اختار تصميم الأزياء وجعلها طريقه للوصول إلى العالمية، ورغم دراسته للفنون الجميلة، إلا أن عينيه بقيتا على عالم المرأة، إنه مصمم الأزياء رامي العلي جار الفرات في دير الزور مكانه الأول، وابن دمشق المكان الذي تخصص فيه أكاديمياً وأطلق أول عروضه، ليأتي بعدها إلى الإمارات، التي تشكل منصة حقيقية لدور الأزياء العالمية. اشتهر العلي بابتكاراته المدهشة والجريئة، وكان آخرها مجموعة 2020 التي أطلقها في مدينة الموضة باريس، والتي تميزت بسحر التصميم واللون وزهرة الأوركيد. وفي ظل العزلة التي تفرضها جائحة كورونا، جعل رامي من بيته منصة للإبداع والتسويق وابتكار الأفكار الخلاقة.

* حبذا لو تحدثنا عن مشاركتك الأخيرة في باريس، ولماذا اخترت زهرة الأوركيد شعاراً؟

- نتوق دائماً للطبيعة والجمال، لهذا اخترت في العرض الذي أقيم في باريس مؤخراً، زهرة الأوركيد، كونها تمثل الجمال واللون والقيم الحسية والمعنوية، حيث تعكس روح الأزياء والرقي، لهذا ركزت في كل قطعة على إبراز ما تمثله هذه الزهرة، من أناقة اللون وعنفوان خطوط فن العمارة، التي تنعكس على تفاصيل جسد المرأة بفتنته وجماله.

* تميزت ألوانك الأخيرة بالجرأة والتميز، خاصة أنك قدمت ألوان الأخضر بتدرجاته، والوردي وغيرهما، ما أهمية الألوان في المجموعة؟

- الألوان دائماً تعكس الأنوثة والإشراق، وتأخذني إلى عالم التشكيل الذي يظهر القطعة وكأنها لوحة حقيقية على جسد المرأة، من هنا فقد اخترت، التدرجات المشرقة للأخضر والمرجان والوردي، كونها تمنح التصميم لمسة سعادة وحب، في حين تضفي اللمسات الذهبية البسيطة على الفستان نوعاً من الإشراق والشفافية معاً، يضاف للون الإكسسوارات، مثل الخرز، والزخارف، التي تحاكي زهرة الأوركيد، التي تتميز بظلال جمالها وألوانها وقوامها، فكيف إذا تلونت بندى الصباح، كل هذا أحاول أن أقدمه للمرأة.

عزلة وفن

 

* كيف استطعت أن تحوّل عزلة «كوفيد 19» إلى فن؟

- لا شك في أن جائحة كورونا وضعتنا وجهاً لوجه أمام عزلة صادمة، لهذا فإنها المرة الأولى في تاريخ حياتي المهنية التي أكون بحالة عزلة لفترة من الزمن، وهو ما جعلني أوظف وقتي وقدرتي، للتركيز على أمور كانت تأخذ حيزاً أقل من تفكيري، وباتت رؤيتي للكثير من الأمور أكثر وضوحاً، فاستطعت أن أتواصل مع فريق عملي، بشكل أفضل للعمل على خطط كانت غير مفعلة بشكل كامل. وبالتالي منحتني العزلة فرصة للتخطيط والتركيز والانتباه على تفاصيل كثيرة، وهو ما سينعكس حتماً على الإبداع والابتكار.

* أطلقت مبادرة من أجل تشجيع المصممين على الابتكار، وجعل البيت منصة للإبداع والأفكار الخلاقة، حدثنا عن هذه المبادرة وكيف وجدت التفاعل معك؟

- قمت بحملة تسويقية مختلفة في فكرتها، إذ طلبت من عدد من المبدعين المحليين التعبير عن أنفسهم من خلال جلسة تصوير في المنزل، وذلك بتوظيف أزياء من مجموعتي الأخيرة، أردت تحفيز شخصياتهم واستكشاف مدى أعمال خيالهم.

الفكرة خطرت لي خلال فترة العزلة الكاملة بسبب كورونا، حيث كان الجميع بحالة من اليأس والإحباط مما يحدث، ونظراً إلى أهمية الإبداع فقد دعوت عدداً من المبدعين في مجال التصوير وغيره، وكنت من المتابعين لأعمالهم، وجاءت النتائج مختلفة تماماً عما هو متوقع ومثيرة للاهتمام، وقد شارك في هذه المبادرة عارضة الأزياء لنا البيك، وصانعة المحتوى بارفان باريت والمصور الشهير برود أنتزوليس.

أسابيع الموضة

 

* في ظل التغيير الذي تشهده أسابيع الموضة العالمية، هل ثمة مشاركة هذا العام؟

- أعلت مسبقاً عن عدم مشاركتنا بأسبوع الموضة لشهر يوليو في باريس لهذا العام، نظراً لكون آخر مجموعة أطلقناها في نهاية شهر يناير لم تأخذ حقها بالعرض، فكان القرار بعدم اتباع روزنامة أسبوع الموضة العالمية لهذا الموسم، وتكون لدينا حرية الإبداع والإنتاج بحسب حاجة السوق لذلك.

* هل تنوي إقامة عرض أزياء من دون جمهور.. كما هو الوضع السائد عالمياً؟

- نتيجة وضع الصحة العالمي، فإن فكرة العرض الافتراضي هي البديل المقبول، لهذا لجأ كثيرون إلى هذه الطريقة، وأحب أن أشير إلى أنني قبل كورونا كانت لي تجربة عرض افتراضية. فالاجتماع الافتراضي موجود بأكثر تفاصيل حياتنا، حتى قبل كورونا، وخاصة الموزعين على هذا الكوكب، اليوم أصبحت الفكرة مقبولة جداً، كونها تتيح حرية إبداع أكثر وتواصل، فعندما تكون أنت من يملك الوقت والمناخ تكون النتائج مثيرة ودقيقة أكثر من العرض المباشر.

صناعة الموضة

 

* كيف ترى صناعة الموضة في الإمارات؟

- صناعة الموضة في الإمارات تمضي بشكلِ متطور، رغم أن عمرها لايزال حديثاً مقارنة بعواصم الموضة في العالم، والتي وصلت إلى بعد عالمي رائع، لا شك في أن هناك جهداً مبذولاً من قبل الأفراد والمؤسسات بالاتجاه الصحيح لتنمو وتتطور هذه الصناعة بشكل أسرع لتحاكي تطورها بلدان أخرى.

* ماذا عن تصاميمك ومشاريعك المقبلة؟

- تركيزي منصب حالياً على إعادة طرح مجموعة الكوتور لربيع وصيف 2020، وتسويق مجموعة الأزياء الجاهزة لخريف وشتاء2021، بالتزامن مع العمل على مشروع التسوق الإلكتروني، والذي هو الآن في مراحله الأخيرة للانطلاق، كونه مناسباً جداً لما نعيشه اليوم. كما تتم حالياً دراسة وتنفيذ مجموعة فساتين الأعراس الجاهزة، التي ستكون مناسبة لتلبية حاجة تسوق فساتين الأعراس إلكترونياً.

لغة عالمية

 

* هل تستفيد من الموسيقى والفن التشكيلي في مجموعاتك؟

- الموسيقى والفن هما المصدر الأول الذي أتجه له بحثاً عن الإلهام وما تحتويه من إيحاءات، كل ما في الكون موسيقى، حتى في عروض الأزياء تأتي الموسيقى مكملة للعرض، الموسيقى تدخل في تفاصيل حياتنا نبدع من خلالها، تفتح لنا شهية الخيال، أسمع الكلاسيك، وأسمع الأغاني، كل هذا يدفعني إلى تصميم بهارموني كأنه موسيقى، أو كيمياء... التشكيل والموسيقى مصدران جماليان ضروريان لتنشيط الخيال، والإبداع بما يليق بجسد المرأة.

* كيف تمنح أزياءك إضافة توحي بدفء الشرق؟

- الأزياء هي لغة عالمية، فلا يوجد حالياً فرق بين الشرق والغرب بالتخاطب من خلال الأزياء، ففي عملي الصفة الشرقية توجد بتقنية العمل أو طريقة التصنيع، لكن من ناحية الإبداع، لم يعد هناك فرق بين العالمين كما في السابق، وأصبحا حالياً أكثر اندماجاً.