لم تعد المجلاّت والمواقع الإلكترونية في الوقت الحالي مصدر أخبار الفنانين والمشاهير. ولم يعد الأمر يقتصر على الوسائل الإعلامية المتخصّصة في نشر الأخبار الفنّية والتواصل مع الفنانين. ها هو "فايسبوك" يتحوّل ساحةً لتداول أخبار الفن والمشاهير. وأصبح في إمكان المعجبين التواصل مباشرةً مع فنّانهم المفضّل عبر صفحته الخاصة على الموقع الإجتماعي المعروف الذي يسمح للجميع بدخوله مجاناً والإطلاع مباشرةً على كل جديد. لم يعد الفنان بعيداً عن هذه "الساحة الإلكترونية" التي تتيح له معرفة رأي الجمهور به وبأعماله، بل يمكن أن يشاركه الرأي.
هكذا، يستطيع الفنان التواصل مع جمهوره بشكل مباشر من دون حاجة إلى صحافي، وصار معظم الفنانين يفضّلون نقل أخبارهم عبر صفحتهم الخاصة أو عبر المجموعة الخاصة بهم، وأصبح معجبو الفنان مصدرَ الخبر أكثر من الصحافيين أنفسهم. هناك "غروب" خاص بكل فنان على "فايسبوك" يهتم بكل شيء. أحياناً، صارت هذه المجموعات تسبق الصحافيين لجهة معرفة أخبار الفنان وأنشطته، ونشر صورٍ حصريةٍ ومقابلات عدّة. بل إنّ بعض المعجبين والمشرفين على صفحات الفنانين، يتّهمون بعض الصحافيين بسرقة أفكارهم ومواضعيهم ونشرها بأسمائهم، كما يندلع تنافس بين مجموعات الفنّانين والمعجبين. ويُعتبر عمرو دياب ونانسي عجرم أكثر الفنانين الذين يملكون جمهوراً على صفحات "فايسبوك". إذ يبلغ عدد المعجبين على صفحة نانسي عجرم حوالي 478,816.

 

أكبر تجمّع ساهري على النت

تعتبر صفحة كاظم الساهر الأكثر شهرةً على الإنترنت. إذ يصل عدد الزوّار إلى 120,760 معجباً في مجموعة أطلقت على نفسها إسم "أكبر تجمع ساهري على النت". هذه المجموعة التي تأسّست منذ سنتين، تتابع مختلف أخبار "القيصر" وتُجري إستفتاءات ونقاشاً لأعمال الساهر. وكما صرّح بلال البقلي المشرف على الصفحة، فإنّ الأخبار المنشورة، تتخذ مصدراً لها، مدير أعمال الساهر، منذر كريم وعدداً من الصحافيّين الأصدقاء. كما يتوافر عددٌ من الصفحات و"الغروبات" الساهرية، لكنّها ليست رسميّةً باستثناء صفحة واحدة يشرف عليها مدير مكتب بيروت حسن عبد الله. وتملك هذه الصفحة حساباً أيضاً على موقعي "تويتر" و"ريفيبر نايشن" المختص في الموسيقى وصفحةً أخرى على "يوتيوب".
من جهة أخرى، يعتبر المسؤول عن صفحة كاظم الرسميّة أحمد الشامي بأنّها الصفحة الرسمية الوحيدة لكاظم الساهر، أُنشئت قبل سنتين، وهي من أولى الصفحات على "فايسبوك" . يقول: "أنشأتها في ذاك الوقت، لأنّي لم أجد أي صفحة خاصة بالقيصر سوى صفحات غير ناشطة. وظهرت في التوقيت نفسه، صفحةٌ أخرى أسّسها المعجبون وبلغ عدد أعضائها 39,932 حتى الآن. أما عدد الأعضاء لدينا، فيصل إلى 22 ألفاً. في هذه الصفحة، ننشر أخبار "القيصر" ومواعيد حفلاته المقبلة ومكان إقامتها، وصوراً حصريةً من الفيديو كليبات والحفلات وأحياناً مقالاتٍ نقديةً عن أعماله. كذلك، نقوم بإنزال حفلاته التي تعرض على التلفزيون ويستفيد من ذلك المغتربون الذين شكرونا مراراً على ذلك. وتضمّ الصفحة عدداً لا بأس به من الصحافيّين، إضافةً إلى أولاد الساهر وعدد من فرقته الموسيقية ومدير أعماله. أما الأخبار، فتصلني بشكل مباشر من مكتب الساهر الإعلامي. بل إنّ السيد حسن عبد الله نفسه يقوم بالنشر أحياناً، فهو مدير أعمال الساهر والمشرف على الصفحة معي.

 

نوال الزغبي الأكثر شعبيةً
تُعتبر نوال الزغبي من أكثر الفنانات اللواتي يتمتّعن بعدد كبير المعجبين، إذ يصل عددهم إلى 112,946 معجباً حتى الآن. على صفحتها الخاصّة، تردّ الفنّانة اللبنانية بنفسها على المعجبين وتضع صورها وأخبارها أولاً بأول، إضافةً إلى صور أولادها. ويُعتبر نادي معجبيها من أكثر النوادي نشاطاً وحرصاً على متابعة أخبار نجمتهم، وكتابة تعليقاتهم على كل خبر يتناولها ونقل أخبارها إلى الصحافة. أضف إلى ذلك توافر عدد كبير من المجموعات التي تهتم بأخبارها.

 

"شمس الغنية" ساطعة
من الصفحات التي تحظى بعدد معجبين كثر أيضاً صفحة نجوى كرم الذي يُشرف عليها جورج باركو مع عدد من المعجبين. باركو صرّح لـ "أنا زهرة": "سيصل عدد المعجبين في الصفحة الرسمية إلى37 ألفاً. وهذه الصفحة تهتم بجميع أخبار نجوى. نعود في بعض الأمور إلى مكتب الفنانة، كما نُجري استطلاعات لكلّ المواقع الإلكترونيّة والصحف التي تهتم بأخبار نجوى وننشرها سواءً كانت إيجابيةً أم سلبيّةً، ونطرحها على الصفحة الرسمية والغروب.
كما يتواجد دائماً معجبو نجوى في كلّ حفلاتها وفي البرامج التي تصوّرها. بل إنّ الغروب يسبق أحياناً الصحافة في نشر الخبر والصور. وحين نُمنع من التصوير، نلجأ إلى الصحافة التي تمدّنا بالصور. كما يضمّ الغروب أكبر مجموعة صور لنجوى كرم، حتى أنّ بعض هذه الصور لا يملكها مكتب نجوى نفسه.

 

"عصابة" شذى حسون
تعتبر صفحة شذى حسّون من أنشط الصفحات على "فايسبوك" وأكثرها تفاعلاً مع الصحافة وخصوصاً الإلكترونية. ما أن يُنشر خبر عن الفنانة العراقيّة الشابة في المواقع، حتى ينهال المعجبون بالتعليقات "المؤيدة" لنجمتهم. وقد أطلق عليهم أحد الصحافيين الكبار لقب "عصابة شذى حسون". تقول المسؤولة عن الصفحة مي الراوي: "تأسس موقع شذى حسون الرسمي في نهاية العام 2006 وبداية 2007 خلال مشاركة شذى في برنامج "ستاراك". وكان الموقع الداعم الرئيس لها طوال مشاركتها في البرنامج وأثناء حصولها على اللقب. ويبلغ عدد أعضاء الموقع حتى الآن 61.450 ألف عضو. أمّا نسبة الزوار، فتراوح يوميّاً بين 4000 و 5000 زائر. أما لحظة نزول أي عمل جديد لشذى، فيبلغ عدد الزوار أضعافاً مضاعفةً. وأكبر عدد زوار تسجّل في الموقع حتى الآن بلغ 35 ألف زائر".
وعما إذا كانت شذى تتواصل معهم، صرّحت نور: "لا يمر يوم واحد من دون أن تطلّ شذى على الـ"سايت". يعتبر الموقع من أبرز إهتمامات شذى، تتواصل يومياً على الصفحة باسمها "ذات اللون الأحمر" والـ "نيك نيم" (شذاوي) وتتابع كل المواضيع التي يوقّعها الأعضاء وتتواصل معهم داخل الموقع وخارجه. أما عن أخبار شذى، فتصل إلى الموقع الرسمي قبل الصحافة والإعلام، والدليل أنّ الخبر الحصري يٌنشر على الموقع ثم نشاهده منقولاً في صيغة الموقع نفسها الى الصحافة العربية والمواقع بشكل عام. كذلك، تحرص نجمتنا على نشر أخبارها الحصرية بنفسها على الموقع. وهذا الأمر حدث مراراً، وتبغي شذى من خلاله التواصل مع الأعضاء وإسعادهم".
أما عن لقب "عصابة شذى حسون"، فتعلّق نور: "موقع شذى الرسمي صنع سمعته العربية والحمد لله. هو الداعم الرئيس والأساسي لشذى في مسيرتها الفنّية. أما تسميته بـ "العصابة"، فهذا لقبٌ مجازي، يُعتبر فخراً ووساماً لنا كجمهور وأعضاء أوفياء لشذى. كذلك، سمّتنا شذى بـ "الجيش المدافع وراءها" وأتصوّر أنّه أُطلق علينا هذا اللقب لأنّنا نقف دوماً يداً واحدةً أمام مَن يتجرأ على المسّ بشذى أو إيذائها. وكما تلاحظون، يتحوّل الموقع ماكينةَ دعمٍ هائلةً وأقلاماً مدافعةً عنها في الصحف والمجلات والفضائيات العربية والمواقع. وهذا أكيد فخر لشذى ولنا أيضاً.

 

تامر حسني الأكثر كراهيةً

وإذا كان "فايسبوك" يشكّل فرصةً لنشر أخبار الفنان أو طرح قضايا للنقاش، إلا أنّ بعضهم يتّخذ منه أحياناً ساحةً مضادةً للفنان أو النجم. إذ تكثر أيضاً المجموعات التي تحثّ على كراهية الفنان أو التشهير به كما حصل مع تامر حسني الذي تكثر الغروبات المعادية له. حتى أنّ "نجم الجيل" يُعتبر أكثر فنان يحظى بمجموعات كارهة له. إذ يتوافر عددٌ لا يحصى من المجموعات التي تنتقده وتهاجمه مثل مجموعة "كارهو نجم الجرجير وخروف العيد الكبير تامر حسني"، و"تامر حسني نجم الجيل حالاً يضيع الجيل"، و"أد إيه بتكره تامر حسني" و"إتحاد كارهي تامر حسني".
بين مجموعات العشّاق والكارهين والصفحات الخاصة، يبقى "فاسيبوك" ساحةً للتعبير عن الرأي والتواصل مع الفنّانين من دون ضوابط أو رقابة. إذ نجد في بعض الصفحات، استخداماً كثيفاً للعبارات النابية والشتائم القبيحة ضد الفنّانين. أضف إلى ذلك توافر صفحات تختص في نشر فضائح الفنانين، وصورهم في أوضاع غير لائقة، ما يؤدّي أحياناً إلى حجب بعض الصفحات أو إغلاقها.