بعد الضجّة الكبيرة التي رافقت ألبومه الأخير "وياه"، يبدو أنّ عمرو دياب يريد أن يثبت أنّه نجمٌ بعمله فقط، وليس بالدعاية، والاعلان وإختلاق قصص تسريب للفت الأنظار إلى عمله الجديد الذي أصدره وسط تكتّم شديد. كأنّنا به يريد أن يؤكد لمن حوله بأنّه لا يحتاج إلى تلك الضجّة الإعلامية والإعلانية المفتعلة التي يعتمدها بعض النجوم لترويج أعمالهم الجديدة.
إنّها المرة الأولى التي يصدر فيها "الهضبة" أغنية "سينغل" بشكل رسمي، ويطرح ألبوماً غنائياً جديداً من دون حملة إعلانيةٍ. هكذا، سيكتفي بإقامة مؤتمر صحافي للحديث عن تفاصيل الألبوم بعد فترة من نزوله.
ويحتوي الألبوم على أغنيةٍ واحدةٍ بعنوان "أصلها بتفرق"، وضع ألحانها عمرو دياب بنفسه، وكتب كلماتها مجدي النجار، وقام عادل حقي بتوزيعها في ثلاث نسخ مختلفة ضمّها الألبوم الذي أنتجته شركة "روتانا".
وقد أراد عمرو دياب هذه المرة أن يركّز على أغنيةٍ واحدة كي يكون متواجداً عبرها في موسم صيفي قصير ينتهي باكراً مع حلول رمضان في آب (أغسطس)، ووسط ألبومات منافسين أقوياء منهم محمد فؤاد، وتامر حسني. ولعلّ تواجده هذا يصنع فارقاً في الموسم خصوصاً أن مبيعات أي موسم "بتفرق" عادة مع نزول ألبوم دياب. لكن "هتفرق" هذه المرة أيضاً مع احتواء الألبوم على أغنية واحدة فقط؟


الأغنية تبدو مختلفة رغم أنها تبدأ بتعابير شعرية قديمة ومتهالكة مثل "قدري اختارني أعيش ليها.. وأنا سلمت وقلبي اختار.. شفت الجنة في عينيها.. ازاي أسيبها وأعيش في النار" و"حبها في قلبي ودي أجمل واحدة.. مالقتش جمالها في ولا واحدة.. والله مالهاش بديل". لكن يبدو أنّ الشاعر مجدي النجار أدرك أنّ هذه التعابير قتلت بحثاً في ملايين الأغاني قبلاً، فابتكر في الجزء الثاني من الأغنية تعابيرَ جديدةً ومختلفةً نسبياً مثل "أصلها بتفرق في الشوق والوحدة.. في حياتي وهي هنا معايا.. الدنيا بحالها ما بيتسعنيش" ليحلّق في النهاية عالياً ويترك دياب في سماء الأغنية، وهو يردّد إحدى أروع الجمل الشعرية التي وردت في أغنيات الموسم الصيفي. وتقول الجملة: "أصلها بتفرق من واحدة لواحدة.. في واحدة بتنساها بواحدة.. وواحدة.. ما بتتنسيش". وأغلب الظنّ أنّ هذه الجملة تحديداً هي التي دفعت عمرو دياب إلى الخروج من عزلته، والذهاب إلى الاستوديو لتسجيل الأغنية وطرحها في ألبوم كامل للمرة الأولى.
من جهة أخرى، بدت ألحان عمرو دياب أكثر نضجاً بعد تجارب عدّة في مجال التلحين تعاون في أغلبها مع الشاعر بهاء الدين محمد، فيما تناسبت توزيعات عادل حقي مع الحالة الفنية المختلفة التي حاول دياب صنعها للأغنية.
ويبدو أنّ "الهضبة" قرّر اعتماد خطة تغيير شاملة في حياته الفنية. في الوقت الذي قرر فيه إصدار "ميني ألبوم" للمرة الأولى بعدما سبقه إلى ذلك محمد حماقي، وعمرو مصطفى، فقد قرّر أيضاً للمرة الأولى أن يغيّر مكان حفلته السنوية المعتادة من مارينا إلى قرية "مراسي" في الساحل الشمالي. إذ يقوم حالياً بتدريبات مع فرقته الموسيقية على الأغنية الجديدة لتقديمها ضمن أعمال الأمسية.