لم تتوقع الشابة سارة بيضون أن تصبح يوماً ما مصمّمة حقائب معروفة، لكنها كانت تعشق كل ما له علاقة بالتصميم منذ صغرها، وكانت تجذبها الحقيبة بكل تفاصيلها. قبل نحو عشر سنوات فجّرت موهبتها إلى جانب عدد من السجينات في لبنان، وأطلقت مجموعاتٍ هامة عرضتها في دول عدّة. سلّطت بيضون الضوء خلال مسيرتها على عددٍ من كبار الفنانين العالميين، وصمّمت حقائب يد عن حياتهم وكان آخرهم الفنانة صباح، التي أعجبت بأعمال المصممة الشابة واعتبرت الحقائب تكريماَ لها.

كيف بدأت علاقتك مع تصميم الحقائب؟
لقد درست علم الاجتماع وكنت أناقش في الماجستير قضية الدعارة والسجينات المتهمات فيها، ودخلت إلى ذلك العالم واكتشفت أن السجينات بحاجةٍ إلى عمل لمتابعة حياتهن بشكل "طبيعي". في البداية كان عدد النساء قليلاً، إلا أنه مع الوقت توسّع ونفّذنا جنباً إلى جنب عدداً مع المجموعات التي عرضت في الخارج والداخل وتناولت مواضيع عدّة وشخصيات تاريخية مهمّة مثل الفنانين صباح وأم كلثوم وفاتن حمامة وسعاد حسني وعمر الشريف وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ورشدي أباظة وغيرهم.

هل كنت تتوقعين يوماً ما أن تصبحي مصممة حقائب؟
كلا، لم أتوقع ذلك، لكنني كنت أملك موهبة تصميم الحقائب التي خوّلتني الابداع وتقديم أفضل ما عندي إلى جانب عددٍ من النساء. الموهبة كفيلة بفعل أشياء كثيرة قد لا نتخيّلها يوماً. إن المعرض الذي أقمته في العام 2000 كان دافعاً لاستمراري، إذ لقي نجاحاً ملفتاً وبيعت خلاله غالبية الحقائب، ومن ثم كرّت السبحة في ذلك العالم.

من أين تستوحين تصاميمك؟
كل ما يحيط بي يعتبر مصدراً لإلهامي، فالأشخاص المعروفين تلفتني حياتهم وأتوقف عندها كثيراً، وأبحث في كل تفاصيل تحركاتهم ومدى تأثير الأضواء عليهم.

مثابرة

أخبرينا عن آخر مجموعة قدّمتها؟
كانت المجموعة الأخيرة حول حياة الفنانة الكبيرة صباح، وتناولت جانباً منها وهي فترة الستينات والسبعينات، وقد أطلقتها بحضور الشحرورة، وكانت بمثابة تكريمٍ لفنانةٍ كبيرة أعطت للبنان الكثير من الفنّ. لكن المعروف عني أنني لا أقدّم مجموعات فحسب، بل هناك يومياً حقائب معينة تبصر النور، إضافة إلى أنه ليس لديّ مجموعات للشتاء وأخرى للصيف، طبعاً مع مراعاة الأقمشة لكل فصل، بل حقيبة يومية تناسب المرأة.

كيف تفسّرين وجود كثرة مصممي الحقائب في لبنان؟
ليس كل من صمّم حقيبة هو مصمّم ناجح، بل إن الأمر يحتاج إلى الكثير من الدعم والتعب والمثابرة، لكي يثبت المصمم وجوده على الساحة، وإلا تبخّر إسمه مع الوقت.

هل تعتبرين أن تصميم الحقائب موهبة أم دراسة؟
هي في الأساس موهبة، ولكن تثقل بالدراسة. الموهبة لها الدور الاساسي في إكمال مسيرة المصمم، لأنها تولد معنا.

ما هي اللمسة الخاصة بك؟
تتميّز حقائبي بأن لمستها شغل اليد، وهذا الأمر ليس سهلاً، وكذلك أخلط الأقمشة بعضها ببعض كالساتان والخرز وغيرهما، لأضفي سحراً على الحقيبة.

هل تتبعين الموضة بكل تفاصيلها؟
الموضة ليست في الثياب فحسب، بل هي في كل خطوات الحياة اليومية، رغم ذلك لا أتبع الموضة بحذافيرها بل فقط آخذ منها الخطوط العريضة لأنه لديّ لمستي الخاصة التي أتفرّد بها. أعتبر أن لكل حقيبة يد قصّة معينة.

هل تعتبرين نفسك ضمن إطار المنافسة القوية بين المصممين؟
كلا، لست ضمن المنافسة، لأنه لديّ عملي الخاص وهو العمل اليدوي الذي يميّزني عن غيري، والأهم هو العمل مع النساء السجينات وجعلهن منتِجات في الحياة اليومية.

مثقفة

ما هي نصائحك للمرأة الخليجية؟
عرفَت المرأة الخليجية تطوّراً مهماً في حياتها وأصبحت مثقفة، بفضل شبكات الاتصال والمواصلات وحبّها لمعرفة كل جديد. حالياً تلفت الخليجية نظر كبار المصممين العالميين الذين يفردون لها مجموعات معينة تنال إعجابها.

ما حصّة المرأة الخليجية في تصاميمك؟
أعتقد أن حقائبي تناسب المرأة أينما وكيفما كانت. الحقيبة لا تفرّق بين المرأة الخليجية والأجنبية مثلاً، بل هي موجّهة لجميع النساء مع إختلاف أذواقهن.

ما هي النصائح التي تقدّمينها للمرأة المحجبة أثناء اختيارها حقيبتها؟
لا يوجد نصائح معينة، لكن في الوقت نفسه تعتبر حقيبة اليد عنصراً مهماً لدى المرأة الخليجية، وهي من مكمّلات إكسسواراتها لأنها ترتدي العباءة وبالتالي تركّز على الحقيبة فتشتريها إما عالمية أو مميّزة.

ما هي الألوان التي تليق بالمرأة الخليجية؟
لا يوجد لون معيّن يليق بها، بل يعود ذلك إلى ذوقها في الاختيار والألوان التي تفضّلها وطريقة لباسها.