الحضور الكثيف الذي ملأ "فيرجن" في وسط بيروت يوم السبت لدى توقيع جوليا بطرس سي. دي "جوليا لايف"، أكّد أنّ الفنّ الحقيقي لا يحتاج إلى الإعلانات و"الضجة" واللوحات التي تملأ الطرقات لدى صدور أيّ عمل جديد. بهدوء ورقّة، إرتدت الفنانة اللبنانيّة ثوبها الأسود الأنيق والبسيط، وجلست لتوقّع على "سي دي" أغنيات الحفلة التي أحيتها منذ سنتين في "كازينو لبنان". وضمّ العمل أيضاً "دي في دي" الحفلة وعشرين أغنيةً قدّمتها جوليا على المسرح، ثم خضعت لميكساج كي تبدو كأنّها سُجِلت في الأستديو. إضافة إلى أغنيات جوليا القديمة، حوى العمل ستّة أعمال جديدة منها "لبنان" و"على ما يبدو"، يحمل جميعها توقيع شقيقها زياد كملحن.
في تصريح لـ "أنا زهرة"، أعربت جوليا عن سعادتها بلقاء جمهورها بعد غياب أربع سنوات. وقالت: "بعد طول غياب، إستطعت أن أقدّم لجمهوري ما ينتظره منّي، وهو باقة من الأعمال التي ميّزتني خلال مسيرتي الفنية وعرفني الناس بها وأحبّوني من خلالها. إنّها أغنيات مكّنتني من التواصل معهم كل هذه السنوات، وأوجّه لهم الشكر، آملة بأن ينال العمل إعجابهم".
وعن سبب تأخّر صدور العمل كل هذا الوقت، أجابت: " ليس هناك من سببٍ جوهري، لكنّ عملية المونتاج والميكساج إستغرقت وقتاً". وأضافت ضاحكة: "مثل هالبلد، كل شي بيتأخر".
لا تفكر جوليا في تصوير فيديو كليب لأي أغنية من الأغنيات الستّ الجديدة التي ضمّها الـ "سي. دي"، لكن قد تصوّر كليباً لدى صدور ألبومها الجديد الذي تحضّر له حالياً.
أما عن سبب اختيار صورةٍ لها تحت المطر غلافاً لألبومها، أجابت بأنّ الأمر مجرد إخراج للصورة لا أكثر، وأضافت ممازحةً "مش عم تشتّي علي طول الوقت".

 

زياد بطرس "لايف"
زياد بطرس شقيق الفنانة الذي رافقها منذ بدايتها، كان حاضراً خلال توقيع العمل. وقد صرّح لـ "أنا زهرة ": "حين أقيمت الحفلة منذ سنتين، تم تصويرها وتسجيلها. وكان هدفنا إصدارها على "سي. دي". إستغرقت العمليّة وقتاً لأنّ تقنية الـ "لايف" تختلف عن تقنية الأستديو. إذ إنّ عمل الأستديو يقتصر على الصوت فقط، في حين أنّ الحفلة هي صوت وصورة. لكن كما تبين، لا شيء يدل على أنّ العمل قديم".
وأضاف "اعتمدنا تقنيّةً موسيقيةً عاليةً لا يشعر معها المستمع بإختلاف بين أعمال جوليا السابقة والحالية. وقريباً، سنصدر عملاً مسجّلاً في الأستديو، ولن يكون هناك اختلاف لناحية الصوت، فنحن نقدّم صوتاً، ولا نقدّم فيديو كليب أو صورةً. وهذا ما ظهر واضحاً حين أصدرنا أغنية "على ما يبدو" وسمعها الناس على الإذاعات، وتفاعلوا معها كأنها أغنيةٌ مسجّلة في الأستديو. وسألني كثيرون إن كانت الأغنية مسجّلة في الأستديو بسبب النظافة والطريقة التي تمّ بها عمليّة الميكساج".
زياد أكد أنّ سبب ندرة أعمال جوليا يعود إلى أنّها تبحث عن النوعية ولا تقدّم أي شيء لمجرد التواجد في السوق وإثبات الوجود، مضيفاً "نحن نثبت وجودنا بالعمل المتميّز الذي يحمل مستوى راقياً اعتادته جوليا، ولن نتراجع عن ذلك مهما كلّف الأمر". وتابع قائلاً: "كل شخص يقدّم موسيقى حقيقيةً، يحتاج إلى شركة تنتج أعماله. ولكن إن لم تتوافر هذه الشركة، فإنّ أعمال جوليا لا تقف لأنّنا ننتمي إلى الناس وإلى قضية. ولا أعني هنا قضيةً وطنيةً أو ثوريةً، بل قضية الإنسان كإنسان. لذلك، عندما ينتمي الفنان إلى قضية الإنسان، لا تقف في وجهه أي شركة إنتاج. نحن نقدّم أعمالنا من اللحم الحي ومن دمنا".

 

"ثوار الأرض": غالية يا جوليا
فوجئ الحضور بسعر الـ "سي. دي" (20 دولاراً) والـ "دي. في. دي " (30 دولاراً) المرتفع، فيما جوليا اشتهرت بغنائها للوطن وللأرض ولـ "ثوّارها" وللناس البسطاء الذين لن يتمكّنوا حتماً من شراء ألبوم مغنّيتهم المفضّلة. ولدى سؤالنا زياد بطرس عن الأمر، إستغرب هو نفسه بالسعر، وعلّق قائلاً: "ربما لأنّهما "سي دي" و"دي. في.دي""، مضيفاً "لا أتدخّل في هذا الموضوع. أنا أقدّم موسيقى وأتعامل مع جوليا فنيّاً، وهي أيضاً لا تعرف بالأسعار. على أي حال، سنلفت نظرها إلى هذا الأمر، لكن لا شك في أنّ هناك تبريراً من ناحية التسويق".
أما جوليا، فقد ردت على سؤال "أنا زهرة"، قائلة: "هذا العمل يستحقّ سعره. كما تعلمين، كثيرة هي سرقة الأعمال والقرصنة. ونحن تعبنا على العمل وتكلّفنا عليه، ويجب أن يتم تقديره معنوياً ومادياً".