قال الفنان التشكيلي والنحات الإماراتي مطر بن لاحج، إن مرسمه الخاص هو بيته الثاني يمارس فيه عمله وإبداعه، معتبراً أن العمل عبادة وتقرب إلى رب العالمين ومؤكداً احترامه قدسية العمل.

وأضاف بن لاحج في الندوة التي نظمتها مؤسسة بحر الثقافة بعنوان «تجليات في العزلة» وأدارتها السعد المنهالي، رئيسة تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، أنه ينعزل تماماً عن العالم عندما يبدع ويبقى في عزلته يفكر ويبحث وينتج المزيد من الأعمال الفنية الإبداعية.

العزلة والخلوة

وعن بقائه في عزلة أو خلوة كما يحب أن يطلق عليها طوال حياته الفنية، وتأثره بالحجر المنزلي للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» قال: «لم أشعر كثيراً بالعزلة أو الحجر لأنني أعيش أجمل حالاتي الإبداعية في خلوتي، فالحجر المنزلي أضاف لي المزيد من الوقت كي أرتب أفكاري وأولوياتي في الحياة»، مشيراً إلى أنه دائماً ما يعيد حساباته ويستفيد من ماضيه وحاضره كي يطور من مستقبله من أجل خدمة الأجيال الجديدة، ونقل المعرفة إليهم. وقال: «ينبغي على كل مبدع أن يحمل على عاتقه مسؤولية توصيل الخبرات والمهارات إلى الأجيال القادمة للاستفادة منها».

أكاديمية للفنون

وكشف بن لاحج في الندوة عنةأنه قرر إطلاق أكاديمية خاصة بتعليم الفنون من خلال منصة ذكية لتنمية المواهب وتشجيعها وإبرازها للنور، لافتاً إلى وجود الكثير من المواهب المدفونة التي تبحث عمن يزيل عنها الغبار لتضيء في سماء الإبداع. كما نصح أولياء الأمور بضرورة اكتشاف مواهب أبنائهم ومتابعتها، خاصة أن المدارس ومعلمي الرسم لا يعملون بالقدر الكافي على اكتشاف المواهب الشابة، على الرغم من المساعدات الكبيرة التي تقدمها الدولة في هذا النطاق، مضيفاً: «المعلم يهتم كثيراً بالتدريس النظري، متناسياً النواحي العملية واهميتها، لذلك جاءت فكرة الأكاديمية التعليمية».

هواية واحتراف

الاحتراف بحسب بن لاحج له شروط، أهمها: وجود أدوات تساعد المحترف كي يبدع، مضيفاً: «كل عمل فني يعبر عن صاحبه، والإبداع يحتاج إلى فلسفة خاصة لكل مبدع، وعمل دؤوب ومستمر والكثير من البحث العلمي والقراءة فضلاً عن الشغف وهو أهم أداة من أدوات الإبداع». وأوضح أن الإنسان الناجح هو من يتعلم من الآخرين، ويسمع أكثر مما يتكلم ويطلق لنفسه العنان كي يطور من نفسه ويستمع دائماً للنقد الإيجابي المفيد، أما النقد السلبي فهو كالحجارة التي لا بد أن يصنع منها المبدع سلماً ليصل به إلى سماء المجد والتميز.