مع اتباع نظام غذائي يومي غير صحي وأسلوب شبه منعدم من النشاط البدني، تصير السمنة الأرق الكبير الذي يصاحب الإنسان في سبيل الحفاظ على صحته، فضلاً عن تأثير العوامل الوراثية التي تلعب دوراً في تحديد شكل جسم الإنسان. ويوماً تلو الآخر، تكتشف أنواع متعددة من الحميات الغذائية، لكن ما علينا أن نعيه جيداً، أن لكل الحميات مخاطر جسمانية ونفسية، إن لم تطبق بالشكل الصحيح، فالغذاء يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على حياة صحية متوازنة، إلى جانب ممارسة الرياضة وضرورة شرب الماء.. هنا نرشح لكم أربعة أنواع من الحمية للحصول على الوزن المثالي.

حمية معتدلة

تعد حمية البحر الأبيض المتوسط من أفضل وصفات الحمية الغذائية في العالم، لأنها تساعد على فقدان الوزن من دون حرمان الجسم من العناصر الغذائية المهمة التي يحتاج لها، إذ تعتمد على تناول الحبوب والخضراوات والفاكهة، ونسبة معتدلة من منتجات الألبان، وكميات مقدرة من الأسماك، فضلاً عن تناول القليل من اللحوم. وتعتمد الحمية أيضاً على إضافة زيت الزيتون بشكل أساسي على جميع أنواع الطعام، فالزيت مصدر مهم للدهون المفيدة للجسم.

أما الأطعمة التي يجب تناولها خلال اتباع نظام حمية البحر المتوسط، فتعتمد على تناول كميات صغيرة من منتجات الألبان وحصة من الأسماك أو اللحوم بصفة أسبوعية، وحصة يومية من النشويات مثل المعكرونة، الأرز أو البطاطس، ويفضل تناول البيض عدة مرات خلال الأسبوع، وتناول حصة من الخضراوات وأخرى من الفاكهة خلال النظام الغذائي اليومي. كما لا بد من الابتعاد عن تناول الأطعمة المقلية بشكل عام، والأطعمة المعلبة فضلاً عن الوجبات السريعة والمشروبات السكرية والغازية ذات السعرات الحرارية العالية.

حمية الدهون

على الرغم من الجدل المثار حول حمية الكيتو التي تعتمد على تناول الكثير من الدهون، مع كمية معتدلة من البروتين والخضراوات، إلا أنها تعتبر أحد أنواع الحميات التي تساعد على إنقاص الوزن بشكل فعال، وتتميز بأن من يتبعها لا يشعر بالجوع لفترات طويلة. وتعتمد حمية الكيتو على تزويد الجسم بالطاقة من خلال الدهون، بدلاً من الجلوكوز والإنسولين المستخلصين من الكربوهيدرات. وتساعد حمية الكيتو على تقليل إنتاج أي دهون جديدة في الجسم مع زيادة معدلات حرق الدهون القديمة الموجودة بالفعل، ويمكن لمتبعي هذه الحمية تناول الأطعمة الغنية بالدهون مثل الزبدة والكريمة وزيت الزيتون وجوز الهند والأفوكادو، وإضافتها للوجبات الرئيسية يومياً فضلاً عن الخضراوات الورقية والبهارات بكل أنواعها والأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والماكريل.

لكن يحظر على متبع هذا النوع من الحمية، شرب العصائر بجميع أنواعها حتى لو كانت طبيعية، ومشروبات الصودا، ولا ينصح خبراء التغذية باتباع هذا النوع من الحمية للمرأة الحامل أو المرضعة، إذ لا بد من مراجعة الطبيب كي يضع لها نظاماً غذائياً متوازناً لا يهدد صحة وسلامة المولود.

حمية النقاط

لا تحسب حمية ويت ووتشرز عدد السعرات الحرارية، ولكنها تركز على الأطعمة التي يتم تناولها خلال اليوم، حيث تمنح كل وجبة مجموعة من النقاط اعتماداً على قيمتها الغذائية.

ويمكن لمتبعي هذه الحمية أن يأكلوا ما يشاؤون، طالما التزموا بهدفهم اليومي من النقاط، والتي تعتمد على الجنس والعمر والوزن والطول. وتساعد هذه الحمية على تقليل الإمساك، وفي هذا النظام يكون كل نوع من الطعام له نقاط معينة، فمثلاً بيضة مسلوقة تساوي نقطتين أما الموزة فتساوي نقطة واحدة. وكل شخص يحتاج إلى عدد معين من النقاط لاستهلاكه بشكل يومي من دون زيادة أو نقص. وما يميز هذا النظام أن الإنسان يستطيع أن يتناول كل أنواع الطعام، من دون حرمان لكن بشرط ألا يتجاوز عدد النقاط المحددة، ويمارس الرياضة بصفة يومية.

حمية داش

تناسب حمية داش  مرضى ارتفاع ضغط الدم، فهي حمية غذائية يمكن اتباعها مدى الحياة، وهي مناسبة لمنع أو خفض ضغط الدم المرتفع، وتشجع على تقليل كمية الصوديوم الموجودة في ملح الطعام، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه والألبان قليلة الدسم، مع كميات معتدلة من الحبوب الكاملة والأسماك والدواجن والمكسرات.

حميات عشوائية

تقول نيرمين طه، أخصائية التغذية في مركز العناية المتقدمة، إن القيام بالحمية العشوائية من دون استشارة أخصائي التغذية، يسبب مخاطر تؤثر في صحة الإنسان، مضيفة: «الأسوأ من ذلك هو شراء الأدوية الخاصة بالحمية من أشخاص مجهولين». وتلفت طه إلى أن الحمية الصحية تعتمد على تناول وجبات تتضمن كل العناصر الغذائية، وترى أنه من الأفضل تقسيم الصحن إلى ثلاثة أجزاء، النصف للخضراوات بكل أنواعها، والربع للنشويات مثل الأرز أو المعكرونة، والربع الأخير للبروتينات مثل اللحوم أو الدجاج أو الأسماك، بالإضافة إلى شرب كمية كافية من الماء وممارسة الرياضة يومياً. وتؤكد طه أن أخصائي التغذية المعتمد يتبع خطوات علمية مع مريض السمنة، فضلاً عن إجراء التحاليل الطبية أولاً ومعرفة التاريخ المرضي، فقد يكون الشخص مصاباً بالغدة الدرقية التي تعوق نزول الوزن، وفي هذه الحالة يجب معالجة الغدة أولاً، أو قد يكون مريض سكري أو قلب وفي هذه الحالة يتم وضع نظام غذائي خاص به.