* نحن على أعتاب حقبة اقتصادية عالمية جديدة
* الإمارات من أسرع البلدان استجابة لمواجهة تحديات الفيروس.
* «كوفيد 19» أثبت أهمية قطاع الصحة الإمارتي على المستوى العالمي.
* تنويع الاستثمار والحوكمة ورفع كفاءة الموارد البشرية وصفة لتجاوز التحديات.
* الرقمنة والتقنيات التكنولوجية هما اقتصاد المستقبل.
يرى مروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، أن العالم مقبل على حقبة اقتصادية عالمية جديدة أفرزتها جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، والتي أثبتت أهمية قطاع الصحة على المستوى العالمي.
ويؤكد في حواره مع «زهرة الخليج» ضرورة وضع سيناريوهات محددة لما بعد أزمة كورونا، عبر تحديد المخاطر المحتملة وتقييم التأثيرات، مضيفاً أن العالم يتعامل مع وضع جديد ويواجه تحديات لم يرها من قبل.
وفي إطار الدروس المستفادة من كورونا، حدد السركال وصفة للمؤسسات ينبغي اتباعها في المستقبل، منها تنويع المحافظ الاستثمارية، والاستثمار في الأصول الملموسة وحوكمة الشركات، ورفع كفاءة الموارد البشرية. ونسأله:
* كيف ترون الإجراءات الاحترازية في القطاعات الاقتصادية التي اتخذتها الإمارات؟
- الإمارات من أوائل الدول التي كانت استجابتها سريعة في مواجهة جائحة كورونا ومعالجة الآثار الناجمة عنها، فمنذ بدء انتشار الفيروس في الدولة، حرصت حكومتنا الرشيدة على تقديم مختلف أشكال الدعم للتخفيف من التأثيرات السلبية لهذه الأزمة على الاقتصاد وعلى حياة أفراد المجتمع، عبر اتخاذها جملة من الإجراءات الاحترازية في القطاعات الاقتصادية والصناعية والأسواق والشركات الكبرى والصغيرة والمتوسطة، ومنها الحزم التحفيزية التي وفرت الضمانات والتطمينات لمجتمع الأعمال. وفي إمارة الشارقة، أعلن المجلس التنفيذي للإمارة برئاسة سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، في مارس الماضي عن حزمة من المحفزات الاقتصادية لتعزيز قدرة الشركات على مواجهة التحديات المتواصلة الناتجة عن فيروس كورونا، وأرى أنه من الضروري وضع سيناريوهات محددة لما بعد انتهاء الجائحة، من خلال تحديد المخاطر المحتملة وتقييم التأثيرات لأننا نتعامل مع وضع جديد ونواجه تحديات لم نرها من قبل، كما تحتاج الشركات حالياً إلى تحديد الأدوار والمسؤوليات ووضع خطط وأهداف واضحة بما يضمن تحقيق الاستقرار ضمن المؤسسة أو الشركة، الاتفاق على الإنجازات المهمة التي ينبغي تحقيقها على مدى بقية العام، مع الالتزام بمفاهيم استدامة الأعمال، مثل تنويع المحافظ الاستثمارية، والاستثمار في الأصول الملموسة وحوكمة الشركات، ورفع كفاءة الموارد البشرية. وتعد إدارة استمرارية الأعمال جزءاً لا يتجزأ من آليات الحوكمة الرشيدة للشركات، وبالتالي يجب أن يكون السيناريو الحالي بمثابة تذكير بأهمية وجود استراتيجية حوكمة ملائمة قادرة على تحديد التهديدات والمخاطر المحتملة، وضرورة وضع خطط مسبقة وحماية وظائف (مهام) العمل الحيوية في حالات الأزمات.
تغيير جذري
* هل فعلاً سيتغير العالم بشكل جذري بعد انتهاء الجائحة؟ وما هي أبرز ملامح هذا التغير؟
- أتاحت الجائحة للشركات فرصة إعادة النظر في تحديد مستقبل عملياتها التجارية ومحفظتها وهيكلها المؤسسي، فالشركات الآن تعيد هندسة وظائفها، وتحديد مدى استعدادها لمواجهة تفشي أي أمراض أخرى مثل فيروس كورونا، لكن لا يزال من السابق لأوانه معرفة ملامح مستقبل الاستثمار الأجنبي المباشر في إمارة الشارقة أو دولة الإمارات أو في أي منطقة في العالم، ولكننا بالتأكيد على وشك أن نبدأ حقبة اقتصادية عالمية جديدة، حيث أثبتت الأزمة أهمية قطاع الصحة على المستوى العالمي، ومن المتوقع أن يكون هذا القطاع من بين القطاعات الرائدة التي ستحقق ازدهاراً واسعاً في المستقبل.
* يتجه العالم الآن إلى الاقتصاد الرقمي هل ثمة استراتيجية لديكم لمواكبة هذا التحول؟
- تعمل إمارة الشارقة بشكل متوازن في جميع المسارات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والتكنولوجية والعلمية، وكلها حلقات في سلسلة متماسكة تجعل منها مركزاً لاستقطاب المستثمرين ورجال الأعمال، ومكاناً مثالياً للعيش الرغيد والإقامة للشباب والعائلات من جميع أنحاء العالم. كما أن الاقتصاد الرقمي والتقنيات التكنولوجية، هو اقتصاد المستقبل، والبنية التحتية الرقمية هي جوهر اقتصاد المستقبل، ونظام العمل الرقمي يدخل في جميع القطاعات قبل جائحة كورونا، ونحن في «شروق» أبرمنا في العام الماضي مع شركة إنجازات لنظم البيانات «إنجازات» اتفاقية شراكة استراتيجية لنقل بيانات الهيئة إلى السحابة الرقمية، لتعزيز الكفاءة التشغيلية والأمن والموثوقية لعملياتها. وهناك أيضاَ مركز الشارقة لخدمات المستثمرين «سعيد»، الذي أطلقه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) التابع للهيئة في العام الماضي، حيث تعتمد إجراءاته على التقنيات التكنولوجية، لتسهيل معاملات المستثمرين وإنجازها عن بعد.
* بعد أحد عشر عاماً من تأسيس «شروق»، ما هي أبرز مشروعات الهيئة في إمارة الشارقة؟
- نجحنا في ترسيخ اسمنا إقليمياً وعالمياً في مجال إنشاء وتطوير الوجهات المتكاملة، وتأسيس الشراكات الاقتصادية الفاعلة، وعملت على استقطاب استثمارات حيوية، وزادت الأنشطة التجارية والصناعية والخدمية، وعززت بشكل كبير مكانة الشارقة على خارطة الأعمال الدولية، خاصة في القطاعات السياحية، واللوجستية والعقارية والرعاية الصحية، والصناعة الخفيفة، من خلال اعتماد أفضل المعايير الدولية في تقديم الخدمات التي تساعد على جذب المستثمرين من المنطقة ومن جميع أرجاء العالم. كما طورت الهيئة على مدى عقد من الزمن العديد من المشاريع التي أحدثت نقلة نوعية في مسيرتها في مختلف القطاعات، وصلت قيمتها إلى أكثر من 10 مليارات درهم بمساحات إجمالية تجاوزت 12 مليون متر مربع، واستطاعت إعطاء قيمة استثمارية لكل منطقة من مناطقها مستثمرة الخصوصية الجغرافية لهذه المناطق.
مشروعات مستقبلية
• هل من مشروعات مستقبلية في ظل الأوضاع التي أحدثتها جائحة كورونا؟
- مواصلة لسياسة التنويع الاقتصادي الرامية إلى التوجه نحو القطاعات غير التقليدية بعيداً عن الصناعات النفطية، تتبنى «شروق» سياسة فاعلة لتعزيز الثقة بالمناخ الاستثماري في الإمارة بالعودة التدريجية لاستكمال سلسلة المشاريع العقارية والسياحية والتجارية والخدمية التي أطلقتها مؤخراً، من خلال مواكبة التطورات المرتبطة بجائحة كورونا واتخاذ الإجراءات المناسبة بما يضمن سلامة كوادر الهيئة والعاملين في المشاريع، وكذلك استمرارية الأعمال والمحافظة على متانة اقتصانا. كما تعمل «شروق» حالياً على جملة من المشاريع التي تقدم فرصاً استثمارية متنوعة في السياحة والعقارات والتجزئة والطاقة المتجددة، وبشراكات استراتيجية وفاعلة مع كبريات الشركات المتخصصة في المنطقة والعالم. وهذه المشاريع. مشروع جزيرة مريم، أحد أكبر المشاريع العقارية والتجارية في الشارقة، وتطورها شركة «إيجل هيلز الشارقة للتطوير». وهناك أيضاً مشروع واجهة كلباء، أكبر مشروع تجزئة وأول واجهة مائية متكاملة الخدمات في مدينة كلباء، حيث يقع المشروع ضمن مشروع «كلباء للسياحة البيئية» بمحاذاة بحيرة محاطة بأشجار القرم، إلى جانب مشروع قصر الخان، أحد أفخم وجهات الضيافة التراثية في دولة الإمارات، إذ يعد المشروع أول منتجع من فئة الخمس نجوم مع واجهة مائية وسط مدينة الشارقة، ويمتد على طول ساحل المدينة في منطقة الخان المطل على الخليج العربي.
ومن المشاريع المستقبلية التي سيتم استكمالها، مشروع «مدينة الشارقة المستدامة»، التي تعد واحداً من المشروعات الطموحة، وتمثل أول مشروع يلبي أعلى معايير الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية في الإمارة، من خلال شراكة استراتيجية بين «شروق» و«دايموند ديفيلوبرز»، ونتوقع أن تشكل المدينة المستدامة قفزة نوعية في شكل ووظيفة القطاع العقاري لأنها ستحتوي على مزرعة وسيارات ذاتية القيادة وطائرات مسيرة لتوصيل الطلبات إلى المنازل ومدارس ومراكز خدمات ذكية. كما نعمل على تعزيز تجارة التجزئة في الإمارة من خلال المشاريع التي أعلنت عنها، وأبرزها، مشروع أفنيوز مول، على مساحة تزيد على 65 ألف متر مربع، إضافة إلى مشروع تجزئة في منطقة الرحمانية بالشراكة مع «نخيل».