يعرّف الفخار بأنه فن صناعة الخزف، وهو من أقدم المهن التقليدية. يعتبره البعض علاجاً في حد ذاته، يقوي القدرة على التركيز ويخفف من التوتر، بالإضافة إلى الشعور بالرضا والإنتاجية، كون الإنسان يصنع شيئاً من الطين والماء. أسماء العريض مهندسة ديكور سابقة، وفنانة تشكيلية تونسية مقيمة في دبي منذ 13 عاماً، تبرع في صناعة الخزف وتحويله إلى قطع فنية تزين المنزل والمائدة من خلال علامتها Baya Ceramic.

الخزف علاج

عن كون الخزف علاجاً، تقول أسماء العريض: «الطين مادة ليست غريبة على الإنسان، فهو متعود على الطين والتراب، والتعامل مع الفخار يخرج الطاقة الإيجابية أو السلبية من الإنسان، لأنه يتعامل مع أربعة عناصر من الطبيعة، الطين، يضاف إليه الماء، الهواء أثناء مرحلة الجفاف، النار في مرحلة الحرق، والمرحلة الأخيرة وهي مرحلة الألوان أي الفن والإبداع الذي ينطلق من الإنسان. وإذا أحببت أن تبقيه طبيعياً وتشعر بالخامة نفسها، فهذا اختيار شخصي حر. وبالتالي نعم علاج للخزفي أو الهاوي أو للحرّيف الذي يقتني هذه القطعة».

تصميم نموذجي

تخرجت أسماء العريض في جامعة الفنون الجميلة في تونس، وتخصصت في التصميم النموذجي، عملت في مجال تصميم الديكور لمدة ست سنوات، إلا أنها كانت تمارس الرسم، هي الشغوفة بالفنون التشكيلية المعاصرة. وشاركت أيضاً في معارض فنية عديدة، وتعرفت إلى جنسيات وثقافات حضارية متعددة جعلتها تنفتح على العالم. وتضيف في هذا السياق: «في عالم النحت تعرفت إلى عالم الخزف، وحاولت ابتكار تصاميم فنية فريدة من نوعها، وفي الوقت نفسه يمكن استخدامها والتوجه بها إلى كل شرائح المجتمع. إلى أن قررت ترك كل شيء والتفرغ لعالم الخزفيات».

منبع الخزفيات

دخولها عالم الخزف لم يكن أمراً غريباً عليها، فبلدها الأم تونس يعتبر منبعاً للخزفيات واللون الأزرق. حققت حلمها وأطلقت على علامتها التجارية اسم (بية)، وهو اسم ابنتها، اسم قديم في تونس ويعني شيخة Princess. كما أن شغفها اللامتناهي في الفنون المعاصرة، ألهمها أيضاً لتفكر في أشكال معاصرة وفنية، ومحاولة تجسيدها بخامات مثل الطين. وأكثر مادة تستخدمها في أعمالها هي طينة البورسلين Porcelain التي تشبّهها بالمرأة، فهي حساسة وقت الاستخدام، وقوية وبيضاء ناصعة بعد حرقها.