يبدو أنّ نوره عبدالله طلقت الشاشة الروتانية أو تعيش حالة هجر مع برنامج "آخر الأخبار" الذي يعرض على "روتانا". إذ أنهت المذيعة الكويتية مناقشة رسالتها في قسم الفنون السمعية والبصرية في كلية الفنون والعلوم التطبيقية التابع لجامعة "الكسليك" اللبنانية، وحملت عنوان "الرقص الدرامي في إحياء الموروث الحركي في المسرح الكويتي". امتدت المناقشة ثلاث ساعات لتخرج اللجنة بنتيجة واحدة هي فوز نوره بالماجستير بعلامة 85 / 100 عن رسالتها وأسلوبها القيّم في المناقشة، وعن الموضوع الذي يُطرح للمرة الأولى من خلال طالبة كويتية.


وفي اتصال مع "أنا زهرة"، أوضحت نورة سبب اختيارها لهذا الموضوع، قائلة: "لدينا مخزون، وموروث حركي، ولغة جسدية في الكويت عبر شخصيات خرافية لها شكل وطابع خاص. لدينا لغة جسدية بين البدو والحضر. وهذا أمر يختلط عند بعضهم، إذ يقال دائماً إنّ الخليج هو البدو. نحن لدينا البدو والحضر الذين يتميّزون بلغة جسدية خاصة موجودة فقط في الكويت. وخلال إجازة الربيع، هناك التخييم الخاص بالكويت، فتقام احتفاليات يتم التعبير عنها بلغة جسدية عبر رقصات كانت تقدّم في الماضي بين النساء داخل الخيمة. وأردتُ أن أطرح هذا الموضوع من أجل استخدام هذا الموروث في المسرح. إذ يمكن تطوير هذه اللغة الجسدية".


وعما إذا كانت تطمح عبر رسالتها إلى تحسين "سمعة الرقص بشكل عام، خصوصاً أنّ بعضهم لا يعتبره فناً، أجابت: "عندما أتكلّم عن الرقص، أعني الرقص الدرامي الخاص بالمسرح. وعندما نقول "خليجي"، فهذا يعني أنّه لدينا ضوابط وتقاليد نلتزم بها. وكما قلت في البداية، أخذتُ اللغة الجسدية الموجودة في موروثنا، ووضعت لها القوانين العالمية كرقص معاصر حتى تصلح للاستخدام في المسرح. أضف إلى ذلك أنّه ليس لدينا ابتذال أو إباحيّة. ربما لا تزال سمعة الرقص سيئة بمفهومه العام. لكن أنا في رسالتي، الأساس هو أكاديمي".
ومع أنّها خريجة معهد فنون مسرحيّة، إلا أنّ نورة لم تخض مجال التمثيل، بل خاضت تجربة يتيمة، حين شاركت في مهرجان أكاديمي في معهد الفنون المسرحية، وحصلت على جائزة. ثم أخذها العمل التلفزيوني ـ كما صرّحت ـ وغادرت الكويت، واستقرت في لبنان من أجل الانضام إلى قناة "روتانا". وتضيف نورة: "على رغم أنّي أصبحت خارج بلدي، لم أتوقف عن دراسة المسرح، وأردت التواصل مع بلدي وإكمال مشواري أكاديمياً وتثقيف نفسي".


وعما إذا كانت لديها رغبة في دخول عالم التمثيل والدراما، قالت: "تلقّيتُ عروضاً للمشاركة في الدراما، لكنّني انشغلتُ في الفترة الماضية بدراستي، وكان يصعب أن أشتّت نفسي بين التقديم والدراسة والتمثيل. كما أنّي أفضّل التروّي، ودراسة الدور الذي يعرض عليّ، كوني درست هذا المجال ولا أريد تقديم شيء لا يشكّل إضافةً حقيقيةً. عشقي الأول والأخير هو المسرح، وردة الفعل المباشرة على المسرح. لكن هذا لا يمنع أن أخوض مستقبلاً تجربة الدراما.
وعن نيتها التحوّل إلى أستاذة جامعيّة، صرحت: "أساتذتي في الجامعة حرصوا على أن أقوم بالتدريس لأنّ مجالي جديد على الكويت، حيث لا يوجد كويتي قبلي درس هذا المجال".


ومع أنّها صغيرة على التدريس في الجامعة، إلا أنّ نورة أشارت إلى أنّها قامت بتدريس باليه مائي من قبل، مضيفةً: "كان التلاميذ يقولون لي "ميس"، وكانت لدي هالة الأستاذة. وحالياً، أتمتّع بالثقافة الكافية التي تخوّلني بأن أكون أستاذةً محاضرةً". وأضافت أنّها لا ترى فرقاً بين نورة الأستاذة ونورة المذيعة، فـ "الاثنتان نورة" على حدّ تعبيرها.
وعن سبب غيابها منذ فترة عن "روتانا"، وما حكي عن خلاف بين الطرفين، نفت ذلك واكتفت بالقول: "كنتُ في إجازة من أجل التفرّغ لرسالتي".