في ظل الاستعداد لمرحلة ما بعد الإغلاق الكلي أو الجزئي بسبب أزمة كورونا، كثفت شركات الطيران المدني من عمليات التوعية بضرورة احترام إجراءات السلامة، وابتكرت العديد من وسائل التوعية لتذكير المسافرين بإجراءات الوقاية للحد من انتشار الفيروس، في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن خطر انتقال فيروس كورونا على متن الطائرات منخفض نسبياً، ويعادل الخطر الذي يتعرض له الشخص في الأماكن المغلقة كالحافلة والمسرح والسينما وغيرها، ولكنه يزداد بوجود شخص مصاب على مقربة من مسافر آخر، لا سيما في حال عطس أو لمس أحداً بقربه.

ونظراً إلى صعوبة الالتزام بمعايير السلامة والتباعد داخل الطائرات، بدأت شركات الطيران بدراسة إمكانيات النقل الجوي الآمن من خلال ابتكارات جديدة، منها فرض التباعد داخل الطائرات عبر جلوس مسافر واحد فقط في كل صف. لكن شركة آفيو أنتيريوس الإيطالية ابتكرت نظامين لحماية المسافرين جواً من مخاطر العدوى، يضمنان مبدأ التباعد بين المسافرين. ويتعلق النظام الأول بتركيب فواصل شفافة بين المقاعد للفصل بين الركاب، بدلاً من إعادة ترتيب المقاعد.

أما النظام الثاني فيتضمن إعادة تجهيز الطائرات، بمقاعد تكون عبارة عن كتل من ثلاثة كراسي بذراعين، ويتم قلب المكان الأوسط بحيث يتم توجيه ساكنه نحو الجزء الخلفي من المقصورة، بما يضمن أقصى إمكانيات العزل بين الركاب، وهذه المقاعد بدورها ستكون محاطة بجدار من الزجاج الشفاف.

من جهة أخرى، ستفرض شركات الطيران إجراءات مشددة لضمان النظافة داخل الطائرات، مثل تطهير الأسطح باستمرار مع الإبقاء على طرق الوقاية الشائعة بالنسبة للمسافرين، كغسل اليدين بانتظام بالصابون واستخدام معقم اليدين، وتجنب لمس الوجه إضافة إلى إلزامية ارتداء الكمامات في الطائرة. ويفضل عدم السفر في حال كان الشخص مصاباً بحمى أو رشح أو اي أعراض أخرى تحاكي أعراض فيروس كورونا.

وأوضحت شركات الطيران، أن الطائرات مجهزة بمنظفات هوائية تقوم بتصفية الهواء المعاد تدويره في داخلها بنسبة 99,99% من الجسيمات، بما فيها البكتيريا والفيروسات، وهذا النظام يجدد الهواء داخل الطائرة، كل 3 دقائق.

ورغم كل تلك الاحتياطات، ينصح المختصون بتجنب استخدام الطائرة إلا عند الضرورة القصوى، وإلى حين التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا.