هو كل ما تحلم به الفتاة منذ صغرها، وتنتظر ارتداءه بفارغ الصبر. عند اختيار فستان الزفاف، تقع المرأة في حيرةٍ من أمرها لتوفره بعدّة قصّات. كان الأبيض هو الحاضر الوحيد فيه، أما اليوم فيتوفر بعدّة ألوان كالزهري والبيج والبنفسجي، فهل يعني ذلك أن الأبيض اختفى وأزيح عن "عرشه" وأصبح من الماضي؟
عُرف مصمم الأزياء اللبناني طوني يعقوب بفساتين زفافه الفريدة من نوعها إن كان من ناحية القصّات أو الأشكال، وأدخل في تصاميمه ألواناً جريئة تفتش عنها المرأة العصرية المتابعة للموضة. يعرّف يعقوب فستان الزفاف أنه ثوب الحلم، ويعتبر أن عروسه هي إمرأة عادية ولكنها جريئة وراقية في الوقت نفسه. يلفت المصمم الشاب إلى أن فستان الزفاف عُرف سابقاً بلونه الأبيض النقيّ والناصع، لأنه نابعٌ من تقاليد المجتمعات الشرقية وتراثها وهو يدلّ على الطهارة والبراءة والحشمة. يوضح أنه صمّم فساتين الزفاف بألوان متنوّعة، لترضي غالبية الأذواق التي تبحث عن التجدّد وهنا يعتبر أن ذوق المرأة عاملٌ مهم في اختيار لون ثوبها.


شجاعة
بدأ يعقوب مشواره بشجاعة وعُرف باستعمال ألوانٍ قوية لفساتين الفرح كالبنفسجي والذهبي، وفي مجموعته السابقة حضر اللون الكحلي، وفي مجموعته الجديدة التي يتحضّر لها ويعرضها في بيروت بعد أيامٍ قليلة، لجأ إلى لون البلاتين مع الكريستال الملوّن وألوان أخرى لم تستعمل في السابق. يوضح يعقوب أنه يلجأ إلى الألوان الجريئة لأنه يفضّل أن يكون فستان الزفاف مفاجأة أشبه بـ"صدمة" للمشاهدين، وفي السابق كان يفكّر بتصميم فستان فرح لونه بنيّ مشابه للون الأرض والتراب، ولكنه عدل على الفكرة، لأن الرمادي كان رائجاً في ذلك الوقت.

_____________________________________________________________________________

المزيد على أنا زهرة لتحصلين على أجمل فساتين الزفاف : 

_____________________________________________________________________________


تغيير
يعتبر يعقوب الذي ذاع صيطه بتعامله الدائم مع الفنانة اللبنانية نجوى كرم، أن تغيير لون فستان الفرح جاء بسبب التطوّر الحاصل في كل المجتمعات، ولأن ملوك أوروبا في إسبانيا ولندن لا يرتدون فساتين زفاف بيضاء، بل يلجأون إلى الألوان الغامقة، فالفستان الأخير يزيد جمال العروس ورونقها، لأن الأبيض معروف أنه يمتص الأضواء ويظهر باهتاً في الصور والفيديو.


صامد
يعتبر مصمم الازياء اللبناني توفيق حطب أن فستان الزفاف يجب أن يكون مبهراً وهذا يعتمد على تكاليف العرس وتحضيراته، ويلفت إلى أنه يخصّص سنوياً مجموعات معينة لفساتين الزفاف التي يتوجّه فيها إلى المرأة العربية. ويشير المصمم الشاب إلى أن الفستان الأبيض صامد ولن يختفي ويحلّ مكانه ألوان أخرى، وهذا يعود إلى ذوق الفتاة التي تبحث عما يلائمها دائماً. ويلفت حطب إلى أن تغيير لون الثوب هو نابع من ملل المصمم الذي يفكّر بالتجديد والظهور بشكل مختلف عن الباقين.


ألوان
برأي حطب أن تغيير لون فستان الزفاف يعتبر موضة وجدت على الساحة، لكنها لم تنجح كثيراً، بل بقيت لوقتٍ قصير ومن ثم عاد المصممون إلى اللون الأبيض، لأنه راسخ في ذاكرتنا ولا يمكن لأيّ تغييرات أن تمحيه، وإذا أحبّت الفتاة التغيير يمكنها فقط الانتقال إلى لون الـ"أوف وايت" أو الأبيض الكريمي، وينصحها بالابتعاد عن الألوان الغامقة. يفضّل المصمم الشاب أن ترتدي العروس فستاناً أبيض، لأنه يعطيها طلّة ويظهرها مختلفة عن الحضور، ورغم ذلك قد قدّم عدّة فساتين خلال عروض في مدينة روما دمج فيها الأبيض والبنفسجي وقد لقي إعجاب الحضور، لأن المرأة هناك يختلف ذوقها عن المرأة الشرقية ولا يمكن أن نقيم مقارنة بينهما. يشير المصمم إلى أن المرأة الخليجية تبحث عن الجديد دائماً، وهي تتميّز باتباعها الموضة بكل خطواتها، ففي فستان الزفاف تبحث عن الثوب الملفت للنظر الذي يكون أشبه بصرعة لكنها أنيقة، وقد سبق أن نفذ فستان لونه "نبيذي" غامق لعروس خليجية، ويلفت إلى أنها تتمتع بجرأة كبيرة تميّزها عن باقي النساء الكلاسيكيات.


جديد
قدّم حطب مجموعته الأخيرة في بيروت قبل فترةٍ وجيزةٍ بحضورٍ إعلامي وفني مميّز، وكلّل الحفل بفستان زفاف أبيض في آخر العرض اعتبر بمثابة خاتمة مسك، ولكنه يحضّر حالياً لمجموعة أعراس جديدة سوف تشكّل مفاجأة كبيرة، لاعتماده على ألوان وقصّات جديدة متداخلة بعضها ببعض، وموجّهة لعروسٍ تبحث عن الأفضل بعد أن ملّت التصاميم المتكرّرة والمنسوخة. ويشير حطب إلى أن فستان الزفاف الذي يصمّمه يشبه أفكاره بالدرجة الأولى وفيه لمسته الناعمة والجديدة والبعيدة عن الابتذال. ويختم حطب بالقول أنه ينصح العروس دائماً بالأفضل، لكنه يحترم ذوقها إذا ما اقتنعت برأيه ويترك لها حرية الاختيار.

للمزيد: