«التلوث البلاستيكي».. من أكبر التحديات البيئية في عصرنا الحاضر، لتأثيره الضار في صحة الناس، كما يشكل تهديداً للحياة البرية والبحرية.

وتكمن خطورة البلاستيك في أنه يظل موجوداً في البيئة لفترة طويلة حيث لا يتحلل حيوياً، ولكن يتكسر إلى أجزاء أصغر وأدق، وعندما يتحلل البلاستيك، تنبعث منه مواد كيميائية خطيرة على البيئة.

كما يؤدي حرق النفايات التي تحتوي على بلاستيك إلى انبعاث بعض المواد الكيميائية المسرطنة مثل الديوكسين وهو مادة سامة للبشر، حيث تتراكم في جسم الإنسان عند استنشاقها من خلال التعرض لأبخرتها، ويمكن أن تنتقل من الأم إلى الجنين عبر المَشيمة، كما تتساقط مادة الديوكسين في المجاري المائية وعلى المحاصيل عندما تلتصق بذرات الغبار.

عُشر النفايات

حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2018، يشكل البلاستيك 10% من إجمالي حجم النفايات التي ينتجها كوكب الأرض، وينتهي المطاف بما لا يقل عن 8 ملايين طن من البلاستيك سنوياً في المحيطات.

وفي العقد الماضي، أنتج العالم بلاستيك أكثر مما أُنتج على مدار القرن الماضي بأكمله، ونصف البلاستيك المتداول يُستخدم لمرة واحدة أو غير القابل للاستعمال مرة أخرى.

في دولة الإمارات، يتم استهلاك 11 مليار كيس بلاستيك سنوياً، أي ما يعادل 1184 كيساً بلاستيكياً على مستوى الفرد، ويعتبر ذلك معدلاً مرتفعاً جداً مقارنة بالمعدل العالمي والبالغ 307 أكياس للفرد، وفق تقرير عُرض في القمة العالمية للحكومات فبراير 2019.

وفي هذا السياق، أعلنت دولة الإمارات أن الإدارة الفعالة للنفايات البلاستيكية تمثل أولوية أساسية، وهو ما يتماشى مع الهدف الطموح للدولة لمعالجة 75% من النفايات الصلبة البلدية بحلول 2021.

ولتحقيق هذا الهدف الطموح أصدرت دولة الإمارات أول قانون وطني اتحادي للإدارة المتكاملة للنفايات، والذي يضع الإطار العام لمنظومة التعامل مع جميع أنواع النفايات، ويحدد آليات وممارسات الحدة من النفايات وإعادة تدويرها، والطرق المثلى للتخلص منها.

مبادرة أبوظبي

أعلنت هيئة البيئة – أبوظبي خلو إمارة أبوظبي من الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة عام 2021، للحد من دخول هذه المواد إلى البيئة بالإضافة إلى تغيير سلوك المجتمع نحو ممارسات أكثر استدامة.

ووفق وزارة التغير المناخي والبيئة، تنتهج دولة الإمارات في تعاملها مع إشكالية النفايات مبدأ الاقتصاد الدائري، حيث كانت من أوائل دول المنطقة الموقعة على مبادرة Scale 360، والتي تمثل نموذجا فعالا للاقتصاد الدائري الذي يستخدم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في الحفاظ على الموارد وإبقائها قيد الاستخدام لأطول فترة ممكنة.

مبادرات فعالة

في هذا السياق، تعمل الدولة حالياً على تنفيذ مجموعة من المشاريع والمبادرات الفعالة للإدارة المتكاملة للنفايات والتي تهدف إلى تحقيق الاستدامة في هذا المجال، ومنها مشروع معالجة النفايات وإنتاج الوقود البديل بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وستصل طاقة عمل المشروع إلى استقبال 1200 طن من النفايات الصلبة يوميا يتم تحويل 70% منها إلى وقود بديل، تزود به مصانع الأسمنت لاستخدامه بديلاً فعالاً للوقود العادي.

كما تضم قامة المشاريع مجمع إعادة تدوير النفايات البلاستيكية في أبوظبي والذي تصل طاقة عمله إلى 20 ألف طن لأنواع البلاستيك سنوياً، ومشروع مجمع تدوير ومعالجة النفايات في دبي والذي يركز على إعادة تدوير الأكياس البلاستيكية لتحويلها لمواد خام، ومشروع "CONSENT Plastic"  المتخصص في عبوات "PET" المستعملة إلى مجموعة من منتجات البلاستيك المفيدة، والمشروع المتخصص لمعالجة 4 أنواع من البلاستيك في مدينة العين وصل طاقته إلى 25 طناً يومياً لكل نوع. كما يجري حالياً في أبوظبي إنشاء أول منشأة لإعادة تدوير بلاستيك PET، والتي تعمل على معالجة ما يقارب 19 ألف طن من هذا النوع من النفايات البلاستيكية الضارة ذات الاستخدام الواحد، عبر تحويلها إلى حبيبات معاد تدويرها صالحة للاستخدام، ومن المتوقع دخول المنشأة الخدمة بحلول 2021.