قبل سنوات، بدأ بعض الفنانين بإنتاج أعمالهم الدرامية، فأصبح الفنان المنتج والممثل والمشرف أحياناً على الأعمال التي تقوم شركته بإنتاجها. وفي الآونة الأخيرة، انتشرت شركات الإنتاج بين الفنانين. ومنهم من نجح في إدارة العمل المنتُج من قبل شركته ومنهم من فشل. من جهة أخرى، قد يكون الفنان المنتج قادراً على فهم مشاكل زملائه وهمومهم أكثر من غيره. وبالتالي يمكن أن تكون لديه الخبرة والقدرة على اختيار الأنسب للدور. وقد يختار الفنان المنتج نصاً مقتنعاً به. وبعد انتهاء تصويره وترجمته كمسلسل تلفزيوني، فإنّه قد يفشل في تسويقه بين المحطات الفضائية. في هذا العام، إنضمت إلى قائمة الفنانين المنتجين أسماء عديدة مثل الفنان سامر المصري الذي يقوم بتصوير مسلسل من بطولته وإنتاجه بعنوان "أبو جانتي ملك التاكسي" وأيضاً باسل الخطيب الذي يقوم بإخراج مسلسل "أنا القدس" وبإنتاجه وتأليفه أيضاً.

 

"أنا القدس" مغامرة خاسرة
المخرج باسل الخطيب وصف تجربته الحالية والأولى كمنتج ومخرج ومؤلف لمسلسل "أنا القدس" بالمغامرة الخاسرة تجارياً وأكد أنه لم يلقَ اهتماماً أو تشجيعاً من أي شركة إنتاج أخرى، كونه عملاً وطنياً يعنى بالقضية الفلسطينية. وهذا ما جعل بعض الأنظار تغض الطرف عنه خوفاً من الدخول في إشكاليات سياسية مقابل السعي وراء إنتاج أعمال اجتماعية أو كوميدية أخرى.
ويبقى السؤال قائماً لحين عرض المسلسل: هل سيخسر العمل مادياً وبالتالي سينضم إلى قائمة الأعمال الوطنية المهملة أم أنّه سيخالف توقعات الخطيب ويدر عليه أرباحاً كبيرة؟.

 

سوزان نجم الدين مع تطوير الخبرة
الفنانة سوزان نجم الدين التي أنشأت شركة إنتاج باسم "سنا" قبل سنوات وأنتجت بعض الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية، رأت أنّه بعد خبرة كبيرة في السينما والمسرح والتلفزيون، يتشوّق الممثل لأن يقوم بإنتاج مشروعه الخاص وإنشاء شركة إنتاج خاصة به. وهذا الأمر يُعد تطويراً طبيعياً لخبرته في العمل الدرامي وبأدق تفاصيله. ولكن يجب على الفنان المنتج أن يقوم بإنتاجات أخرى لأبطال آخرين، بمعنى أنّه على الفنان المنتج عدم احتكار البطولة المطلقة في الأعمال التي يقوم بإنتاجها.
وتحدثت أيضاً عن تجربتها في الإنتاج المسرحي من خلال عرض مسرحية خاصة بالأطفال: "عندما قمنا بإنتاج مسرحية "في بيتنا ثعلب"، كانت الفكرة الأساسية مساعدة أطفال غزة وذهب ريع العمل إلى الأطفال في غزة لكنه كان مليئاً بالصعوبات نظراً إلى الوضع الذي يعانيه المسرح".

 

فراس ابراهيم: تسويق صعب
الفنان فراس ابراهيم الذي قام أيضاً بإنتاج العديد من المسلسلات التلفزيونية، تحدث عن صعوبة تسويق العمل في أول مسلسل قام بإنتاجه. إذ أكد أنّ الفنان ينظر إلى النص الذي تشتريه شركة الإنتاج الخاصة بالفنان، من ناحية فنية وقد ينسى ناحية تسويقه وما ترغب المحطات الفضائية به، ضارباً المثل في صعوبة تسويق أعمال السير الذاتية. منذ أن أعلن ابراهيم عن إنتاجه مسلسل "محمود درويش" وعن قيامه بدور البطولة، بدأت الحملات التي استنكرت الفكرة بحد ذاتها واتّهمه بعضهم بإستغلال اسم الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش للترويج للعمل وتحقيقه مردوداً مادياً كبيراً.

 

لورا أبو أسعد "كوميديانية"
من الفنانين الذين يخوضون مجال إنتاج أعمالهم، لورا أبو أسعد التي أنشأت هذا العام شركة بإسم "فردوس للإنتاج الفني" وتقوم بإنتاج أعمال تلفزيونية ووثائقية. تحدثت الفنانة السورية عن تجربتها في الإنتاج، قائلةً: "يجب على المنتج أن يفهم السوق كثيراً قبل أن يشتري أي نص. ومن المسلسلات التي تباع بسرعة كبيرة، الأعمال الاجتماعية والأعمال الكوميدية التي تكون محببة للقائمين على المحطات الفضائية".

 

نسرين طافش وإنتاجات مختلفة
الفنانة نسرين طافش التي برز اسمها هذا العام كثيراً حين أنشأت شركة إنتاج تديرها بإسم "نسرينا" وتقوم بإنتاج أفلام ومسلسلات وبرامج وثائقية، بالإضافة إلى تأسيسها مجلة بالإسم نفسه، فتولي اهتماماً كبيراً لمشاريعها الخاصّة. حتى أنها لن تشارك هذا العام إلا بعمل واحد هو المسلسل الكوميدي "بقعة ضوء". وأشارت نسرين إلى سعادتها الكبيرة بالشركة التي أسّستها، ووصفت تجربتها بالخاصة جداً نظراً إلى إختيارها كوادر بشرية تتمتّع بخبرة كبيرة في الإنتاج والتسويق والفن.

المزيد على أنا زهرة: