يقال "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع". لو كل النساء لديهن نفس الذوق لفسدت البضائع ولأصبحت الحياة باهتة، كل واحدةٍ منا لها ذوقها وأسلوبها الخاص الذي يميزها عن الأخرى، فقد نجد أختين تربتا في نفس المنزل لكن كل واحدةِ منهما لديها أسلوب مختلف عن الأخرى في اللبس. وبغض النظر عما هو دارج بعض الفتيات يتأثرن بأسلوبٍ معين في ملبسهم كالـ Boho أو الولادي أو البناتي أو الـ Funky أو الكلاسيكي أو بفترةٍ زمنيةٍ معينة مثل السبعينات أو الثمانيات. وهكذا فخياراتنا في اللبس هي امتداد لهويتنا. لكن ما هي العوامل التي قد تؤثر على أذواقنا وقراراتنا في الشراء؟
وبسؤال مجموعةٍ من الفتيات فقد أجمعت أغلبيتهن بأن أكثر العوامل المؤثرة على اختيار ما سيلبسنه هو المزاج، فإن كنّ في نفسيةٍ جيدة ومبتهجة هذا اليوم فاختيارهن سيكون مختلفاً عن الأيام التي قد يكون المزاج فيها عكراً، تقول خلود: "إن اختياري لما سألبسه هو تماماً كاختيار ما سآكله. فيوماً ما قد أشتهي الأكل الصيني ويوماً آخر أريد الأكل الإيطالي، مزاجك ونفسيتك يؤثران على ما سوف تلبسينه والعكس صحيح. فكل واحدةٍ منا لديها قطعة أو قطعتان تشعرانها بالسعادة والرضى عند ارتدائهما إن كانت في نفسيةٍ سيئة، بينما عند لبسك لشيءٍ لا ترتاحين له أو أحسست بتضاؤل ثقتك بنفسك عند لبسه فقد يؤثر ذلك سلبياً على نفسيتك."


تقول خبيرة الأزياء ستيفاني بيون: "يؤثر مزاجنا تأثيراً كبير على الألوان التي نختارها في اللبس. مثلا إذا اخترت في ذلك اليوم اللون الأحمر فهذا يعني أنك سراً تحتاجين إلى الطاقة أما إذا كنت في مزاجٍ صافٍ وتحسين بأنوثتك فإنك ستختارين اللون الزهري. اختيارك للون البرتقالي يدل على أنك بحاجةٍ إلى الإحساس بالثقة والقناعة الداخلية. لبس اللون البنفسجي سيجلب لك احترام الآخرين فهو مثالي لاجتمعات العمل وبالرغم من أن كثير من النساء يفضلن اللون الأسود لكن اختيار هذا اللون قد يعني أنك تفتقرين لقليلٍ من الثقة بالنفس وأنك تريدين القليل من الإبداع. جربي هذه الطريقة يوماً ما إن كنت في نفسيةٍ غير جيدة وحاولي لبس ألوانٍ مبهجة وناصعة مثل الوردي والأصفر والأبيض وستلاحظين تغيراً داخلياً مفاجئاً على نفسيتك، إذ يعتبر العلاج بالألوان علماً قائماً بذاته كما يستخدم لعلاج كثير من الأمراض."
في دراسةٍ لبحث تأثير ما نلبسه مع التفاعلات الاجتماعية وجد أنه هناك علاقة قوية بين مظهرنا الخارجي وتقبل الناس لنا، فإذا أردت خدمةً أفضل في مكانٍ ما مثل البنك يجب أن تعيري مظهرك الخارجي اهتماماً أكثر، وأيضا قد تزداد فرصتك للحصول على وظيفةٍ ما إذا كان مظهرك لائقاً ومرتباً، فقراراتنا هنا تتأثر بمفهوم قبول الناس لنا في أماكن مختلفة بالمظهر لمناسب.
يجد الباحثون أن من أهم العوامل المؤثرة على اختياراتنا هي مظهر وأسلوب المشاهير في اللبس فتقليد المشاهير وخاصةً في المسلسلات مثل سيكس آند ذا سيتي Sex and the City)) وغوسيب غيرل (Gossip Girl) أصبحت ظاهرةً منتشرة. فالكثير من السيدات تردن مثل أحذية كاري برادشو و ترغبن بإطلالة بلير ووردوف. وأصبحت الكثير من مواقع الإنترنت تقدم نصائح لتقليد طريقة لبسهن ومن أين يمكن أن نجد ملابسهن، كما أن المصممين يتهافتون على هذه المسلسلات والنجمات لإلباسهن ملابسهم فهي دعايةٍ قويةٍ لهم.


هناك عوامل أخرى كثيرة كتأثير العادات والتقاليد في ما يلبسه الناس مثل لبس الساري في الهند والثوب في السودان والعباءة في دول الخليج. كثير من الناس ما زالوا يتمسكون بعاداتهم القديمة. كما أن لتقسيمات الجسم تأثيراً كبيراً، كالرغبة في تغطية جزءٍ معين من أجزاء الجسم كلبس الطويل إذا كانت الساقين عريضتين أو لبس الفضفاض إذا كان الجسم ممتلئاً، والبعض قد يلبس بطريقةٍ معينة للحصول على مظهرٍ شبابي وحيوي، أما البعض الآخر فقد لا يهتم للشكل أو المظهر وتكون لديهم الراحة هي الدافع الأهم لاختيار الملابس.
أخيراً قد تتعدد الأسباب لكن لكي تكوني مرتاحةً أكثر بما تلبسينه يجب أن يعكس شكلك شخصيتك وأسلوبك أنت وليس ما يريد الناس أن تكوني. ابحثي عن هويتك وأسلوبك الخاص فيك ولا تحاولي تقليد أحد وثقي بذوقك وتأكدي أن تغييراً بسيطاً فيما تلبسينه قد ينعكس عليك وعلى مزاجك بشكلٍ إيجابي.

للمزيد: