تلتزم كارتييهcartier منذ عام 2006، بدعم رائدات الأعمال ضمن نطاق (مبادرة كارتييه للنساء)، وتؤكد مجدداً هذه السنة دعمها للنساء حول العالم، لتحقيق تأثيرات اجتماعية إيجابية من خلال أنشطتهن الاقتصادية. ترحب المبادرة بالشركات التي تديرها أو تملكها نساء من أي دولة ومن كافة القطاعات، والهادفة إلى تحقيق تأثير اجتماعي وبيئي ملموس ومستدام، وفقاً لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وهذه السنة تمكنت ثلاث نساء عربيات من الوصول إلى القائمة النهائية المؤهلة للفوز بالمبادرة.
رحاب حسنين: فائزة من دون الحصول على جائزة
السعودية رحاب حسنين، مؤسسة ومالكة شركة بلومينق بيز Blooming Box, Brain & Body، وهي شركة ذات طبيعة مجتمعية تتخصص في تزويد طلاب المدارس من الأطفال، بطعام صحي ولذيذ بهدف مكافحة البدانة في السعودية وخارجها.
تشرح رحاب الفكرة التي انطلقت منها لتأسيس شركتها بالقول: «تشير الإحصائيات إلى واقع مخيف، حيث يعاني ثلث الأطفال في السعودية (أي أكثر من مليون طفل) البدانة أو الوزن الزائد، وهو واقع عالمي أشبه ما يكون بالوباء، مع الزيادة في معدلات بدانة الأطفال لدرجة أنه من المتوقع لها بلوغ 206 ملايين طفل حول العالم بحلول 2025.
مشكلة متفاقمة
تضيف رحاب: «على الرغم من السياسات التي تنتهجها الحكومة السعودية، بهدف ضمان تقديم وجبات صحية في المدارس، غير أن عدداً قليلاً فقط من المدارس يلتزم بها، ويضاف إلى ذلك أن شريحة واسعة من الأهالي يعدون لأطفالهم وجبات تشتمل على الكثير من الحلويات والأطعمة غير الصحية كي يتناولوها في المدارس».
شعرت رحاب حسنين بغضب شديد إزاء هذا الواقع، وقررت أخذ زمام المبادرة عبر إطلاق شركة تهدف إلى تغيير الخيارات الغذائية للأطفال السعوديين، وتعمل اليوم شريكاً للمدارس لضمان توفير وجبات صحية ومغذية ولذيذة. وعن تطور أعمالها تقول رحاب: «وفرنا 122 ألف وجبة خلال السنة الثانية، أي ضعف السنة الأولى. ونطمح لزيادة هذه الكمية بمقدار 50٪ في السنة الثالثة».
خطة احتياطية
في ظل جائحة كورونا تقدم شركتها خدمات أخرى ولديهم خطة احتياطية توفر من خلالها وجبات صحية للأطفال ويتم تسليمها إلى المنازل. وعن مبادرة cartier تقول رحاب: «لقد استفدت منها كثيراً لأنها توفر دعماً تثقيفياً حقيقياً، فلقد تلقينا دورات عديدة أسهمت في تطوير (البزنس) وإمدادنا بالمعلومات الناقصة لدينا كرائدات أعمال. وأعتبر نفسي فائزة من دون الحصول على الجائزة».
رشا راضي: التكنولوجيا في خدمة المرضى
الدكتورة المصرية رشا راضي، أسست (شفاء) وهي منصة رقمية مزوّدة بتقنيات ذكاء صناعي وميزة تحديد المواقع (GPS) لدعم المرضى الذين يعانون حالات مزمنة في إدارة شؤون الأدوية التي يحتاجونها بانتظام، بدءاً من طلبها وتنظيم مواعيد أخذها، وحتى إعادة التزوّد بها، بغض النظر عن مواقعهم ودخلهم.
تقول رشا: «شعرتُ بأنني أقوم بعمل خيّر، ولكن ذلك لم يكن كافياً في نظري، لذا بدأت بدراسة إدارة الجودة في الرعاية الصحية».
تحديات المرضى
رشا طبيبة متخصصة في أمراض الدم لدى الأطفال، وبصفتها تلك تعمل عن كثب مع المرضى الذين يعانون حالات مزمنة تتسم بدرجة عالية من الصعوبة، تحيط إحاطة واسعة بكافة التحديات التي يواجهونها على صعيد الحصول على الأدوية، وتضرب أحد الأمثلة بالقول: «أثناء عملي في مستشفى جامعة القاهرة التخصصي للأطفال، كان بعض المرضى يأتون من مناطق تبعد مسافة ثلاثة أيام بالسيارة فقط من أجل إعادة التزوّد بالدواء، ليفاجؤوا بعد كل هذا العناء بأن الدواء غير متوافر». وتعتبر هذه الحالات شائعة في مصر، ولا يستطيع المرضى الانتظار أياماً عديدة، ريثما تحدّد صيدلية المستشفى موقع توافر الدواء، لذا يجد المريض نفسه مضطراً لقطع مسافة العودة والبحث عن صيدلية خاصة ليسدد ثمن كل ذلك من جيبه، مع العلم أن 6% فقط من إجمالي من يعانون أمراضاً مزمنة يتمتعون بتغطية تأمينية. لهذا السبب تتيح منصة (شفاء) حسومات على الوصفات المستقبلية للمرضى الذين يشترون إمدادات دوائية عن 30 يوماً.
في ظل جائحة كورونا والعزل المنزلي المطبق، يسعى ذوو الأمراض المزمنة الأكثر تعرضاً للإصابة بالفيروس، للحصول على أدويتهم الشهرية من دون تعريض أنفسهم للخطر. وكانت (شفاء) الوسيلة التي تأتيهم بأدويتهم من أقرب صيدلية لهم.
نادية جمال الدين: «راحة بالي» تدعم الأمهات الجديدات
المصرية نادية جمال الدين، تملك شركة راحة بالي Rahet Bally، وهي عبارة عن منصة شاملة لدعم الأمهات المصريات مالياً وجسدياً وعاطفياً وذهنياً، عبر شبكة الإنترنت وفي الواقع على حد سواء. عاشت نادية حالة من الانعزال والذعر بعد ولادة طفلها مباشرة، إذ تقول: «شعرتُ بضياع كبير، حيث كنتُ الأولى التي تصبح أماً بين جميع صديقاتي، وأنا وحيدة لأهلي ووالدتي لا تذكر تفاصيل مرحلة الأمومة. وقد أرقني سؤال كيف سأعتني بهذا الطفل؟ وهذا ما دفعني، بعد فترة قصيرة، إلى تأسيس الشركة المتمحورة حول هذه الفكرة في أغسطس 2014
دعم الأمهات
يقدم الموقع بطاقة خصومات تضمن تخفيضات على أسعار أهم مستلزمات الرضّع مثل الملابس والحفاضات والرعاية الصحية، والتي قد تكون مرتفعة الأسعار في الحالة العادية. وبالنسبة للدعم الجسدي، تتيح الشركة برامج للياقة والتغذية ضمن منشآتها الثلاث الواقعة في القاهرة، كما أن المجتمع الإلكتروني لـ(راحة بالي) يوفر كل المعلومات القيّمة لدعم الأمهات الجديدات على أداء مسؤولياتهن بكل ثقة ودراية. تشير نادية إلى أن منصة (راحة بالي) التي تم إطلاقها رسمياً في مارس 2019، تعد أولى المساحات الحقيقية في إطار مفهومها المبتكر (كلاود)، والذي تقدّمت نادية بطلب حصول على براءة اختراع عنه، وتصفه قائلة: «تمثل كلاود Cloud أحدث المفاهيم المبتكرة، وهي عبارة عن مساحة على أرض الواقع ترحّب بالأمهات كي يسترخين في كبسولات صغيرة napping pods، ويزاولن أعمالهن في كبسولات أخرى مخصصة للعمل work podsنموذج عمل الشركة صديق للأمهات، حيث يمكن للموظفات البالغ عددهن 200 العمل من المنزل في أي وقت، والاستفادة من إجازة الأمومة المرنة، مما يتيح للأمهات فرصة عمل مميّزة براتب تنافسي. هذا وأجرت نادية تغييرات عديدة لكي تستطيع مواكبة الظروف الطارئة بسبب فيروس كورونا المستجد، فتقول: «أقفلنا المرافق التابعة لنا من أجل سلامة الأطفال والأمهات، وحولنا خدماتنا إلى الأون لاين، و أطلقنا Fit Mama at Home، وفيها تمارين حية ونظام غذائي أونلاين وأيضاً للأطفال.