تحتفل الجهات الصحية في دولة الإمارات بمناسبة «اليوم العالمي للمتبرعين بالدم» الذي يصادف تاريخ 14 يونيو من كل عام والذي اختارت له منظمة الصحة العالمية هذا العام، موضوع «الدم المأمون ينقذ الأرواح» تحت شعار «تبرع بدمك واجعل العالم مكاناً أوفر صحة».

يحدد عيسى المسكري، الخبير النفسي والتربوي، المنافع النفسية للمتبرعين بالدم ولمتلقي التبرعات، قائلاً: «هناك فوائد نفسية تظهر حساً بالسعادة والفرح والبهجة والسرور، نتيجة هذا العمل الإنساني العظيم الذي يرقى بالتضحية والتبرع والعطاء، فمشاهد التبرع بالدم بها صور الجمال الحسي والمعنوي، تتمثل حاضراً وتتنسم حضارة، فعندما يأتي شخص متبرعاً بالدم يتبع نبضات الحس واليقظة والإقدام بلا شروط مكتوبة ولا مصلحة مادية، ولا متطلبات شخصية، ترقى معالم الحضارة الإنسانية بأكمل صورة على مستوى الفرد والجماعة، فالكل ينتظر دوره وعياً ومبادرة وفهماً بأن قطرة من الدم قد تنقذ روحاً، قد تحيي نفساً، قد تعيد بسمة، قد تفرح عائلة، قد تبني مجداً، قد ترسم على الوجوه كل المعاني الراقية حباً ووداً وحرصاً».

الكرم والسخاء

وقال المسكري إن أغلى ما يملكه الإنسان دمه الذي يتدفق بالحياة، يرخص بالعطاء من أجل نفس مترقبة أو روح منتظرة، فالتبرع بالدم إشارة إلى صدق الحب والتكافل، والكرم والسخاء.

ولفت المسكري إلى أن التبرع بالدم يسهم بشكل كبير في إنقاذ حياة الآلاف من البشر، فعلى حسب بعض الإحصائيات، هناك نصف مليون امرأة تلقى حتفها كل عام أثناء الولادة، خاصة في البلدان النامية، ومن أهم الأسباب نقص الدم أو عدم توافره في وقت الحاجة إليه. وأشار إلى أن الجسم البشري يعد نسيجاً متكاملاً ًًمتناغماً على حسب الاحتياجات الأساسية للدم، ولذلك يعد النزيف الداخلي أو الخارجي تهديداً مباشراً لصحة الإنسان، فلا بد من التدخل السريع من أجل منح الجسم الدم تعويضاً طارئاً للمفقود.

إنقاذ الأرواح

وقال المسكري: «نصف ساعة يقضيها المتبرع للتبرع فيها بالدم، يكون بهذا العمل اليسير قد أنقذ أربعاً أو خمساً من الأنفس، هم في أمس الحاجة إلى هذه القطرات، بل في كل لحظة هناك محتاج لأسباب يطول ذكرها، طفل رضيع، أو أم حامل، أو شاب، أو فتاة، أو مريض، أو شيخ كبير». مشيراً إلى أهمية الوعي بضرورة التبرع، مضيفا أن كيس الدم الواحد يتم فصله وتوزيعه إلى عدة وظائف أو محتويات: (كيس الصفائح، كيس الكريات الحمراء، كيس البلازما). وشدد على أن المتبرع بجزء بسيط من الدم يساعد نفسه قبل غيره على تجديد الدم، ويحمي جسمه من الأمراض ويحفز موطن النبض والإنتاج.