عبق فعل الخير يفوح بسرعة ويترك تأثيراً رائعا أينما حل، لكن التغييرات غير المتوقعة التي طرأت على أنماط حياتنا بسبب «فيروس كورونا» جعلت الكثير يتساءل كيف يمكن أن نشارك في أعمال العطاء في هذه الظروف؟ لكن مجموعة من المؤثرين على (السوشيال ميديا) سرعان ما أجابت عملياً وبطرق مميزة وجميلة عن السؤال واستغلت وجودها معظم الوقت على شبكة الإنترنت في الفترة الحالية، في إيجاد أساليب مختلفة وجديدة لمساعدة الناس عن بعد، نشروا بها الأمل في مجتمعاتهم.. هنا نتعرف إلى رؤيتهم  في هذا الإطار، وسبل عطائهم:

أي عمل طيّب يترك أثره عند الآخرين لفترة طويلة هو «فعل خير» في اعتقاد ساندرا ساهي (يتابعها 632 ألف شخص) وتقول: «قد يكون هذا الفعل من أبسط الأشياء كجعل شخص ما يضحك، أو تقديم هدية مميزة، أو كتابة رسالة جميلة مليئة بمعاني المحبة، أو حتى تحضير مفاجأة تسر أحدهم، ففعل الخير هو أن نجعل أحدهم يشعر بأنه مميز وأننا نحبه ونقدره ونهتم به حقاً».

وتضيف: «أحب مساعدة الناس كثيراً فهو أمر يشعرني بالرضا والسعادة، خاصة عند مساعدة المحتاجين في العراق مسقط رأسي، وأحياناً أستمتع باصطحاب أمي في رحلة أو إجازة مفاجئة كتقدير لكل ما تقوم به من أجل عائلتي».

وتشعر ساندرا بالامتنان إزاء الفرصة التي أتيحت لها مؤخراً للتبرع بالملابس للكثير من الناس هناك وتقول: «كوني فنانة تحب مساعدة الناس من خلال الموسيقى، أحبّ استخدام إنستجرام كمنصة لأغني لجميع المتابعين وأساعدهم على اجتياز الصعوبات».  وتكمل: «اللطف مع الناس لا يكلف شيئاً بل هو أجمل معاني الحياة. لن نخسر حين نبادر بالمحبة واللطف لمن حولنا. أنا أدعو الجميع إلى تخصيص الوقت الكافي للقيام بأعمال الخير مع أحبائهم أو مع أي شخص».

مها جعفر: أعتبر خدمة مجتمعي ضمن أفعال الخير.

أفضل ما عندك

ترى مها جعفر  (يتابعها 572 ألفاً) أن «فعل الخير» هو تقديم أي مساهمة قد تجعل يوم أحدهم أفضل وأيسر، وتقول: «يأخذ فعل الخير أشكالاً وطرقاً عديدة ومتنوعة، بدءاً من الابتسام لشخص لا نعرفه وصولاً إلى المساعدة على إنقاذ حياة أحدهم. أعتقد أيضاً أن فعل الخير لا يتمحور فقط على مساعدة الآخرين ولكنه يشمل أيضاً عنايتك واهتمامك بنفسك وتجنب العادات السيئة وتطوير ذاتك حتى تقدّم دائماً أفضل ما عندك».

وتجد مها أن الناس يجب أن يحرصوا دائماً على مساعدة ودعم بعضهم البعض، قائلة: «بدوري أبذل قصارى جهدي لمساعدة كل محتاج بمقدار إمكاناتي وأحاول أن أقدم أفضل ما لديّ، سواء كان ذلك من خلال الدعم النفسي والمعنوي أو المادي. وأؤمن أيضاً بالروابط العائلية وأهميتها وأولويتي القصوى عند السعي لفعل الخير هي ضمان سعادة عائلتي وراحة أفرادها. وأعتقد كذلك أن ما أقوم به لتطوير ذاتي حتى أقدم أفضل ما عندي لخدمة مجتمعي هو أيضاً ضمن (أفعال الخير)».

وبنظرة يسودها التفاؤل تقول مها: «إن كل يوم جديد يحمل لنا فرصة وبداية جديدة لنقوم بأمور هادفة وجميلة ترتقي بحياتنا»،  داعية الجميع إلى تخصيص جزء صغير من يومهم للقيام بعمل خير بسيط أو أي بادرة محبة، وتوضح: «لن تتطلب منهم الكثير من الجهد ولكنها بالتأكيد ستنشر الكثير من السعادة والمحبة وتضيف قيمة متميزة تجعل يومك أفضل. قد تكون هذه المبادرة مع أحد أفراد عائلتك أو صديق مقرب أو حتى شخص لا تعرفه. ابدأ بأعمال بسيطة وأعدك بأنك ستحب ذلك الشعور».

  • عادل العدواني: أحث المتابعين على التبرع للحملات الخيرية.

تأثير وحماس

فعل الخير بالنسبة إلى عادل العدواني (ابن فطوطة، يتابعه 92.5 ألف) هو: «تقديم يد العون لكل شخص محتاج بغض النظر عن دينه أو عرقه عن طريق المساعدة المباشرة أو تسليط الضوء عليه للجهات المعنية أو على الأقل مساندته بالكلمة الطيبة عند عدم القدرة على تحقيق ما سبق».

وعن نفسه يؤكد: «أخصص مبلغاً يومياً مستقطعاً لإطعام مسكين مع حث المتابعين على التبرع لبعض الحملات الخيرية مرة أو مرتين في الشهر كذلك أقوم برحلة خيرية مرة كل سنة». يستطرد بالقول: «نحن كمسلمين نفضل عدم ذكر أعمال الخير التي نقوم بها لكن عندما يصبح لك تأثير في عدد ليس بالقليل من المتابعين فمن الضروري أن تحمسهم عن طريق حثهم المستمر لفعل الخير وتوضيح فضل هذا الفعل الإنساني».

ويحث على العطاء بالقول : «لا تحقروا من المعروف في شيء، إن كنت قادراً على المساعدة المباشرة فافعلها بلا تردد وإن كانت أحوالك المادية ضعيفة فأقول لك ما نقص مالٌ من صدقة، فالله أكرم منك ولا ينسى إكرامك، وإن كنت لا تستطيع المساعدة المباشرة فلا تحرم نفسك الأجر بنشرك لحملات التبرع للمحتاجين وتسليط الضوء عليهم في وسائل التواصل الاجتماعي لأن الدال على الخير كفاعله في الأجر».

  • عيسى الأنصاري: نشر المحبة وعمل الخير من الأمور بالغة الأهمية.

رد الجميل

من مفهوم عيسى الأنصاري (يتابعه 207 آلاف) أن فعل الخير هو اتخاذ الخيارات والقيام بالأفعال التي تراعي احتياجات الآخرين إلى جانب احتياجاتنا، يواصل بالقول:» إن نشر المحبة والمودة وعمل الخير من الأمور بالغة الأهمية، وأنا انطلاقاً من موقعي كمتخصص إماراتي في مجال اللياقة البدنية، أحاول من خلال مهمتي أن أرد الجميل لمجتمعي وأسهم في إلهام وتشجيع الآخرين من خلال مشاركة تجربتي في فقدان الوزن وتقديم النصائح الصحية باستمرار لتحفيز أسلوب حياة متوازن لدى المتابعين. وألقيت العديد من الكلمات والرسائل التحفيزية سعياً لتقديم نموذج يُحتذى به لشبابنا».

ويشير الأنصاري إلى تجربته الأخيرة قائلا: «شاركت في حملة #إنستا_الخير على إنستجرام لنشر رسالة محبة وتسامح ورسم البسمة على وجوه الناس، خاصة في هذه الأوقات الصعبة. ونظراً إلى صعوبة التنقّل، توجّهت إلى أحد مواقع البناء الخاصة بشركاتنا العائلية وقمت بتوزيع الماء والطعام على العمال الذين يتفانون فيما يقومون به ويعملون بلا كلل طوال اليوم».

ويواصل: «عمل الخير والإحسان لا يعني بالضرورة التبرع بآلاف الدراهم. فقد يكون فعل الخير مبادرة بسيطة كرسم ابتسامة على وجه أحدهم أو أي فكرة أخرى قد تخطر على بالكم. أفعال الخير والمحبة واللطف ليست مقتصرة على أوقات معينة فحسب ولكنها عادة نحتاج إلى تطويرها وتنميتها كل يوم. علينا أن نساعد وندعم ونحفز بعضنا البعض».

مسوؤلية أخلاقية

تعتبر سلام قطناني (يتابعها 163 ألفاً) فعل الخير منظومة اخلاقية تراعي وجود الآخر وتتفهم  ظروفه واحتياجاته وتعمل على مساعدته ومد العون له بقدر الإمكان.

وعن طبيعتها تقول إنها تتعاطف بصورة كبيرة مع الآخرين، وتشعر بمسؤولياتها الأخلاقية تجاههم وفي الوقت نفسه تبحث عن التوازن من خلال حبها لنفسها والبحث عن سبل الراحة للجميع في إطار حضانة اخلاقية. وتلفت سلام الانتباه إلى القاعدة الذهبية الموجودة في الديانات والفلسفات الروحانية، عامل كما تحب أن تعامل من دون تمييز.

نشر  الخير

أطلقت منصة إنستجرام للعام الثاني على التوالي مبادرتها في رمضان الماضي، حيث دعا إنستجرام الجميع حول العالم إلى التواصل ونشر أفعال الخير والمحبة عبر منصته الإلكترونية. وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، اضطر الكثيرون إلى قضاء أوقات مميزة بعيداً عن أحبائهم، لذلك وفر لهم إنستجرام وسيلة مبتكرة للتعبير عن مشاعرهم وتشجيع بعضهم بعضاً ومشاركة المودة والعطاء. والجدير بالذكر أنّ المبادرة سجّلت أكثر من 7 ملايين مشاركة.