يبدو أنّ "مطرب الجيل" كما يحلو لتامر حسني أن يلقّب نفسه، سيُخلع عن عرشه قريباً! بعدما روّج بأنّه سيحصل على جائزة "أسطورة القرن" ثم اعتذر عن عدم تسلّمها بحجّة مشاركة فنانة إسرائيلية في الحفلة، اتضح لاحقاً أنّ الجائزة ذهبت إلى عمرو دياب. ويأتي ذلك بعدما ملأ تامر الدنيا ببياناته الصحافيّة عن تلك "الأسطورة" المزعومة. ومجدداً، وقع "نجم الجيل الأسطورة" في مأزق يذكّرنا بمشهد من فيلم عادل إمام "الإرهاب والكباب". في المشهد ذات الصلة، يذهب "الزعيم" إلى إحدى الدوائر الحكومية، لينهي بعض المعاملات. وحين يقال له إنّ المسؤول في الحمام، يروح يستفسر عن مكان دورة المياه في الدائرة الحكومية. لكنّه سرعان ما يكتشف أنّ المدير لا يستخدم حمام الدائرة الحكومية، بل يفضّل حمام جامعة الدول العربية لأنّه أنظف!
هكذا فعل تامر حسني الذي ربما أغرته جامعة الدول العربية بـ "نظافتها"، فأراد تعويض خسارته العالمية لجائزة "أسطورة القرن" بمنصب سفير الطفولة الذي تمنحه جهةٌ رسمية، متناسياً "أنّ دخول حمام جامعة الدول العربية مش زي خروجه"! هكذا، وزّع "نجم الجيل" بياناً صحافياً جاء فيه أنّ الجامعة العربية اختارته سفيراً للأطفال في العالم العربي وستكرّمه، بعدما اطمأن إلى أنّ الجامعة لن تقوم بتكذيب الخبر. وجاء في البيان: "حصل الفنان تامر حسني مؤخراً على خطاب رسمي من جامعة الدول العربية يفيد بتولّيه منصب سفير للطفولة العربية وذلك لنشاطات تامر الخيرية التي تميز بها عن الكثير من الفنانين ونجوم جيله, حيث اعتبرت جامعة الدول الفنان تامر حسني من الفنانين المميزين لاهتمامه بالهموم والقضايا الإجتماعية التي يعانيها المجتمع العربي".


وإذا كانت جامعة الدول العربية لم تمنع مدير الدائرة الحكومية من دخول حماماتها النظيفة في فيلم عادل إمام، إلا أنّ الأمر مختلف مع "سفير الطفولة" المزعوم. إذ نفت المنظمة اختياره سفيراً للطفولة، كونه لم يقدّم شيئاً للأطفال يستحق التكريم على حد تعبير منى كامل، الأمين المساعد للشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية ومدير إدارة الأسرة والطفولة. وكعادة الفنانين الدائمة، "ألصق" تامر التهمة بالصحافيين الذين اتهمهم بأنّهم أساؤوا فهم البيان. لكنّ "أنا زهرة" علمت من مصادر خاصة أنّ تامر حسني أراد أن يعطي لنفسه هالةً كبيرة، فادعى أنّ الجامعة ستكرّمه، مستغلاً واقع أنّ "اتحاد السفراء العرب" مؤسسة صغيرة ضمن المؤسسات الكثيرة التي تشرف عليها جامعة الدول العربية. وبالتالي، فتكريمه من قبله لا يعني أنّ جامعة الدول العربية هي التي قامت بذلك.
و"حفظاً لماء الوجه"، طلب تامر حسني من مسؤولته الإعلامية إرسال بيانٍ آخر اختلف كثيراً في مضمونه عن البيان الأول. إذ جاء فيه "تنظم شركة سلمى ميوزك (سلمى الوزير وريبيكا فارول) بالتعاون مع "اتحاد سفراء الطفولة العرب"، الدورة الثانية من مهرجان سفراء الطفولة تحت رعاية جامعة الدول العربية الذي سيقام في مدينة السادس من أكتوبر يوم الجمعة الموافق 23/7/2010 في تمام الساعة السادسة مساء، حيث تم اختيار 44 طفلاً من 22 دولةً عربيةً، بالإضافة إلى بعض نجوم الإعلام والمجتمع والرياضة".
وفي حين أكّد البيان الأول بما لا يقبل الشك على أنّ خطاب التعيين جاء شخصياً لتامر من جامعة الدول العربية، اختلف البيان الثاني في صيغته ونسف كل ما جاء في الأول. وعلى رغم نفي الجامعة العربية للخبر، إلا أنّ المسؤولة الإعلامية في مكتب حسني أصرّت على أن تورد ضمن الخبر المرسل عبارة "رداً على كل من شكّك في مصداقة حصول الفنان تامر حسني على لقب سفير الطفولة".


وبما أنّ الرياح لم تجر كما تشتهي سفن تامر حسني، ولم يمر الخبر مرور الكرام كما حصل سابقاً مع خبر تتويجه "أسطورة القرن"، ارتأى تامر حسني منعاً لتعرّضه للإحراج من الصحافة والجامعة العربية، ألا يحضر المؤتمر الصحافي الذي كان مقرراً أن يُكرَّم خلاله كـ "سفير الطفولة" التي لم يقدم لها شيئاً. وربما لن يفعل مستقبلاً كغيره من فناني الألقاب الإنسانية!
ما فعله "نجم الجيل" وغيره من الفنانين يؤكّد أنّ كل ما يهمّهم هو "بريستيج" اللقب ليس إلا. والدليل أنّ حسني ضرب بالمؤتمر وبالقائمين عليه عرض الحائط، طالما أنّه ليس لقباً من جامعة الدول العربية، ولن يضيف شيئاً إلى فنان ملقّب بـ "نجم الجيل". ويطرح تصرّف تامر علامات استفهام كثيرة حول الجوائز، والمناصب والدروع التي يحصل عليها الفنانون من جهات يقال إنّها رسمية، وأحياناً عالمية. علامات استفهام تطال أيضاً فناني سفراء النوايا الحسنة الذين تعيّنهم "اليونسيف"، فهؤلاء لم نسمع بأي نشاط لهم، على رأسهم سفيرة الطفولة نانسي عجرم التي اكتفت بتسلّم اللقب والتقاط الصور. وحدها الفنانة هند صبري التي تحمل لقب سفيرة الأغذية لليونسيف، وتعمل بجهد واضح في هذا المجال، تستحقّ لقبها بحق.