دائماً ما كانت الفروسية في الشرق والغرب رمزاً لقيم النبل والشهامة والفداء، وتجسيداً لصمودها أمام عاديات الزمن، التقت في أروقة «اللوفر- أبوظبي» حضارتان عريقتان، من خلال معرض «فن الفروسية: بين الشرق والغرب» ووضعتا تحت أضواء المقارنة والتقييم، حتى يتمكن المتلقي من أن يتعرف إلى نواحي الائتلاف وجوانب الاختلاف بين ثقافتين، التي تجمعهما أكثر مما تفرقهما.

في رحلة عبر التاريخ نظمها متحف «اللوفر- أبوظبي» و«متحف كلوني- المتحف الوطني للعصور الوسطى ووكالة متاحف فرنسا»، يأخذ معرض «فن الفروسية: بين الشرق والغرب»، زواره في رحلة استكشافية إلى ثقافة الفروسية في العصور الوسطى في أوروبا المسيحية، كما في العالم الإسلامي في الشرق، ويسلط  الضوء على نشأتها وتحوّلها إلى طبقة اجتماعية مرموقة، إلى جانب تجلّيها على أرض المعركة وفي أخلاقيات الفرسان في تلك العصور.

قصص الفرسان

تحكي قاعات المعرض، القصص المخبأة وراء أساطير هؤلاء الفرسان الشجعان، وكيف ما زالت دول كثيرة من حول العالم تولي اهتماماً كبيراً بالفروسية وتقاليدها، ومن خلال الاطلاع على التفاصيل الدقيقة في تصميم 130 قطعة أثرية، تكشف سمات الحياة والفروسية خلال 6 قرون، تمتد من أوائل القرن السادس حتى القرن الـ11، متكئةً على دراسة تاريخية مُقارِنة بين ثقافة الفروسية في الشرق وفي الغرب.

أوجه الشبه

يسلّط المعرض الضوء على قيم الفروسية، مثل الشجاعة والنبل والكرم والشهامة ليبيّن أوجه الشبه بين الثقافتين. من خلال استعراض معدات الفرسان والخيول بما فيها الدروع والأسلحة الدفاعية والهجومية، وقطع خاصة بركوب الخيل والمبارزة، إضافة إلى مخطوطات مزخرفة ومعاهدات تصوّر مشاهد الفروسية إلى جانب شعاراتها وقطع زخرفية مستوحاة من فنونها.

تبادل حضاري

تشرح القطع من مصر، العراق، سوريا، فرنسا وألمانيا أوجه الشبه بين التقاليد المرتبطة بعالم الفروسية في تلك المناطق المختلفة في طريقة ركوب الخيل، القتال، وحياة الفارس، كشاهدة على التبادل الثقافي الاستثنائي الذي حصل في مناطق لقاء رئيسة بين الحضارات، مثل جنوب إسبانيا وصقلية وسوريا. كما يضم المعرض قطعاً فريدة من بينها قلادة جمعية الفرسان المصنوعة من الصوف الذهبي، إضافة إلى الشمعدان المستخدم في الماضي في الوطن العربي، فضلاً عن السيوف العتيقة التي كانت تشكل السلاح الأساسي لدى الجيوش.

النشأة

ينقسم المعرض في شرحه لثقافة الفروسية وفنونها في الشرق والغرب، إلى ثلاثة أقسام، إذ يهتم القسم الأول بتاريخ نشأة الطبقة الاجتماعية الخاصة بالفرسان من خلال القطع الفنّية والأثرية، إذ إن جذور الفروسية المترسخة في الشرق وتلك الخاصة بالغرب تشكل رمزاً للتغيرات التاريخية التي شهدتها تلك العصور.

الفنون القتالية

وتحتل الأدوات القتالية بجميع أشكالها القسم الثاني من المعرض، إذ يكشف عن  قطع فنّية خاصة بالمعارك وفن القتال، مثل أسلحة الهجوم والدفاع والمعدات الخاصة بالخيول في القتال، فالمعدات هي من أبرز مميّزات الفرسان، وتبيّن أوجه التشابه بين الثقافتين الشرقية والغربية.

بين ثقافتين

يستعرض القسم الثالث في المعرض تطوّر ثقافة الفروسية، مبيّناً أوجه التشابه بين الثقافة في الشرق والغرب عبر العديد من القطع التي تتنوّع بين التسلية، مثل الصيد بالصقور والمبارزة ومسيرات الفرسان على الخيول، وعلم دراسة الخيول والشطرنج.