمة وأسراره. فيتحول خبير الماكياج إلى طبيب نفسي. وهذه الصفحة التي تفتح لوقت قصير تعيدنا إلى الإنسانية في مهنتنا، ومن ثم يعود كل منا إلى مصيره وحياته.

ويختم ستيفان هذه المقابلة بذكريات اقتطفها من عمله أثناء مهرجان كان السينمائي، ويقول: "أذكر جيداً عندما طلب مني داستين هوفمان محرمة لمسح يديه، أو عندما توسلت أوتوغرافاً من نجمي المفضل جيري لويس. كما أنني لا أنسى أبداً نظرات وابتسامات شارون ستون وميريل ستريب الساحرة.

إذاً أخيراً حقق طفل المقاطعة الفرنسية البعيدة حلمه الباريسي، واستبدل مشاهده الطبيعية التي نجدها في لوحاته فقط اليوم، بوجوه النجوم والمشاهير.