لا يزال جمهور كاظم الساهر يبدي إستياءه الشديد من تعاون فنّانه مع الملحّن فايز السعيد في أغنية "حبيبتي مرت" من كلمات الشاعر فزاع. هكذا، تحوّلت منتديات "القيصر" إلى حلبة نقاش بين معارض لهذا العمل بشدّة قبل سماع الأغنية، فيما فضّل بعضهم الآخر الإنتظار حتى سماعه للحكم عليه.


جمهور الساهر على الإنترنت إعتبر أنّ تعاون الفنّان العراقي مع فايز السعيد هو "نتاج المجاملة". وأوضح مناصرو هذا الرأي وجهة نظرهم في بيان جديد وخاصّ لـ "أنا زهرة"، إذ إعتبروا أنّ تاريخ فايز السعيد وألحانه لا تصل إلى مستوى كاظم الساهر المعروف بألحانه الكلاسيكيّة وقصائده المركّبة، مضيفين أنّ لا أحد يفهم صوت الساهر سوى الساهر نفسه. وجاء هذا الرأي على إثر فشل "الدويتو" الذي جمع محمد عبده وأصالة نصري "تفرقنا السنين" وحمل توقيع فايز السعيد، إذ إعتبروا بأنّه رغم امكاناتهما الصوتية وجماهيريتهما، إلا أنّ اللحن جاء دون مستوى هذين العملاقين.


ورغم أنّ فايز السعيد من الملحّنين المعروفين خليجيّاً، إلا أنّ جمهور كاظم تساءل عن أعمال السعيد الذي لا يعرفون له أي أغنية. واعتبر هؤلاء بأنّ فايز أصدر أغنيتين متشابهتين في اللحن، وهما "روح ورح "لأصالة نصري و"جيتك على الموعد" لفايز السعيد نفسه. هذه الأسباب ـ برأي جمهور الساهر ـ كافية لإعتراضه على فايز السعيد.
من جهة أخرى، أبدى عشّاق الساهر إعتراضهم أيضاً على الشاعر فزاع، خصوصاً بعد إنتشار كلمات الأغنية على الإنترنت. إذ إعتبروها خاليةً من الشعر دون مستوى الساهر بل رأى بعضهم أنّ كلماتها تقال في "مجالس الناس" كحديث عادي. وهذا ما يتناقض مع إختيارات "القيصر" لكلمات أغانيه التي يطغى عليها دوماً الحسّ الشعري سواءً في القصائد الفصحى أو اللهجة البيضاء. واعتبروا بأنّ هذا التعاون "كارثةٌ" في الفنّ الساهري.


هكذا، أعلن بعضهم التوقف عن الإستماع للساهر بعدما تجاهل رأي جمهوره ومستوى ثقافته، خصوصاً أنّه لا يمكن مقارنة هذا العمل برائعة "أنا وليلى"، و"مدرسة الحب" و"لا يا صديقي" وغيرها من الأعمال التي تُعتبر من روائع الساهر. وقد برّر الجمهور هذا السخط بحبّه الشديد لمطربه وليس من باب فرض الرأي والتسلّط.


جمهور الساهر الذي رأى أنّ هذا التعاون هو مجاملة زائدة من كاظم الساهر، ذكّر فنّانه بتصريحاته السابقة حين قال "لا يمكن أن أجامل في فني" أو حين صرّح "لأجلكم أغني". وتساءل محبّو "القيصر" إن كانت هذه التصريحات التي أتت على لسانه، كلاماً في الهواء ونوعاً من المجاملة لجمهوره الذي تربّى على الفنّ الأصيل والموسيقى الراقية.
وليست هذه المرّة الأولى التي يبدي جمهور كاظم إستياءه الشديد من بعض تصرّفات المطرب العراقي. إذ سبق أن إعترض قسم كبير منهم على مشاركته في "ستار اكاديمي7" وأثارت هذه المشاركة في أولى سهرات البرنامج، زوبعةً كبيرةً واعتُبرت "انتكاسةً" لمشوار الساهر الرزين في أعماله وكليباته.


ورغم تأكيد "أنا زهرة" لجمهور الساهر على أنّ "ستار أكاديمي" من الأكثر البرامج شعبيةً في العالم العربي، كان ردّه بأنّ البرنامج لا يعتمد على الموهبة بل على التصويت، ويقدّم ما يتنافى مع القيم وعادات العائلات العربية.
وكان كاظم شارك منذ أقل من عام في برنامج "ليالي السمر" حيث تعرّض أيضاً لانتقاد حاد. إذ إنّ الحلقة بدت باهتةً وظهر كاظم كأنّه ضيف شرف ولم يتفوه بشيء على حد تعبيرهم. فقد كان الجزء الأكبر من الحوار موجّهاً إلى غادة رجب التي كانت معه في الحلقة، إضافة إلى أنّ الفرقة الموسيقة التي رافقته لم تكن تجيد عزف أغانيه.


وعلى عكس الإنتقادات التي لقيها من جمهوره بسبب تعاونه مع فايز السعيد وظهوره في "ستار أكاديمي" و"ليالي السمر"، حظيت أغنية الساهر "بيت الحبايب" الوطنية بقسط وافر من الإعجاب والنجاح لدى جمهوره، ليس فقط على مستوى العراق بل في مختلف أنحاء العالم العربي.


جمهور الساهر إختار "أنا زهرة" لإيصال صوته لفنّانه المحبوب. إذ أوضح محبّو المطرب أنّهم لا يعترضوا لمجرد الإعتراض، بل من أجل مصلحة الساهر وفنّه ويؤيدوا العمل الناجح ولا يقبلوا بأيّ عمل دون مستوى الساهر.
ومن خلال "أنا زهرة"، طالب الجمهور الساهري فنّانه بالأخذ في الإعتبار ذوق جمهوره ولا يضرب به عرض الحائط. وذكّره بالإلتفات إلى جمهوره أكثر كما حدث في ألبوم "الرسم بالكلمات" الذي لقي إعجاب الجميع لما حواه من أغنيات وقصائد تناسب أذواق الساهريين.