يعتبر الشعر الغير موغوب فيه مشكلة كبيرة تعاني منها غالبية النساء في العالم العربي، وذلك لعدّة أسباب منها وراثية وأخرى هرمونية. وتنعكس تلك المشكلة بشكل سيء على حالة المرأة النفسية والاجتماعية، وقد تؤدي إلى الإحباط.
تنظر لينا إلى وجهها عابسة غير راضية عن شكلها الخارجي، معلنة حالة من الثورة على كل الطرق التي لجأت إليها للتخلص من الشعر الغير مرغوب فيه، والذي يسيطر على وجهها وذقها وبعض الأماكن في جسمها. ليست لينا التي تعاني وحدها من تلك الآفة بل يوجد مئات الآلاف من النساء العربيات اللواتي يشعرن بالخجل من تلك المشكلة الجديدة القديمة.
وفي هذا الإطار يعدّد الاختصاصي في الاضطراب الهرموني والعقم الدكتور سليمان جاري، والذي يملك مركزاً للتجميل ومعالجة مشاكل تقدّم العمر، أسباب ظهور الشعر الغير مرغوب فيه، ويقول "إن تلك الحالة ناتجة عن خطأ هرموني، وهذا الخطأ متعدّد الأوجه أو الأسباب، لكن هناك قاسماً مشتركاً بينهم، المشكلة قد تكون في الجلد أو الهرمون الذكوري. أو ربما الغدد الجنسية (المبيض أو ما شابه) أو الغدّة فوق الكلى، فقد تفرز هرمونات ذكرية بطريقة كبيرة أو خاطئة. وفي بعض الحالات قد تكون الكميات الذكورية معقولة وفي مستواها الطبيعي، ولكن خلايا وغدد الجلد قد تعاني من بعض الاضطرابات.
ليزر
يعتبر جاري أنه في حال وجود شعر زائد غير موغوب فيه في الجسم، يجب التفتيش عن السبب الهرموني، وقد يترافق الشعر الزائد مع ظهور بعض البثور على الوجه، وهي أيضاً نتيجة مشكلة هرمونية أخرى.
يبين جاري إلى أن العلاج بالليزر ليس قادراً وحده على معالجة الشعر الزائد، لأنه في هذه الحالة يقضي على النتيجة فحسب، لكن لا يُعالج السبب المؤدّي لظهور الشعر بطريقة كثيفة. وإذا تمّ العلاج بالليزر فقط، سوف يختفي الشعر لفترة وجيزة، لكنه يعود للظهور وبشكل كثيف بعد وقت قصير.
ويركّز جاري على معالجة السبب وإصلاح الهرمون بطريقة طبّية دقيقة ومتقنة. ويشير إلى أنه في مركزه الطبي يقدّم علاجاً مزدوجاً لمشكلة الشعر، ويلجأ إلى الليزر مع العلاج الطبي للهرمونات وتكون النتيجة مضمونة في هذه الحالة، وقد تصل إلى التخلص من نحو 90% من الشعر الزائد، وقد يعود نحو 10 من الشعر إلى الظهور مجدداً بعد فترة العلاج وهذه نسبة جيّدة وتعطي نتيجة مقبولة للمرأة وبالتالي تساعد في راحة نفسيتها وتزيد من جمالها. ويعتبر الدكتور أن تلك التوأمة في العلاج بمثابة "مطبخ" علاجي فعّال، أثبت فعاليّته مع الوقت ويلجأ إليه الطبيب الاختصاصي فحسب. يلفت جاري إلى أنه يوجد عدّة أنواع من الليزر للتخلص من الشعر منها الليزر IPL والليزر العادي أما آخر تقنيات الليزر فهي radio frequence ، وكل آلة لها مبدأ علاجي ونتائج معينة وتستعمل في حالات متنوّعة.
نتائج
يوضح جاري أنه في حال المزاوجة بين العلاج والليزر لا تأتي النتائج مباشرة من أول جلسة، بل تحتاج إلى عدد لا بأس به من الجلسات وتتم على مراحل معيّنة، وذلك حسب نوع بصيلة الشعر ودورتها وحالة المرأة الهرمونية وطريقة العلاج.
ويشدّد جاري على عدم اللجوء إلى مراكز التجميل التي تسوّق لليزر فحسب، لأنها غير فعّالة وتسلب الأموال فحسب، ولا تعطي نتيجة دائمة ومرضية للمرأة، بل أحياناً قد تعقّد المشكلة. يلفت جاري إلى أن الدول الاوروبية والغربية لا تعاني من تلك المشكلة بينما في منطقة الشرق الأوسط والدول الخليجية تتزايد مشكلة الشعر الزائد بشكل كثيف، وذلك لأسباب عدّة، بسبب العنصر الوراثي وأسباب مكتسبة بطريقة خاطئة تزيد حالياً في بعض البلدان العربية، إضافة إلى احتواء المجتمع على ملوّثات بيئية تساعد على ظهور الشعر، فضلاً عن الملوّثات الغذائية المضرّة التي تؤدي إلى تهييج بصيلة الشعر.
ولعلّ أهمّ الاسباب هي التوتر والضغط النفسي والاجتماعي الذي يسيطر على المجتمع العربي ويساعد على ظهور تلك المشكلة بطريقة كثيفة وملفتة للنظر. يختم جاري بنصيحة يقدّمها للمرأة أينما كانت وهي معالجة المشاكل النسائية منذ الصغر فكلما كان العلاج باكراً كلما كانت النتيجة مضمونة وسهلة.