تتمتّع مقدِّمة برنامج "حديث الياسمين" على القناة السعودية الأولى مها عبود باعشن بمواهب متعدّدة: هي تشكيلية وكاتبة وروائية وشاعرة، تعبِّر عن مجتمعها من خلال مواهبها وتُعد من الأصوات الشابة القويّة التي تركت بصمةً على الساحة الثقافيّة والأدبيّة. "أنا زهرة" التقت بالإعلامية السعودية، فكان معها هذا الحديث:
1. حدّثينا عن برنامجك الحالي "حديث الياسمين"؟
"حديث الياسمين" عبارة عن برنامج ثقافي إجتماعي يقارِب هموم مجتمعنا العربي وقضاياه وخصوصاً المجتمع السعودي
2. كيف تستلهمين أفكارك الأدبيّة والإعلاميّة عموماً؟
أستمدّ أفكاري من داخلي وممن أحتّك بهم يومياً في محيطي، كالناس والبلاد والظواهر والأحداث. بإختصار مدرسة الحياة هي مُلهمتي.
3. هل اختلفت نظرتك إلى الإعلام الآن عن بداياتك؟ وما هي رؤيتك الآن؟
طبعاً، إختلفت نظرتي كثيراً. تعلّمتُ أنّه ليس كل إعلامي يستحقّ هذه الصفة. هناك إعلامي كفؤ يمتلك خلفيةً ومخزوناً ثقافياً. وهناك إعلامي يردّد فقط ما يكتبه له فريق الإعداد. وهنا يكمن الفرق الجوهري بين إعلامي وآخر.
4. لقد قرأتُ كتاباتك ووجدتها ملتصقة بالمجتمع وبما تواجهه المرأة من تحدّيات. لكنّ الكتابات عن المرأة انتشرت كالفطر، فالجميع يشتكي ويكتب ويحلّل، حتى أنّ وجهات النظر اعتراها التشويش وصارت قضية تحرّر المرأة الوجبة الرئيسة الحاضرة بقوّة أينما كان. ما هي الرسالة التي تحاولين إيصالها من خلال كتاباتك؟
كتاباتي تلامس مختلف طبقات المجتمع وقضاياه. ليس لدي رسالة محدّدة لتحرير المرأة لأنّ الإسلام كرّم المرأة وساواها بالرجل في الحقوق والواجبات والثواب والعقاب. لكن المشكلة تكمن في بعض أفراد المجتمع الذين يظلمون المرأة بحجّة العادات والتقاليد والجهل. وهذا الأمر لا يقبله الله ولا رسوله. مَن يخاف الله حقاً، عليه أن يتذكّر أنّ الله ورسوله أوصيا بالرفق في معاملة المرأة. وقد خصّص سبحانه وتعالى سورةً كاملةً في القرآن الكريم (سورة النساء). وقال رسول الله "رفقاً بالقوارير" لشدة رقّة المرأة وحساسيّتها وحاجتها إلى الحنان والأمان الذي كلّف الله الرجل به في القوامة.
5. هل تنصحين المواهب السعودية الشابة بالخوض في القضايا الحسّاسة بغية تحقيق الإنتشار والتأثير؟
أنصحُ الجيل الإعلامي الشاب بمقاربة القضايا الحساسة لو كانت تلامس وجدانه حقاً، وليس من باب تحقيق الإنتشار والشهرة، لأنّ معالجة هذه القضايا بصدق، تمتلك تأثيراً أقوى وأكبر في الآخرين.
6. ألا تلاحظين أنّه يتم توظيف قضيّة المرأة للضغط على حكومات المنطقة؟
لا أبداً، قضية المرأة ليست ضاغطة على الحكومات. وهنا أخصّ حكومة بلادي المملكة العربية السعودية. والدليل أنّ خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وضع على قائمة أولوياته، دعم المرأة وارتقاءها وفتح فرص العمل أمامها، لأنّها نصف المجتمع وتؤثّر في نموّه الإقتصادي والإجتماعي.
7.ما هي تصوّراتك للمرأة السعودية في الفترة القادمة؟
لو أجادت المرأة السعوديّة استخدام الثقة التي منحها إيّاها خادم الحرمين والمجتمع، ستتبوأ أعلى المناصب وستُكرَّم عالميّاً إقليمياً ومحليّاً لأنّها طموحة ومثابرة وصادقة في عملها. لقد إجتازت الكثير في فترة وجيزة مقارنةً بنظيرتها في المجتمعات الأخرى.

8. كيف تجدين حضور المرأة السعودية إعلامياً؟ وبرأيك، ما هي معوّقات العمل الإعلامي التي تواجهها؟
لا معوقات معينة سوى بعض فئات المجتمع. والسبب في ذلك تربية كلّ أسرة ونمط تفكيرها. لكنّ المرأة السعودية تملك باعاً طويلاً في مهنة الإعلام، هل نسيت ماما دنيا بكر يونس؟

9. مَن يعجبك من الإعلاميّات الحاليات في المشهد؟
قليلة هي الأسماء وأتحفّظ عن ذكرها.
10. كيف تنظرين إلى مهنة الإعلام: هل هي خبرة أم دراسة أمّ أنّ مطلق شخص يتمتّع بالجرأة وبخلفية ثقافية متواضعة، يستطيع دخول هذا المضمار؟
الإعلام خبرة ودراسة، لكنّ الكاريزما والجرأة في مواجهة الكاميرا والتصرّف العفوي من دون تصنّع، هي أيضاً مفاتيح النجاح في هذه المهنة.
11. منذ فترة، أجرينا حواراً مع الإعلامية والناشطة الإجتماعية هيفاء خالد. وقد كشفت لنا عن حلمها بالترشّح لوزارة شؤون المرأة، فهل تصوّتين لها في حال الترشّح؟
أنا لا أعرف تفاصيل الحوار. لذا، لا أحبّ الحكم أو التصويت.
12. لمن تقرئين؟
أقرأ لكتّاب كُثر أمثال جبران خليل جبران، وطه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم وأغاتا كريستي.
13. ما هو سرّ أناقتك الدائمة في حجابك؟
البساطة.
14.هل تقيّمين أعمالك الأدبيّة؟
طبعاً، أقيّمها. لكنّني أسعد كثيراً حين يقيّمها غيري من ذوي الإختصاص. والحمد لله، لقد قيّم أعمالي دكاترة "جامعة عين شمس" في القاهرة وصارت دراسةً نقديةً تُدرَّس لطلبة كلية الألسن. وهذا أجمل ما وصلت اليه بفضل الله، لأنّ ذلك يُشعرني بأنّني تركت بصمتي في مجال الشعر والقصة. كذلك، إزددتُ فخراً وشرفاً حين علمتُ أنّ الملك عبدالله خادم الحرمين أُعجب بروايتي السياسيّة الإجتماعيّة "وضاء". أضف إلى ذلك الأشخاص المهمّين الذين كتبوا مقدّمة كتبي وهم: السيد الياس عون "نقيب الصحافة اللبنانية غير السياسية" والسيد محمد البعلبكي "نقيب الصحافة اللبنانية" والناقد الدكتور مدحت الجيار أستاذ النقد العربي في "جامعة حلوان القاهرة".
15. هل هناك طقوس معيّنة تعتمدينها للبدء بالكتابة أو الرسم؟
كلا. حين تأتي الفكرة وأكون مهيأة نفسيّاً، أكتب من دون تردد.
16. مَن هي مها باعشن بعيداً عن الإعلام؟
مها كأيّ إنسانة أخرى تملك طموحاً وحياةً، وتتألّم وتفرح أيضاً. تتمنّى الخير للجميع ولا تكره أحداً
17. كيف تقضين يومك؟
في الصباح، أحب سماع الموسيقى وشرب القهوة ثم الإستماع إلى نشرة الأخبار. وبعد الظهر، تكون حياتي عادية بأنشطتها الإجتماعية مع عائلتي. وفي أيام التصوير، أذهب صباحاً لأنّ توب كاميرا تكون غالباً في الساعة الحادية عشرة ظهراً
18. ما الذي ينبغي لنا كإعلاميّين الإضاءة عليه كي يراه العالم؟ ولماذا؟
الحقيقة. حتى نتعلّم التعامل معها بعقلانية وحكمة وذكاء، ونشعر بمعاناة العالم من حولنا وقبل ذلك بمعاناتنا.
19. هل قرّبك الـ "فايسبوك" من جمهورك؟
صحيح.
20. لقد شاركتِ في برامج مختلفة وأطلّيتِ على قنوات أخرى بصفة مشاركة، فهل هذا تطبيق لمبدأ "إن لم نتواجد، فلِمَن نترك الساحة"؟
لا. لا أحبّ التواجد للظهور بل لإضافة فكر راقٍ جديد. بالنسبة إلى إطلالاتي، كان معظمها بصفة ضيفة وظهرتُ على قنوات عدة كالسعودية والمصرية و"إم بي سي". باقي الإطلالات، كانت بصفة مقدِّمة لبرنامج "بنات حوا" على الفضائية اللبنانية، والآن "حديث الياسمين". أما المشاركة في التقديم، فكانت لمرتين فقط على قناة "المحور" بناء على طلب الزميل معتز الدمرداش في برنامجه "90 دقيقة".
21. بعضهم ينصح بالتنوّع في الطرح الإعلامي، فماذا ينقصنا؟
المصداقية والشفافية والتعمّق في قضايا مغمورة بدلاً من الإكتفاء بالسطح والقشور.
22. درستِ علم الإجتماع، فهل ساعدتكِ الدراسة الأكاديميّة في الإعلام؟ أم أنّ العمل والواقع مختلفان؟
هذه الدراسة ساعدتني كثيراً. لكن تبقى أمور تحتاج إلى سرعة بديهة وموهبة لا يمنحهما سوى الله سبحانه وتعالى.
23. أين ترين مها باعشن بعد خمس سنوات؟
في علم الله