يرفض مصطفى الخاني الحديث عن خروجه من مسلسل "باب الحارة" بعد النجاح الكبير الذي حققه من خلال شخصية "النمس" في الجزء الرابع. ويؤكّد الفنان السوري على أنّه منذ شهرين يرفض الحديث عن ذلك، ويفضّل الكلام عن مسلسله الجديد "ما ملكت أيمانكم". غير أنّه يشدّد على أنّ ما حصل في "باب الحارة" هو خلاف مهني بينه وبين المخرج مؤمن الملا، وليس مع المخرج بسام الملا. وأضاف أنّ "باب الحارة" له فضل على مسيرته الفنية، ولا يمكن أن يسيء إليه في وسائل الإعلام.
مصطفى الذي التقته "أنا زهرة" خلال زيارته بيروت للمشاركة في الاحتفال الخاص بإطلاق دورة برامج تلفزيون "المستقبل" الرمضانية، نفى بأن يكون خروجه من "باب الحارة" تمرّداً على بسام الملا وعلى العمل ككلّ. بل شدّد على أنّ الخلاف مهني بحت يتعلّق بآراء ووجهات نظر موضع خلاف.

 

توفيق الإرهابي
هذا العام، يشارك الخاني في مسلسل يتوقع أن يثير جدلاً كبيراً في رمضان. إذ يقدم شخصية الإرهابي توفيق المختلفة تماماً عن دور النمس. ويأتي اختياره لهذا الدور من ضمن شخصيات وأدوار عرضت عليه. لكنّ شخصية توفيق في "ما ملكت أيمانكم" كانت خياره بسبب اختلافها الكبير عن الشخصيات التي قدّمها سابقاً. إذ صرح: "هناك اختلاف على صعيد الأداء، ما يخلق تحدّياً عندي، إضافة إلى الطرح الفكري الذي يقدّمه العمل من خلال محاور عدة، والتطرق إلى موضوع التطرف الديني، والأخلاقي، والفساد السياسي. أعتقد بأنّه عمل جريء جداً، نتوقع أن يحدث إشكاليةً وجدلاً كبيراً في رمضان". ويضيف "المسلسل يتحدّث عن الإرهاب الذي يمثّل مشكلةً موجودةً بقوة في مجتمعنا العربي، شئنا أم أبينا، ولا نستطيع غض الطرف عنها. في هذا العمل، وضعنا النقاط على الحروف. ليس عيباً أن نجاهر بأخطائنا في مجتمعنا. يجب أن نتحدّث عن هذه المشكلة بصوت مرتفع.

 

بالحوار لا العنف!
ويكمل مصطفى: "في هذا المسلسل، حاولنا أن نتحاور مع هؤلاء الشباب الذين يتم استغلالهم دينياً، لتسييسهم وأخذهم في اتجاهات معينة".
مصطفى تحدث لـ "أنا زهرة" عن ملامح شخصية توفيق: "إنّها شخصية متطرفة بشكل كبير. فتوفيق يحاول استغلال الشباب لإرسالهم إلى العراق وأفغانستان، وتفجير أنفسهم. ويقوم أيضاً بعملية إرهابية في دمشق. وسنشاهده كتاجر من دمشق يستغل نفوذه الإجتماعي والديني لمساعدة بعض رجال السياسة. كما نجد عنده ازدواجيةً في علاقته مع شقيقته، وفي علاقاته النسائية.

 

لستُ مذيع أخبار
مصطفى لا يحبذ مقولة أنّ شخصية توفيق قد تحل مكان النمس هذا العام في رمضان. فللنمس مكانه ولتوفيق مكانه. ويضيف: "على الممثل أن يقدّم نفسه وأدواته والعديد من الشخصيات. ولكل شخصية خصوصية، ووجه من الوجوه التي يقدّمها مصطفى الخاني. أعتقد بأنّه من الخطأ القول إنّ شخصية ما ستأخذ مكان شخصية، إضافة إلى أنّ هناك اختلافاً كبيراً جداً في منحى الشخصيتين. وهنا تكمن براعة الممثل عبر تقديم شخصيات مختلفة. أنا لست مذيع أخبار أقرأ السيناريو، بل أكمل الدور الذي كُتب على الورق، وأجعله يحمل بصمة مصطفى الخاني كممثل.

 

طيف بن لادن
مصطفى الذي أضاف في العام الماضي كثيراً من الأمور إلى شخصية النمس، أكد على أنّه أضاف أيضاً إلى شخصية توفيق شيئاً من شخصيته كمصطفى الخاني. كما أضاف لازمة كلامية إلى النمس، أضاف أيضاً إلى توفيق الإرهابي لازمةً حركيةً وشكلاً "فيزيولوجياً" خاصاً وطريقة كلام لتمييزها.
وعن المراجع التي اطلع عليها ليكوّن خيوط الشخصية، كشف بأنّه شاهد الكثير من الأفلام الوثائقية عن هذه الجماعات المتطرفة، وقرأ كتباً، وكل ما يعتبر مرجعاً لهذه الفئة، وحاول التعمّق في عالمها النفسي، والدوافع التي أخذتها إلى هذا المنحى.
ونفى الخاني وجود شبه بين شخصية توفيق و أسامة بن لادن ، لكنّه أكد على أنّه اطّلع على كل خطابات بن لادن وحواراته، لكنّ توفيق لن يكون تقليداً أو نسخةً عن بن لادن. وقال: "عندما نتكلم عن فساد سياسي، لا نقصد شخصاً معيناً، نحن نتكلّم عن الإرهاب بشكل عام ".

 

لا أخاف التهديد
وعن خوفه من أن يتعرض للتهديد لدى عرض المسلسل أو أن يتم إيقاف العمل كما حصل منذ ثلاث سنوات مع مسلسل "الطريق إلى كابول"، أجاب الخاني "أنا زهرة": "نحن في عصر الفضائيات. عندما تم إيقاف مسلسل "الطريق إلى كابول"، كان من إنتاج قناة فضائية. وهذا العمل ليس من إنتاج قناة فضائية، بل شركة سورية خاصة. إن أوقفته إحدى المحطات، فلن تستطيع ايقافه عن بقية المحطات الفضائية. أما بالنسبة إلى التهديد، فأنا أعيش في سوريا، ومن الأمور التي يتميّز بها هذا البلد، استتاب الأمن والأمان في مجتمعنا، وليست لدينا مشاكل من هذا النوع".

 

مسلسل "النمس"
في ختام حديثه لـ "أنا زهرة"، أكّد الممثل السوري على وجود مشروع مسلسل بعنوان "النمس" يتم التحضير له حتى يصبح جاهزاً للعرض في رمضان 2011 وذلك بسبب وجود شخصية النمس في الجزء الخامس من "باب الحارة" هذا العام. ولا يصح فنياً أن تتواجد الشخصية في عملين درامين في الوقت عينه.
يذكر أن الخاني تلقى دعوةً من الجامعة الأميركية في بيروت لإجراء ورشة عمل مع طلابها، وإلقاء محاضرات تتناول الممثل بين المسرح والكاميرا.