يعتبر التاتو من الطرق التجميلية الشائعة لدى النساء على إختلاف أذواقهن. وتفضّل المرأة العاملة تنفيذ التاتو، لأنه يوفّر عليها الوقت وتبدو جميلة في كل إطلالتها.


لا يعرف التاتو عمراً معيناً، بل تلجأ إليه غالبية النساء ويعتبر حلاً لبعض المشاكل التي تواجهها، فمتى يصبح التاتو ضرورة تجميلية يُنصح المرأة باللجوء إليها؟ تعتبر خبيرة التجميل جاين نصّار أن نحو 90% من النساء في لبنان يلجأن إلى التاتو، ولا تقلّ تلك النسبة في الخليج، لأن التاتو يجمّل المرأة العربية التي عرفت منذ القدم بجمال حاجبيها، ويغيّر في شكل وجهها بطريقة ملفتة ويصغّر عمرها ويجذب الناظر إليها. تلفت نصّار إلى أن التاتو سابقاً كان على شكل حنّة يبقى لأيام فحسب، وهو اليوم يدوم نحو سنتين فحسب، ويختلف عن الوشم الذي يبقى مدى الحياة وهو محرّم في الدين الاسلامي. وتلفت إلى أنه في صالون التجميل الذي تديره، تستعمل ألوان تاتو مصنوعة من أعشاب طبيعية فيبقى (التاتو) لفترة قليلة ومن ثم يزول.


تشجّع نصّار النساء بتنفيذ التاتو، لأنه يخلصّهن من مشاكل عدّة، وتشدّد أن تلجأ المرأة إلى خبيرة تجميل تعنى بالتاتو جيداً، لكي تحصل على عمل تجميلي ناجح. أما الحالات الضرورية التي يجب على المرأة أن تستعين بالتاتو فهي: المرأة التي عولجت من بعض أنواع مرض السرطان وفقدت حاجبيها، في هذه الحالة يعيد التاتو الحواجب للسيدة بطريقة سهلة ومن دون أوجاع، فترتاح نفسيتها عند النظر إلى شكلها في المرآة، وكذلك السيدة ذات الحواجب الخفيفة أو التي يكون شكل حاجبيها قبيحاً، كأن يكونان متصلين بالجفن، في تلك الحالتين يمكن "ولادة" حاجبين جديدين. تلفت نصّار إلى أن التاتو هو حاجة تجميلية ضرورية وكان متوفراً في السابق بعدّة طرق، ويريح نفسية المرأة التي تبحث عن الجمال في كل مكان. وتشير إلى أنه لا يوجد سيئات للتاتو، إلا إذا نفّذ بطريقة غير مدروسة فإنه يتحوّل إلى "كارثة" للمرأة وبدل أن يعالج لها مشكلتها يسبّب لها ورطة أخرى، لأنه يدوم لفترة طويلة ولا يمكن تغييره بسهولة. تنصح خبيرة التجميل الشابة المرأة أن تختار لون التاتو حسب لون شعرها، وألا تغيّره كل فترة، لكي يبقى متجانساً مع لون التاتو. وتشدّد على أن تنتبه المرأة لحقنة التاتو التي تستعملها خبيرة التجميل، لأنها إذا لم تكن معقّمة قد تنقل الأمراض من إمرأة إلى أخرى.

تتفق خبيرة التجميل روز كيروز مع زميلتها جاين نصّار على أنه في بعض الأحيان يعدّ التاتو حاجة تجميلية للمرأة، فهو كان موجوداً عند العرب منذ القدم وكان يعرف بإسم الوشم، وكانت كل قبيلة تتميّز عن الأخرى بوشمها على أحد أعضاء جسدها. تلفت كيروز إلى أن الفراعنة لجأوا إلى الوشم، الذي لا يُمحى عن الجسد أبداً، ومع التطوّر التقني الذي أصاب البشرية، تحوّل الوشم إلى تاتو وأصبح إستعمالاته للتجميل فحسب. تعتبر خبيرة التجميل أن التاتو يأتي من ضمن خانة الماكياج النصف الدائم الذي يرافق المرأة لفترة وجيزة في حياتها، وهو عبارة عن خطّ ملوّن على سطح الجلد تتعدّد ألوانه حسب لون بشرة المرأة وشكل وجهها وكذلك لون شعرها. تلفت إلى أن المواد التي يستعمل فيها التاتو حالياً قد تطوّرت وأصبحت صحية أكثر من السابق لأنه لا يدخل أعماق الجلد.


تشير كيروز إلى أن التاتو يتحوّل إلى ضرورة تجميلية أحياناً، فغالبية حوادث السير تترك أثراً قبيحاً على الوجه، وتسبّب تشوّهاً في الحاجبين، فيتمّ اللجوء إلى التاتو لتصحيح الخلل نتيجة الحادث. وجاء التاتو ليحلّ مكان قلم تعديل الحواجب، الذي قد يربك المرأة قليلاً، لأنها لا تستطيع أن ترسم حاجبيها يومياً، فتلجأ إلى طريقة سهلة توفر عليها الوقت الذي كانت تقضيه خلال تنفيذها لماكياجها. توضح كيروز أن النساء اللواتي يقبلن على التاتو هنّ: العرائس والنساء العاملات اللواتي يفتشن عن الطرق السهلة للحفاظ على جمالهن. تشجّع كيروز الإقدام على التاتو مع غير المبالغة فيه، لأنه قد يشوّه المرأة ويظهر ملامحها قاسية وقد تبدو كـ"ساحرة"، فالتاتو وجد لتكون المرأة جميلة ولمعالجة أو تصحيح بعض المشاكل التي قد تتعرّض لها السيدة. تشدّد خبيرة التجميل على إنتشار صالونات التجميل التي تنفذ التاتو لكنها لا تملك خبرة في ذلك المجال، وتدعو المرأة إلى التأكد في خبرة المزيّن قبل الإقدام على التاتو.