حديث واحد يسود الشارع المصري هذه الأيام: إنّها قصّة المذيع إيهاب صلاح الذي أقدم على قتل زوجته منذ فترة. الكلّ يعيش حالة ترقّب، وينتظر كل خبر جديد تنشره الصحف عن القضية التي تصدرت صفحات الجرائد منذ 20 تموز (يوليو) الماضي حتى اليوم. قد يكون بطل القصة وجهاً معروفاً لبعضهم، لكنّه في النهاية ليس نجماً شهيراً، ولا بطلاً سينمائياً، بل إنّ أحداث القضية جعلت منه نجم الموسم بامتياز.

 

وبدأت القصة...
القصة كلّها تعود الى حالة الشغف التي ولدت لدى الناس لمعرفة أسباب ارتباط مذيع أخبار بتلك السيدة التي لا تضاهيه في المستوى التعليمي، بالإضافة الى اعترافه في تحقيقات النيابة بأنّه كان مدمناً على المخدرات والكحول. واعترف أيضاً بأنّه كان على علاقة بعدد من بائعات الهوى. القصة التي تعدّدت مصادرها، تعود بداياتها الى عمل صلاح في التلفزيون المصري. وحسب ما قاله في أوراقه التي أرسلها الى أحد الزملاء في جريدة "الأهرام" إنّ القتيلة بدأت بملاحقته هاتفياً حتى نشأت بينهما علاقة محورها الاتصالات الهاتفية. وبعدما التقيا، لم يعجبه مظهرها، فحاول التهرّب منها لكنّه فشل. وبكل صراحة ووضوح، يسخر ايهاب صلاح من زوجته في أوراقه ويقول حرفياً "الصورة التى ترونها في الصحف هي صورة ماجدة بعد التعديل، فما بالكم بمنظرها قبل أن ينقص وزنها؟". وطوال حديثه في الأوراق، يحاول مذيع الأخبار أن يوصل للقارىء فكرتين: أولهما أنه كان مستاءً من تلك العلاقة، وحاول التخلص منها مراراً، وأنه نادم على ذلك. والثانية الخوف من الفضيحة، وإقدام زوجته على تصرّف قد يؤذيه ويضعف موقفه في عمله. علماً بأنّه مهّد لاعترافاته هذه بمقدّمة تمنّى فيها من وسائل الإعلام إجراء لقاءات مع زملائه في "ماسبيرو" (التلفزيون المصري) من مذيعين ومصوّرين وفنيّين لسؤالهم عن أخلاقه وسلوكه.
من جهتهم، أكّد أهالي الضحية بأنّ كل ما كتبه صلاح أو صرّح به محاميه، إنما هو محاولة لكسب تعاطف الرأي العام، وتغيير مسار القضية. وقالت نجاح شقيقة المجني عليها: "هل من المعقول أن يوافق شخص على الزواج من امرأة خوفاً من الفضيحة؟ وهل فعلاً لا يستطيع مذيع مشهور أن يطلب الأمن لوقف مطارداتها له؟ وما تفسير إيهاب لتلك الصور التي يحتفل فيها بعيد ميلاده مع ماجدة التي أقامت له عيد ميلاد كبيراً، وقدّمت له هدية قيمة؟ ثم هل من المعقول أن تجبر امرأة رجلاً عاقلاً على تعاطي المخدرات؟

 

زملاؤه يصفونه بالهادئ
من جهتها، التقت "أنا زهرة" بعض زملائه في "اتحاد الإذاعة والتلفزيون"، فأكد اثنان منهما رفضا الكشف عن هويتهما، بأنّهما عملا مع ايهاب، وأضافا أنّه كان هادئاً جداً، ذا سلوك سويّ، ولم تبدُ عليه أي مظاهر للعنف خلال فترة تعاونهما سوياً. لكنّ أحدهما أشار الى أنّه كان معروفاً بأنّ صلاح يتعاطى حشيشة الكيف. أما محاميه بهاء أبو شقة الذي يتولى أيضاً الدفاع عن هشام طلعت مصطفى المتهم بقتل المغنية سوزان تميم، فقد أكد بأنّ قضية إيهاب قد تتحوّل من تهمة القتل المتعمّد إلى الإصابة الخطأ. كما أشار إلى أنّه ينوي أن يكشف للمحكمة بأنّ إيهاب كان يتردّد على مستشفى في الخارج للعلاج من اضطرابات نفسيّة.

 

انقسام الرأي العام
أما الرأي العام المصري الذي حظيت القضية باهتمامه، فانقسم الى معسكرين: الأول تعاطف مع ايهاب، ورأى بأنّه ذهب ضحية امرأة متجبّرة أو كما عنون هو اعترافاته "رحت ضحية جبروت امرأة"، وأنّ القضية تندرج ضمن فصل جديد من مسلسل العنف الاجتماعي الذي تشهده مصر فى الآونة الأخيرة. بينما يرى الفريق الثاني أنّ تلك نهاية طبيعية لرجل تزوج ثلاث مرات، ويعترف بكل بساطة بأنّه كان على علاقة ببائعات هوى، وأنّه اشترط على القتيلة أن يتزوجها رسمياً مقابل منحه الحق في خوض علاقات خارج الزواج، بالإضافة الى إدمانه وموافقته على أن تنفق عليه امرأة كل تلك المبالغ المالية.
المهم أنّ الكل ينتظر الآن ما ستسفر عنه تحقيقات نيابة الجيزة، وأيضاً محاكمة صلاح التي تبدأ أولى جلساتها في 13 أيلول (سبتمبر) المقبل.