تشتهر إمارة الفجيرة بالقلاع التاريخية التي لا تزال شامخة تعكس صورة واضحة عن عبق ماضي الإمارة وتطورها الحضاري، ومن بين هذه القلاع:

قلعة الفجيرة:

تعد قلعة الفجيرة من أهم واكبر قلاع الإمارة، وتتميز بأنها بنيت على ربوة عالية في منطقة الفجيرة القديمة، ويرتفع بناؤها إلى نحو 20 متراً عن سطح البحر، حيث تشرف بهذا الارتفاع على البحر وكل المدينة وتبعد نحو 2 كم عن الساحل. ويختلف تصميم القلعة تماماً عن التصميمات الهندسية المعتادة في بقية قلاع الدولة، فهي تتكون من ثلاثة أبراج دائرية وبرج رابع مربع وبناء طويل ذي مقطع يشبه البرج. وهذه المباني ترتبط بجدار بين الأبراج مكونة قاعة مركزية في الوسط.

بنيت القلعة من المواد المحلية اشتملت على الحجر والحصى والطين والتبن ومادة الصاروج (الجص). بنيت القلعة في الفترة ما بين 1500 و1550م وأعيد بناؤها في الفترة 1650-1700م. كان أول ترميم لها عام 1925، ثم في منتصف الستينات لانهيار البرج الشمالي والمربعة. وما بين عامي 1998 و2000 قامت إدارة التراث والآثار في الفجيرة، بترميم شامل للقلعة وأبراجها واستخدمت في الترميم ذات المواد التي بنيت منها القلعة.

قلعة البثنة:

هي ثاني أكبر وأشهر حصن في الفجيرة لتاريخها الطويل من الحروب والمعارك، التي وقعت في المنطقة في نهاية القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. تقع القلعة في قرية البثنة، على بعد 13 كم غرب مدينة الفجيرة بين سلسلة جبلية على جانبي وادي مهم، وتطل على واحة خضراء زراعية بنيت في عهد الشيخ حمد بن عبد الله الشرقي في عام 1735، وكانت موقعاً دفاعياً محصناً ومحوراً مهماً جداً، لصد خط المواجهة من نقطة استراتيجية. لعبت قلعة البثنة دوراً رئيسياً في صد غزوات الأعداء وحماية مدينة الفجيرة وشعبها من الكثير من المهاجمين والغزاة.

قلعة الحيل:

هي مبنى قديم تم بناؤه قبل حوالي 250 عاماً، كمقر إقامة الأسرة الحاكمة، وكان له دور مهم في الدفاع عن المنطقة من خلال الدوريات والمراقبة المنتظمة. تأسست القلعة عام 1830، وهي أحد المباني الشهيرة في الفجيرة، وتقع عند سفح جبال الحجر بالقرب من قرية الحيل. يقع المكان وسط منظر بانورامي لأشجار النخيل والجبال، وهو جنة للمصورين. على الرغم من أنها ليست كبيرة جداً في الحجم، أبراج الرياح توفر إطلالة رائعة على المنطقة المحيطة بها.

قلعة أوحلة:

تقع في قرية أوحلة على بعد 30 كيلومتراً من مدينة الفجيرة في المناطق الجبلية الوعرة والخشنة، إلا أن حكومة الفجيرة قامت بتعبيد الطرق إليها وهي أيضاً قرية سياحية. تم بناء حصن أوحلة الإسلامي على نفس موقع القلعة على جبل مرتفع نسبياً على ارتفاع حوالي 30 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتشرف على مناطق إمارة الفجيرة الشرقية، في حين يرتفع برج المراقبة حوالي 20 متراً، مما يمكن الحراس من مراقبة أي شخص يأتي إما من البحر أو الطرق الجبلية. يتم الوصول إلى القلعة من خلال بوابة كبيرة بعرض متر واحد وارتفاع 2.5 متر، يتبع المدخل ردهة مستطيلة الشكل ولها سلالم تقود زوارها إلى طابقها الثاني، ومن ثم إلى برج  دائري الشكل وكبير وطوله 11 متراً.

قلعة مسافي:

تعد قلعة مسافي التاريخية، التي رممتها مؤخراً هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، شاهداً على عراقة وتاريخ منطقتها التي تقع على بُعد 30 كيلومتراً غرب مدينة الفجيرة، تلك القرية الساحرة التي تسكن أعلى جبال الإمارات. واستمدت منطقة مسافي اسمها من هذه القلعة التي يعود بناؤها لعام 1450 ميلادية، وهي مبنية من الطين والحجارة وصاروج النخيل. وتقع على تل صغير ومنخفض الارتفاع، وهي مربعة الشكل وتضم برجاً واحداً دائري الشكل يقفل في زاويتها الجنوبية الغربية ويبلغ ارتفاعها الجزء المتبقي منه نحو 7 أمتار وطول قطره من الداخل 5 أمتار. وفي فناء القلعة، غرف متعددة بنيت في فترات مختلفة. كما توجد أفلاج مائية اكتشفها فريق الآثار الياباني أسفل القلعة مباشرة، يصل طولها إلى بضعة كيلومترات ويعود تاريخها إلى نهايات الألف الأول قبل الميلاد.