إعلامي بحريني شاب تمكّن في فترة وجيزة من صنع قاعدة جماهيرية واسعة من خلال برامجه الشبابية. تميّز بأسلوبه وأدائه البسيط غير المتكلّف، وبموهبته استطاع أن يحتل مرتبةً متقدمةً بين المذيعين الشباب. "أنا زهرة" حاورت بدر محمد الذي حدثنا عن بداياته ومشواره الإعلامي:

حدّثنا عن بداياتك في الإعلام؟
منذ صغري، وكأي طفل يحلم بأن يكون طبيباً أو مهندساً، كان حلمي أن أصبح مذيعاً. ربما يعود ذلك إلى تعلّقي بعمتي التي كانت مذيعةً في إذاعة البحرين، وخالي الذي كان مديراً للإذاعة. كنت أتابع برامجهما باستمرار. وفي المنزل، أجمع الاطفال ونقوم بتسجيل برامج ونتخيل بأنّنا على الهواء.
حاولت كثيراً دخول مجال الاعلام، لكني وجدت صعوبة في ذلك على الرغم من أنّ خالي مدير الإذاعة. إلا أنّني تلقّيت اتصالاً عن وجود منصب شاغر هو فني غرافيكس في قسم الأخبار في تلفزيون البحرين، فوافقت بسبب رغبتي في التقرب من الاعلام.

 

بدأت كمذيع نشرة ثقافية، كيف تم ذلك؟
عندما كنت أعمل كفني غرافيكس، سجّلتُ نشرةً إخبارية تجريبية في المنزل، وأضفت المؤثرات الصوتية اللازمة، وقدّمتها إلى مدير الأخبار، ليساعدني في دخول الإذاعة التي كانت حلمي منذ الصغر. وعندما سمع النشرة، أعجبه أدائي فعرض عليّ الظهور في النشرة الثقافية في التلفاز. تردّدت في البداية لأنّ رغبتي كانت الإذاعة وليس التلفاز، لكنّي وافقت على خوض هذه التجربة.

بدأت في التلفزيون كمذيع نشرة ثقافية ثم انتقلت إلى المنوعات، فكيف جاءت هذه النقلة الكبيرة؟
استمريت كمذيع نشرة ثقافية خمسة أشهر تقريباً، ثم تلقّيت اتصالاً من الأستاذ حسن طالب مدير أعمال الفنان راشد الماجد الذي أخبرني بأنّهم في صدد افتتاح قناة غنائية جديدة لراشد في دبي، وبأنّهم يريدونني من بين المذيعين. ولإعجابي الشديد براشد كفنان، قبلت على الفور من دون استشارة الأهل، ثم انتقلت إلى دبي وانضممت إلى "وناسة" وبدأت مشواري معهم.

 

هل عُرض عليك العودة إلى "وناسة" بعد استئناف برامجها؟
عرضت عليّ العودة لكن من قبل أشخاص خارج المحطة وبطريقة غير مباشرة. وأخبروني بأنّ هناك برامج جديدة ستنفذ. لكن حتى الآن، لا توجد برامج تبث على الهواء مباشرة، المتوافر اليوم هو برامج مسجّلة، ومذيعات ربط، وجلسات غنائية.

هل توافق لو عُرضت عليك العودة من "وناسة" مباشرة؟
نعم سأوافق. أنا خرجت من "وناسة" وأنا على وفاق تام معهم، ولا مشاكل بيننا. ربما أعود في يوم من الأيام، فـ "وناسة" قناة ناجحة بالأغاني والجلسات التي تقدّمها مؤخراً.

 

حدثنا عن تجربتك كمذيع مع "روتانا خليجية"؟
بعد توقف برامج "وناسة" في شباط (فبراير) 2008، رجعت إلى البحرين. وخلال تواجدي هناك، تلقّيت اتصالاً من "كاريزما" وهي الشركة المنتجة لـ "روتانا"، وأخبروني عن برنامج جديد شبابي منوّع سيبث على "روتانا خليجية"، ويرغبون بانضمامي إليهم من دون اجراء أي اختبارات شاشة، ولأنّ "روتانا" اسم كبير في الإعلام، وافقتُ وعدتُ إلى دبي مرة ثانية.

ما الفرق الذي لمسته بين "وناسة" و"روتانا"؟
"وناسة" شهرتني خليجياً وعربياً وعرفني الناس من خلالها. أما "روتانا" فقد انتشرت فيها أكثر وتعلّمت منها المزيد، وكانت مكاتبنا في دبي في شركة "كاريزما". وخلال السنة ونصف السنة مع "روتانا"، تعلّمت من "كاريزما" المونتاج، وتسجيل الصوت، وأموراً عديدة. "روتانا" صقلت موهبتي، وأعطتني خبرةً أكثر. وحتى الآن، حين أشاهد آخر حلقة لي في "وناسة" وأول حلقة لي في "روتانا"، أرى فرقاً كبيراً.



قبل خروجك من "روتانا"، أسندت إليك مهمة إعداد برنامج "أون لاين"، فكيف وجدت العمل كمعدّ؟
تجربة الإعداد لم تكن جديدة عليّ. منذ بداياتي مع "وناسة" وعلى رغم وجود معدّ للبرنامج، إلا أنّني لا شعورياً أقوم بإعداد نص الحلقة والبحث عن آخر الأخبار. وعندما انتقلت إلى "روتانا"، كان لديهم أيضاً معد في البرنامج. لكني كنت أساعده، وأكتب النص، وأوزّع الأدوار على المذيعين. عندما أوكلت إليّ شركة "كاريزما" مهمة الإعداد، لم أجد فيها أي صعوبة، بل على العكس، جعلني الإعداد أفضل كمقدم برامج، وأستطيع تدارك أي غلطة تحصل على الهواء مباشرة.

لماذا انتقلت مؤخراً للإقامة في البحرين؟
كنت أنتظر فرصة عودتي إلى البحرين، فأنا تغربت ثلاث سنوات في دبي، ثم انتقلت مؤخراً إلى شركة "كاريزما"، وأنا سعيد بهذا الانتقال لأنّه قدّم لي الكثير. والشيء الجميل أنني عندما انتقلت إلى "كاريزما"، قامت الشركة بتوقيع عقد مع تلفزيون البحرين لينتجوا لهم برنامجاً صباحياً بعنوان "هلا بحرين"، فكلمني أحد المسؤولين في "كاريزما"، وعيّنني مشرفاً على إعداد البرنامج، فعدت إلى البحرين وبدأنا أول حلقة في 6 تموز (يوليو) 2010 على تلفزيون البحرين.

 

في "روتانا"، كنتُ معداً وأنت حالياً معدّ في تلفزيون البحرين، فهل اعتزلت التقديم؟
لا بالعكس. أنا اليوم أحنّ بشكل كبير إلى تقديم برامج تلفزيونية، لكنّ الفرصة قد تكون غير متاحة حالياً، وتوجد لدي أفكار كثيرة، لكنّي أنتظر الفرصة التي تعيدني إلى التلفزيون.

سجلت العديد من التقارير بصوتك، هل هذا يعود إلى شغفك بالإذاعة؟
بصراحة نعم. في البداية، كنت لا أحبّ سماع صوتي بعد التسجيل، لكن الآن تعوّدت وتطوّرت في الأداء، وقمت بتسجيل تقارير عديدة بصوتي.

بدأت مؤخراً برنامجك الجديد على الإٍذاعة، حدثنا عنه؟
الإذاعة هو حلم تحقّق متأخراً بعد ثلاث سنوات ولله الحمد، وكوني انتقلت مؤخراً إلى البحرين، كلّمني المشرف على المذيعين في إذاعة البحرين الشبابية أخي وصديقي خالد الشاعر، لتقديم برنامج على إذاعة البحرين الشبابية وهي محطة جديدة. فوافقت وقدمت أول حلقة في برنامج "توب4" وهو عبارة عن برنامج تصويت، وأغنيات عربية وأجنبية وسينما وترشيحات.

 

ما الفرق الذي وجدته بين الإذاعة والتلفاز؟
الإذاعة مرهبة ومخيفة بعض الشيء، ربما لكوني ما زلت مبتدئاً فيها، ولكونها صوتاً من دون صورة، فهذا الشيء يجعلها أصعب. في التلفاز، نستطيع تدارك الأمور. أما الاذاعة، فيجب أن نوصل المطلوب إلى المستمع عن طريق الصوت فقط.

ما هو البرنامج الذي تطمح إلى تقديمه؟
كنت سابقاً أطمح إلى تقديم برامج غنائية ومنوّعات. ولأنّني قدمت هذه النوعية من البرامج، أتمنّى أن أقدم برامج تهم وتخدم قضايا الشباب ومشاكلهم وهمومهم من دون أن تكون رسمية، ولكن برنامج خفيف مع الشباب.

برأيك، أيها أفضل القنوات الحكومية أم الخاصة؟
في النهاية، تبقى نسبة المشاهدة في القنوات الحكومية محدودةً. ولكن عندما أقوم بتقديم برامج في أي مكان، فالسبب الرئيسي هو لأجل البحرين ولرفع اسمها. يهمني أن أقدم شيئاً جديداً يخدم البحرين. والعمل الجيد الذي يُقدم بصورة صحيحة وناجحة سيجذب المشاهدين مهما اختلفت القناة.

 

هل ترى أنّ المذيعة البحرينية مظلومة إعلامياً؟
أتفق معك على أنّ المذيعة الشابة تحديداً مظلومة نوعاً ما من الإنشار، والبعض لم يحصل على الفرصة المناسبة لدخول المجال الإعلامي حتى الآن. أما المذيعات البحرينيات ذوات الخبرة، فموجودات على أهم القنوات.. دعيني أبدأ بالمذيعة بروين حبيب التي تألقت وما زالت على قناة "دبي"، والإعلامية معصومة عبدالكريم، والزميلة الإعلامية خديجة الحمادي أيضاً كانت لها بصمة واضحة في الإعلام الخليجي، وناهد الشيخ وغيرهن من الإعلاميات البحرينيات.

ما الذي يميز المذيعة البحرينية عن غيرها برأيك؟
أعتقد بأنّ هناك الكثير من الفتيات البحرينيات اللواتي يملكن القدرة على الظهور وبنجاح على الشاشة البحرينية والخليجية، لكن الخوف من التجربة والتحفظ قد يكونان سببين رئيسيين في عدم ظهور هذه الطاقات على الشاشة، رغم وجود بعضهن بقوة على القنوات الإذاعية البحرينية.

المزيد على أنا زهرة: