ما مررت يوماً أمام محل من محلات "كارون" Caron، سواء في جادة Montaigne أم في شارع فوبور سانت أونوريهFaubourg Saint Honoré ، إلا وتوقفت لدقائق طويلة أتامل فيها سحر الواجهات المنسقة بجمال ودقة، حيث تنسجم فيها نعومة شالات الكشمير مع أناقة علب البودرة المرصعة بالستراس وفخامة زجاجات العطور.

 

إلى جانب ذلك، مرايا ومراوح يد تعيدنا إلى أحلامنا الفتية عندما كنا نحلم بلعب دور النجمة أو الأميرة. إنه فعلاً المكان الذي ترغب كل امرأة في الدخول إليه وتمضية ساعات فيه.

 

في دار Caron اليوم يعمل صديق لي عرفته في دار Nina Ricci كخبير تجميل منذ سنوات بعيدة. بدأ حياته المهنية في دار Guerlain، واليوم دخل هذه الدار التي كان يحلم بالعمل فيها. إنه مانويل راموس Manuel Ramos.

سألته عن الفارق ما بين دار Caron والدور الأخرى التي سبق له وعمل فيها. فقال إن دار Caron هي دار عطور راقية في الأصل، وأنّ كل المواد التي تدخل في صنع عطورها طبيعية. بينما كل الدور الأخرى ك Dior، Chanel وغيرها فبدأت أولاً كدور أزياء، ما عدا Guerlain بالطبع.

 

ووصول Manuel Ramos إلى دار " كارون" سمح له بالعودة إلى حبه وولعه الأول: "العطر". لأن العطر بالنسبة له يمثل مشاعر وأحاسيس وذكريات وروائح زكية تعيدنا إلى الطفولة، إلى الحب وإلى حدث هام في حياتنا. فالعطر هو الشكل الأقوى للذكرى.

 

مانويل راموس عبّر عن سعادته بالعمل في هذه الدار، لأنها تجمع ما بين الجمال والرهافة، الشعر والمهارة، بالإضافة إلى رغبتها في إرضاء المرأة.

 

وعملُ هذا الشاب الموهوب إلى جانب مبتكر العطور في هذه الدار السيدRichard Fraysse ريشارد فرايس، يساعده على التعرف أكثر على عطور لها تاريخ وأسطورة.
ابتكرت عطور "كارون" أساساً لامرأة تحب التعطر والشعور بجمالها ورائحتها الزكية. هذا ما يؤكده لنا مانويل راموس، و يشير إلى أن عطور هذه الدار هي تكريم لأنوثة المرأة وزينة دائمة لها.

 

وإذا أخذنا مثال الممثلة الأميركية Gloria Swanson غلوريا سوانسون وقصتها مع عطر "Narcisse Noir" "النرجس الأسود"، نتذكر بأنها في عام 1911 أثناء تصويرها لفيلم Sunset Boulevard "سانست بولفار"، كانت تطلب أن يعطّر مكان التصوير وغرفتها الخاصة بهذا العطر الذي تفوح منه أساساً روائح الياسمين والورد وزهر الليمون.

 

ومع عطر "Tabac Blond" "التبغ الأشقر" الشرقي الذي ابتكر في عام 1919، فتحت هذه الدار الباب أمام عطور ال unisex للرجال والنساء معاً. حيث أن المرأة الفرنسية التي تحرّرت في سنوات الثلاثينات، تبنّت هذا العطر. وحتى اليوم هناك عدة ممثلات ومغنيات يتعطرن به.

 

وكان عطر " Pour un Homme " أول العطور الرجالية على الإطلاق، وابتكرته الدار في عام 1933، وهو حتى اليوم لا يحدّه زمان. وهناك الكثير من مصممي الأزياء الذين يضعونه كالمبتكر Tom Ford وأيضاً المصمم Stéphane Rolland. وهو عبارة عن مزيج من اللاوندة مع الفانيللا بالإضافة إلى العنبر والمسك.

 

وعما إذا كانت دار Caron ترغب في ابتكار مجموعة من مستحضرات التجميل لمرافقة العطور، يقول Manuel Ramos بأن هذا لا يدخل في المشاريع المستقبلية للدار. ولكنه من جهته سيواصل طبعاً تعريف السيدات بمستحضر تجميل فريد من نوعه تبيعه الدار، وهو البودرة الأكثر نعومة ورقة في العالم التي ينصح بها أطباء الجلد، وهي تباع في علبة فاخرة من المعدن الذهبي. وإنه كخبير تجميل أيضاً ينصح بها لكل امرأة ترغب في الحصول على نتيجة جيدة وطبيعية للماكياج.

 

أثناء تواجد موقع Anazahra لدى Caron، لاحظنا وصول مجموعة جديدة من شالات الكشمير. فطرحنا السؤال على الملحقة الصحفية في الدار، السيدة Chantal Everard شانتال إيفرار، التي أسرّت لموقعنا أن الدار تخصص عادة مجموعة كبيرة من أكسسواراتها للمرأة العربية كعلب البودرة المرصعة، المرايا الصغيرة، بالإضافة إلى حقائب العطور الخاصة المصنوعة على يد أفضل الحرفيين.

 

أما شالات الكشمير التي أثارت فضولنا، فتابعت وقالت عنها إنها مصممة لامرأة تحب الفخامة كالمرأة العربية. فهي مطرزة بخيوط الذهب وبالأحجار نصف الكريمة، ومصممة بشكل حصري للدار في قسم Haute Couture. هذه المجموعات تعرض على المرأة العربية سواء في صالون خاص أسس لها في 90 شارع فوبور سانت أونوريه، أو في غرفة فندقها إذا ما طلبت من عاملي الدار الذهاب إليها.

 

وعن الهدايا الثمينة التي تشتريها المرأة الشرقية في هذه الدار، أخبرتنا أن الدار لإرضاء هذه الزبونة، قامت بابتكار عطرَين يدخل في تركيبتهما "العود". كما أن هناك إمكانية حفر حرف إسمها على الأكسسوارات وقوارير العطور، وشراء قوارير خاصة من كريستال باكارا كهدايا زفاف.

 

وفي أغلب الأحيان يقمن بإغلاق البوتيك أمام الزبائن، وتخصيصه فقط لأميرات الشرق الأوسط إذا رغبن في تنفيذ مشترياتهن في هدوء تام.

 

هذا وتجدر الإشارة إلى أن هناك نقطة بيع في البحرين وثلاث نقاط أخرى في السعودية ومشروع عمل جديد في دُبي.