عندما تلتقي بالفنانة حنان الترك، تلمس الروح الطفولية المرحة التي أحبها الجمهور من خلالها مضيئة داخلها. أنا زهرة قابلت الممثلة في كواليىس تصوير مسلسها الجديد "القطة العميا"، حيث أعلنت عودتها للسينما بفيلمين يتوقع أن يثير أحدهما جدلاً، خاصة وأنه يتناول العلاقة الشائكة بين المسلمين والأقباط. كما أوضحت الترك أيضاً حقيقة ما نسب إلىها من تصريحات حول منعها للعاملين معها في المسلسل من التدخين، إضافة إلى قرارها الابتعاد عن الوسط الإعلامي مؤخراً بسبب تدخلهم في حياتها الشخصية، والذي كان سبباً في طلاقها من زوجها الأول خالد خطاب.

في البداية، ما هي حقيقة شائعة رفضك للتدخين من العاملين معك في مسلسل "القطة العميا" وفرضك غرامة مالية على كل مدخن؟
نعم أرفض وجود المدخنين معي في موقع التصوير، بل إنني أفرض غرامة مالية على كل عامل مدخن، ولكن في النهاية أقوم بتجميع نقودهم جميعاً وأضعها في صندوق للخير، ثم أنفق منه على المشروعات الخيرية التي أقوم بها للعاملين معي أيضاً في المسلسل. وعلى فكرة ليس هناك أحد متضرر من هذا الأمر بل على العكس فأغلبهم يأخذ المسألة ببساطة ومرح.

ما الذي جذبك في دور "سامية" الذي تقدمينه في مسلسل "القطة العميا"، خاصة وأنه يمثل عودة إلى تقديم الأدوار الكوميدية التي ابتعدت عنها مؤخراً؟
شخصية سامية مختلفة عن كل الأعمال التي قدمتها من قبل، فأنا أجسد دور محامية تحاول تحقيق طموحها من شهرة ونجاح في مهنتها، وخلال رحلتها تكتشف أن الحياة لها وجه آخر يستدعيها الوقوف أمام كثير من جوانبها. فالمسلسل ليس مجرد عمل كوميدي بل إنه يحمل بين طيّاته مضموناً اجتماعياً ودينياً أيضاً. كما أن هناك الكثير من المشاهد الموجودة في المسلسل تتميز بقدر كبير من الإثارة والتشويق.

هل تؤمنين بمبدأ احتكار شركات الإنتاج للفنان، خاصة وأن مسلسل "القطة العميا" هو عملك الثاني مع شركة "راديو وان"؟
شكراً على توجيه هذا السؤال، خاصة وأن الكثيرين يعتقدون أن هناك عقد احتكار بيني وبين شركة "راديو وان". ولكن دعيني أوضح المسألة هذه الشركة اعتبرها من أفضل وأميز شركات الإنتاج التي تعاملت معها خلال مشواري الفني، وذلك لأنّهم لايبخلون في إنتاجهم بشيء. إضافة إلى حرصهم على التدقيق في مراجعة جميع تفاصيل العمل حتى في كتابة تترات المسلسل، ورغم ذلك فأنا لم أوقع مع شركة "راديو وان" عقد احتكار.

ما الذي شجعك على العمل مع المخرج محمود كامل رغم أن مسلسل " القطة العاميا" هو أولى تجاربه التلفزيونية؟
صحيح إن مسلسلي هو أولى تجارب محمود كامل الإخراجية في التلفزيون، إلا أنه مخرج معروف بمهاراته في السينما، فهو إنسان مجتهد جداً في عمله، وقد قمت بمشاهدة مجموعة من أعماله من أجل التعرف عليه. وبالفعل عندما بدأنا في عقد الجلسات التحضيرية للمسلسل وجدته على قدر كبير من التفاهم معي. وكثيراً ما أعجبت برؤيته الإخراجية التي أضافها إلى العمل، خاصة وأن المسلسل أيضاً يتم تصويره بكاميرا واحدة، وهذا يعني أنه سيخرج في صورةٍ أقرب إلى فيلم السينما.

 هل أنت غير محبة لدراما الأجزاء، فقد رفضت تقديم جزء ثان من مسلسل "هانم بنت باشا"؟
بالعكس، سبق لي وقدمت جزءاً ثانياً من مسلسل "المال والبنون" الذي عرض منذ سنوات طويلة. لكن في الحقيقة أنني لم أجد شيئاً جديداً لأقدمه في مسلسل "هانم بنت باشا". فأنا لا أريد تقديم جزء ثان من عمل مستغلة ما حققته من نجاح في الجزء الأول، حيث أن هذا الأمر يؤكد أن الممثل ومعه فريق العمل كله في حالة إفلاس وفقر فكري، خاصة عندما يكون لديهم مايؤهلهم من إمكانات لتقديم الأفضل. كما أنني تعاقدت مع شركة "راديو وان" على تقديم جزء واحد فقط من المسلسل، وليس كما أشيع عن تقديمي لجزأين.

بعد ارتدائك الحجاب منذ أربع سنوات، ابتعدت عن السينما فهل تنوين العودة لها خلال الفترة المقبلة؟
فعلاً ابتعدت عن السينما كثيراً، ولكن لم يكن هذا الأمر بإرادتي فجميع الأدوار التي كانت تعرض علي كانت غير مناسبة لي. ولكن الحمد لله أخيراً وجدت فيلمين سأبدأ التحضير لهما بعد انتهائي من تصوير مسلسلي. الأول باسم "ماما مش عارفة تدخل" من تأليف نادر صلاح الدين وإخراج معتز التوني، و "الأخت تريز" مع بلال فضل وجاري ترشيح مخرج له، والفيلمين من إنتاج شركة "راديو وان".

 هل تتوقعين إقبال الجمهور على شباك التذاكر لمشاهدة أفلامك من جديد ؟
"أنا بشتغل وبقول يارب". وكثيراً ما كنت أعمل في فيلم ما وأعتقد أنه "هيكسر الدنيا" وفي النهاية يكون نجاحه محدوداً. والعكس صحيح ولكن أعتقد بعد الأرضية التي حققتها مؤخراً في الدراما أنه من الممكن أن يذهب جمهور التلفزيون إلى السينما لمشاهدة فيلم لي، إضافة إلى أن الجمهور عندما يحب ويرتبط بفنان يحرص على متابعته في أي عمل يقدمه.

رغم أنك تمتلكين كوافير خاص للسيدات الإ انك ترفضين دخول الفتيات المسيحيات به. ماتعليقك؟
تعودت على الافتراءات والأكاذيب بعد ارتدائي الحجاب فكثيراً ما أفتح صفحات الجرائد وأجد كثيراً من التصريحات المنسوبة إليّ، والتي ليس لها أي أساس من الصحة. فما الذي يمنعني من إدخال فتيات مسيحيات إلى الكوافير الخاص بي. أنا أرفض فقط أن تخرج الفتاة متزينة بشعرها من الكوافير الخاص بي لأنني بهذا الأمر ارتكب ذنباً كبيراً. وبصفة عامة وبخصوص ما أثير حول هذا الموضع تحديداً قررت تقديم فيلم "الأخت تريز" الذي اتفقت مع مؤلفه بلال فضل أن يقوم بكتابته، فالفيلم يناقش علاقة المسلمين بالمسيحين في إطار خاص لا أستطيع الإفصاح عن تفاصيله في الفترة الحالية.

ماذا عن إصرارك وجود شخص من أقاربك أو "محرم" معك في تصوير بعض المشاهد خاصة التي تجمعك بالجنس الآخر؟
تضحك قائلة: أعتقد أنني إذا كنت أصمم على وجود محرم معي في التصوير، فسيكون من الأفضل أن أجلس في منزلي وأتفرغ لتربية أولادي، فأنا على وعي ودراية كاملة بأن المشهد الذي أصوره يتم تصويره بين حشد كبير من العاملين معي داخل "اللوكيشن". فهل يعقل أن أبحث عن محرم في ظل وجود كل هولاء العاملين.

هل أنت نادمة على الوقت الذي أضعته قبل ارتدائك الحجاب ؟
بالتأكيد ، فبعد ارتدائي للحجاب شعرت أني أضعت وقتاً كثيراً كنت فيه بعيدة عن مرضاة الله، خاصة وأن رحلة الانسان في الحياة غالباً ماتكون قصيرة، هذا بالإضافة إلى بعض الأشياء "التافهه" التي قمت بها طوال حياتي ولم تضف لي شئياً. لذلك قررت أن أقدم أشياء تدعمني في رحلتي إلى الأبدية والتي سأقف فيها أمام الخالق سبحانه وتعالى. كما أن الحجاب غير نظرتي إلى الكون، وهذه رسالة أحرص على توصيلها للجمهور في كل مسلسل أقدمه من حيث إصلاح ما بداخلي من أخطاء ارتكبتها في حياتي.

وهل هذا سبب اتجاهك للعمل الخيري والإجتماعي في الفترة الأخيرة؟
يجوز أن يكون هناك علاقة ما لكنها غير مقصودة ، فطوال حياتي كنت كثيرة الاهتمام بالنشاط الإنساني والخدمي في أوقات فراغي. ولكن أصبح الأمر الآن واضحاً بصورة أكبر لأنني أريد أن أحصل على أكبر قدر من الثواب في حياتي حتى أستطيع أن أقابل آخرتي بوجه كريم، وأنا مؤمنة بأن الفنان لا بد أن تكون له رسالة هادفة وواضحة فهو جزء من المجتمع.

لماذا تتعمد الصحافة مهاجمتك دائماً ونسب تصريحات غير صحيحة إليكِ؟
قبل ارتدائي للحجاب كنت على مدار حياتي كتاب مفتوح مع كل الصحافيين لدرجة أن الكثيرين منهم كان يعرف أدق التفاصيل عن علاقتي الشخصية بزوجي. وهذا كان من أهم الأخطاء التي ارتكبتها وندمت عليها طوال حياتي. حتى أنني لا أبالغ عندما أقول إن الصحافة كانت سبب طلاقي من زوجي الأول خالد خطاب. لذلك قررت أن تكون علاقتي بالصحافة حالياً تخص الحديث عن شغلي فقط. أما حياتي الشخصية فهي ملك لي وبالتأكيد أن هذا الأمر أثار حفيظة وغيظ الكثيرين الذين نسوا وظيفتهم المهنية وتفرغوا لتأليف الافتراءات والأكاذيب ضدي.

بالرغم من أن أهم شروط الزواج هو العلانية إلا أنك أخفيتي خبر زواجك؟
اتفق معك في هذا الأمر، ولكن إخفاء خبر زواجي كان الخطوة الرئيسية في تنفيذ قرار احتجابي عن الصحافة، وعندما كان يقابلني أحد ويسألني عن الخبر كنت أقول له "هو إنت سألتني وأنا مردتش".

هل ساءت علاقتك بشيخ الأزهر الراحل محمد طنطاوي قبل وفاته؟
أعتز بفضيلة المفتي رحمه الله، وكثيراً ما تأثرت بوفاته. ولم يحدث أن العلاقة بيننا قد ساءت، ولكن مع احترامي الكبير له فأنا كنت ومازلت مختلفة معه في قرار منع دخول المنقبات إلى الجامعة، طالما أننا نسمح بدخول من يرتدين الملابس العادية والتي قد يثير بعضها غريزة الآخرين. فهذه حرية شخصية لكل فتاة، ولايجوز الحجر على واحدة دون أخرى، وإذا كنا نريد التحقق من هوية تلك الفتيات قبل دخولهم الجامعة من الممكن أن نعين على حرس الجامعة سيدات من الذين يجلسون في منازلهم من دون عمل.

ماذا عن ابنك الثالث محمد والذي قمت بتربيته بنفسك من دون مساعدة والدتك؟
على الرغم من أن الموضوع كان مرهقاً جداً لي في البداية، إلا أنني استمتعت كثيراً بهذا الأمر. فقد شعرت ولأول مرة بمعني كلمة الأمومة والتي افتقدتها في تربية يوسف وآدم أبنائي الآخرين والتي كانت والدتي تقوم بتربيتهم. لا أستطيع أن أصف ماهو حجم السعادة التي تشعر بها أي أم وهي ترى ابنها يكبر أمام عينيها يوماً تلو الآخر.

ما الذي شجعك على إنشاء مقهى للسيدات فقط؟
"صبايا" وهو اسم المقهى الخاص بي، والذي يضم أيضاً بداخله مشروعي الآخر وهو الكوافير. فكثيراً ما جلست مع نفسي وفكرت ووجدت أن جميع المقاهي الموجودة لايوجد بها مكان مخصص للسيدات يستطعن من خلاله أخذ راحتهن من حيث الجلوس مع صديقاتهن وعدم التزامهن بارتداء الحجاب. لذلك أنشأت هذا المقهى وهو مكان مغلق بداخله تستطيع الفتاة أن تجلس بحرية من دون تقيد بالحجاب، مع صديقاتها الفتيات كما يمكنها أن تتزين في مركز التجميل الموجود بداخل الكافيه.