مع العودة التدريجية للأنشطة الاقتصادية والخدمية في المؤسسات الحكومية والخاصة، عقب تخفيف القيود للحد من تفشي وباء كورونا المستجد «كوفيد 19»، فإن الموظف قد يعمل في بيئة عمل تبدو مختلفة بتفاصيلها.

حيث نفذت الكثير من الإجراءات والتدابير اللازمة لضمان التباعد الجسدي والمسافة الآمنة بين الموظفين، بالإضافة إلى مواكبة المتغيرات التي فرضتها كورونا على العالم بأسره.

التهيئة النفسية

توضح تهاني التري، مستشارة تطوير الذات، أن هذه الأمور لن تؤثر في إنتاجية الموظفين، داعية إلى إيجاد بدائل تسهم في تغيير ثقافة الموظف تجاه نفسه بتقبل الوضع والتعامل معه بكل حب حتى يتمكن من تجاوزه بأقل الخسائر والجهد. وتضيف: «يأتي دور الموظف هنا بالتهيئة النفسية أولاً، وقبل كل شيء يجب الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبالقضاء والقدر أن كل شيء يصيب الإنسان فهو خير له». وتشير إلى أن اختلاف قدرات الموظفين من شخص إلى آخر، وهنا يأتي دور المدير مكملاً لدور الموظف حيث إنه باستطاعته الاعتماد على هؤلاء الموظفين أصحاب النفوس الإيجابية الباعثة للأمل في طمأنة زملائهم، وأن الأمور ستعود لطبيعتها ولكن يجب الالتزام بالإجراءات الاحترازية لضمان سلامة الجميع.

رسائل إيجابية

ترى التري أنه من المناسب بث رسائل صباحية إيجابية، وبعض الممارسات البسيطة التي تسهم في دحر الخوف من النفوس والاطمئنان وبث الأمل وحب الحياة في نفوس الموظفين، من الإدارة إلى الموظفين أو من الموظفين لبعضهم البعض مع استبدال كل ما يمكن استبداله بالتكنولوجيا الحديثة.

نصائح للإدارة

تقدم التري بعض النصائح للإدارة في المؤسسات، مضيفة أن على كل قائد أو مدير التحلي بالصبر والشجاعة في اتخاذ القرارات والتعامل مع المشاكل والأزمات، خاصة أن المتغيرات حالياً أصبحت معقدة أكثر وزادت صعوبتها بعد أزمة كورونا، وأن يواجه أيضاً الاختلافات في الأنماط الشخصية للموظفين، حيث سيقابل العديد منهم والذي يجب عليه التصرف بحكمة وصبر وتقبل لكل ما سيقابله من رفض أو خوف أو قلق في بيئة العمل.

وتضيف: «يجب على كل مدير أو قائد أن يكون خط الدفاع الأول لموظفيه ومؤسسته، حيث إنه من يقوم بإصدار التوجيهات والتعليمات التي من شأنها تهدئة نفوس الموظفين وطمأنتهم للتعامل مع الوضع الراهن بأمان أكثر، وتقبل بالإضافة إلى ضرورة شحن الموظفين بالطاقة الإيجابية من خلال الكلمات المحفزة أو الرسائل الباعثة للأمل في النفوس بأننا جميعاً أسرة واحدة نسير في قارب واحد وسنصل إلى بر الأمان بالتعاون والتفاهم».

التكيف مع التغييرات

تؤكد التري ضرورة وجود عنصر المرونة في تقبل التغييرات والتكيف معها، بالإضافة إلى ضرورة التجديد في بيئة العمل بما يتناسب مع عودة الموظفين لوضع جديد غير معهود سابقاً، مما يخفف من التوتر والقلق لدى الجميع حين يكون الرئيس مع المرؤوسين بنفس الانسجام في تقبل التحديات الجديدة ومواجهتها.

وشددت أيضاً على ضرورة تقديم المعلومات بشكل واضح ومفهوم من الرئيس للمرؤوسين، مما يعزز الثقة بين الطرفين أنهم في أمان تام بعيداً عن أي خطر يمكن أن يهدد الصحة والسلامة العامة، مع إمكانية التخلص من أي عنصر مهدد أو استبدال أي شيء يمكن أن يؤثر سلباً في طاقة الموظفين وأفكارهم.