اشتهر الملحّن حلمي بكر بهجومه على المطربين، إلى درجة لم تعد تصريحاته تؤخذ على محمل الجد، خصوصاً أنّه سرعان ما يتراجع من دون سبب واضح. هذا ما حصل مع أصالة التي شنّ عليها هجوماً احتلّ صفحات الجرائد فترةً طويلةً، معلناً أنّه هو الذي صنع نجوميتها وساندها في بداية مشوارها الفني، واصفاً إياها "بناكرة الجميل".
بدأت القصّة حين تقدّم حلمي بشكويين ضد أصالة: الأولى لجمعية المؤلفين والملحنين، والثانية لنقابة الموسيقيين. وجاء ذلك على خلفية تقديم أغنيته "ما قولتليش" بعد إعادة توزيعها ضمن حفلة جمعت المطربة السورية بفريق "وسط البلد" في دار الأوبرا المصرية منذ عامين. ما دفع أصالة إلى شنّ هجوم مضاد على حلمي، واتهمته بأنّه "موديل" بسبب ظهوره في كليب "مش هو" لأمنية سليمان. الخلاف بين أصالة وبكر ما زال قائماً، والتصريحات ما زالت مادة إعلاميةً تتناولها الصحف والبرامج الحوارية. إذ صرّح بكر بأنه سيرفض مصافحة أصالة لو تقابلا وجهاً لوجه. وحتى لو بادرت هي إلى مصافحته، ستأتي مصافحته باردة حفاظاً على الشكل وغير نابعة من قلبه.


خلاف حلمي مع أصالة لم يكن الأول من نوعه، وليس الأخير طبعاً. بعدما كان يهاجم كل مطرب على حدة، ها هو يهاجم ثلاثة مطربات دفعةً واحدة. إذ أطلق منذ أيام مجموعة جديدة من الانتقادات ضد عدد من الفنانات العربيات. هكذا، صرّح بأنّ إليسا "صوت معلّب لا يصلح للغناء إلا داخل الأستوديو، وأنها لا تجيد الغناء في الحفلات اللايف حين تقف على المسرح". ثم مرّ على هيفا التي وصفها بأنّها "لا تصلح للغناء، وجمهورها يستمع إليها بأحاسيسه وليس بأذنيه، وهي مجرد سلعة تعرف كيف تعرض نفسها". وأخيراً، وصل الدور إلى لطيفة التونسية التي نالت حصة الأسد في النقد. إذ قال حلمي بأنّه "لا يسمعها حتى لا يرتفع الضغط عنده" وأضاف أنّها تدفع أموالاً لتغني، ولا تملك موهبة الاستمرار، ولن تنجح في شراء الناس لسماعها. وعند سؤال الملحن المخضرم عن حقيقة آرائه، تراجع مؤكداً بأنّه لم يُطلق هذه التصريحات من الأساس، بل إنّه لا يعرف من أين يأتي الصحافيون بهذا الكلام. وأضاف أنّ كل ما في الأمر أنّه انتهى من تسجيل حلقة مع الإعلامي طوني خليفة لعرضها في شهر رمضان، ولم يهاجم فيها المطربات لكنه كرّر هجومه على أصالة.


لم تكن هذه المرة الأولى التي يُطلق فيها بكر تصريحات ناريّة، ثم لا يلبث أن يتراجع عنها. فعلها قبلاً مع نجوى كرم التى رفضت الغناء باللهجة المصرية، فردّ عليها "لما الأغنية المصرية تحتاج نجوى كرم تبقى تغنيها.. خلّيها تنجح باللبناني أولاً، وبعدين نشوف المصري". لكنّه عاد ووصفها بالمطربة الكبيرة التي يحقّ لها التمسك بلهجتها، لكنّ مطالبتها عمرو دياب وأنغام بغناء اللهجة اللبنانية، استفزّت كثيرين بحسب حلمي.
خلاف آخر بين حلمي وعمرو دياب استمر سنوات ثم تراجع الأول بعد فترة كما هي عادته. الخلاف بدأ حين وصف حلمي "الهضبة" وعدداً من مطربي جيل الثمانينيات بأنّهم لا يصلحون للغناء سوى في الحمّام، وأنّهم ظاهرة سرعان ما ستختفي. وخص عمرو دياب تحديداً بأنه مطرب غير صالح للغناء في الإذاعة حين كان بكر ضمن أعضاء لجنة تقييم المطربين المتقدمين للإذاعة المصرية. ما دفع عمرو إلى الرد، ومحسن جابر وعمر بطشية إلى التدخل في محاولة للصلح بينهما.


الخلاف بين "الهضبة" وبكر استمر حتى وقت قريب. إذ صرّح الأخير بأنّ تامر حسني أفضل من دياب حين يغنّي الإثنان التراث على الرغم من معرفة الجميع بحالة التنافس الشديدة بين المطربين. وفجأة ومن دون مقدمات، تراجع حلمي بكر عن موقفه، وراح يكيل المدائح لعمرو دياب من خلال موافقته على الظهور في برنامج "الحلم" الذي يحكي سيرة المغني المصري. وأشاد بانجازاته كفنان ونجم في عالم الغناء، وهو الأمر الذي لم يفهمه كثيرون. وقتها، أكد حلمي بأنّه لم يتراجع عن رأيه في "الهضبة" لكنّه قال ما له وما عليه!
أبو الليف أيضاً لم يسلم من لسان حلمي الذي تعامل معه على أنّه ظاهرة، ومجرد منتسب إلى النقابة تم منحه تصريحاً بالغناء مقابل مبلغ مالي، على اعتبار أنّه "مونولوجيست" وليس مطرباً. وقال إنّ النقابة لن تسمح بظهور أغنيات مثل "الخرونج"، واعتبر بأنّ ظهور أبو الليف يمثل موجةً في الساحة الفنية التي تشهد تراجعاً سببه انتشار أبو الليف وأشباهه على القنوات الفضائية. وحتى هذه اللحظة، لم يتراجع حلمي عن تصريحاته، فهل يفعلها قريباً؟


تصريحات حلمي السابقة تضعه على المحك. فخبرته الموسيقية واكتشافه العديد من الأصوات الشابة، يجعلان المتابع لتصريحاته يقف حائراً حيال تضارب مواقفه التي تخضع ربما لمزاجيته أو عصبيّته واندفاعه.
لكن في تصريح خاص لموقع "أنا زهرة"، أكّد حلمي بأنّه لا يعشق التصريحات الساخنة كما يُخيّل لبعضهم، ولا يتراجع عن آرائه كما يتصوّر آخرون، بل كل ما هناك أنّه صريح "حبتين وبيقول للأعور انت أعور في عينه" على حد تعبيره. وعن تراجعه عن هجومه على المطربين، قال: "لا أتراجع بل تنسب إليّ تصريحات لم أقلها. أنا حريص على ألا أخطأ في حق أحد. عندما قلت رأيي في نجوى كرم، قلته بكل أدب. وعندما هاجمت أصالة، فقد كان ذلك رداً على هجوم سابق منها وصفتني فيه بالكومبارس. وعندما أهاجم أي مطرب آخر، فأنا أقول له الحقيقة. أنا لا أتسوّل التلحين من أحد، ولا أجري وراء المطربين لألحّن لهم كما يفعل كثيرون بمن فيهم عمرو دياب. وأؤكد هنا بأنّني لم أتراجع عن رأيي فيه. إنّه مغنّي وليس مطرباً، وهذا ليس عيباً. المغني يجيد الغناء، لكن المطرب شيء آخر. إنّه يطرب الجمهور.